تظاهرة تكرس المزيد من التميز ثاني أكبر مهرجان في العالم صرح عزيز الداكي، المدير الفني لمهرجان (موازين - إيقاعات العالم)، إن المهرجان ساهم في تغيير علاقات المواطن المغربي بالمنتوج الثقافي وتكريس تقاليد جديدة للاستهلاك في هذا المجال. وذكر الداكي، بأن بدايات هذا المهرجان كانت صعبة على مستوى إقناع المغاربة بالإقبال على اقتناء تذاكر لمشاهدة فنانيهم المفضلين في أفضل الظروف. واليوم مع بلوغ الدورة الرابعة عشر يرى المدير الفني للتظاهرة أن ثمة تحولا ملحوظا في هذه التقاليد ما يعزز النموذج الاقتصادي للمهرجان. إنه نموذج اقتصادي "مجدد" على حد قول الداكي، الذي يذكر بأن مداخيل المهرجان بالكاد كانت تناهز خمسين في المائة ثم ستين في المائة لتصل اليوم إلى 80 في المائة. ويعتبر المدير الفني لهذه التظاهرة أن هذا الموعد، وهو يعبر محطته الرابعة عشر، بلغ مرحلة النضج "وأصبحت لنا سيرة وقصة مسار، راكمنا محطات قوية في سجلنا ..."، إنها دورة تتويج العمل الذي بذل على مدى سنوات والذي بات معه (موازين) محطة كبرى في الساحة العالمية يتوق النجوم إلى حجز مكان على منصاتها، على حد قوله. وعن موقع (موازين) في خريطة المحافل الفنية المماثلة على الصعيد العالمي، ذكر عزيز الداكي بأن هناك عدة تصنيفات تعتمد في تحديد فئات المهرجانات الفنية ومستوياتها، مشيرا إلى أن المهرجان صنف، من حيث المتابعة الجماهيرية، من قبل (ام تي في)، ثاني أكبر مهرجان في العالم. أما على صعيد منطقة إفريقيا والعالم العربي فهو "الأكبر بلا شك". وكان منظمو (موازين) أكدوا أن الدورة السابقة استقطبت مليونين ونصف مليون متفرج، وهو رقم يطمحون، بل يتوقعون، تجاوزه خلال الدورة الرابعة عشر. ويضيف الداكي، مستحضرا برنامج الدورة 14 وبشهادات وكلاء الفنانين، أن مهرجانات قليلة عبر العالم نجحت في جمع فنانين من هذا الحجم في ذات المكان وذات الزمان. اقتصاديا، يسجل المدير الفني أن التظاهرة تجلب سياحا يتوافدون من الخارج لمتابعة الحفلات، وبعضهم من بعيد (أستراليا مثلا)، لانتهاز فرصة نادرة للاستمتاع بفنانين ذوي صيت عالمي. فهناك فنانون لهم عشاق ينتظرونهم ويتبعونهم، خصوصا أن الفنانين الكبار يأتون، ليس فقط كعرض فردي، بل بفرق كبرى واجتهادات فنية وكوريغرافيا لتقديم أفضل عرض ممكن. ماجدة الرومي ...قلب يغني عاشت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي حدثا استثنائيا غير مسبوق في حياتها الفنية حين قامت، مساء الأحد، بإحياء حفلين في ذات الأمسية تلبية لطب جمهور حاشد ضاق به فضاء المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. "لم يحدث .. لم يحدث في تاريخي الفني أن غنيت في حفلتين بذات الأمسية"، هكذا خاطبت وريثة سر كبار الفن اللبناني، جمهورها وهي تشدد على دلالة هذا الموقف الذي يعكس علاقة خاصة مع المغرب، الإنسان والمكان، هي التي تحل ضيفة للمرة الثانية على (موازين) بعد دورة 2010. غابت طويلا وعادت متوهجة أكثر من أي وقت مضى، كأن شوق المواعيد الكبرى حفز طاقتها وحلق بها إلى الأعالي. مزهوة بقفطان المحبة الأبيض، تكتم بصعوبة تأثرها بحرارة الترحاب وتشيح ببصرها جانبا لتراوغ هشاشتها أمام أجواء الاحتضان الغامر التي تحظى به كلما حلت. على المنصة، عادت خطوات إلى الخلف متوسطة الفرقة التي صاحبتها قائلة بصوت متهدج "ليس صوتي الذي يغني هنا .. قلبي هو من يغني". استعادت ماجدة الرومي، سليلة البيت الفني التليد، مسارا متعدد المحطات، بروائع من نصوص شعرية تنبض بصوت امرأة عاشقة. جددت إعلانها بيقين "اعتزلت الغرام"، وإن عادت لتكذب تصريحها بنشيد "أحبك جدا"، وتقاسمت ال"كلمات" مع أجيال تحفظها في ذاكرة لا تصدأ. وبين قطعة وأخرى، تنحني الفنانة بتواضع الخالدين لترد على المحبين جزيل التحايا والزغاريد، ولتعترف بدين في ذمتها : "يعني لنا الكثير، أنا وكل اللبنانيين، أن نغني في المغرب الحبيب. هنا نحتفل بالحياة والأمل والسلام. نحن مدينون لكم بهذا الفرح". آمال ماهر ... سفر غنائي وأخذت الفنانة المصرية آمال ماهر جمهور مهرجان (موازين) في سفر موسيقي ساحر بأدائها أنجح الأغاني التي ميزت مسارها الفني خلال الحفل الذي أحييته في نفس الامسية بمنصة النهضة بالرباط. وجعلت هذه الفنانة المصرية المتميزة، التي تشارك في مهرجان موازين للمرة الثانية بعد مشاركتها في دورة 2010، الجمهور يستمتع بلحظات جميلة من الطرب الأصيل، وهو يستمع لباقة من أغانيها الناجحة من قبيل "سكة السلامة" و"رايح بيا فين" والورد النهار دة". كما أعادت أداء أغاني أقل شهرة غير أنها تلقى إعجابا كبيرا لدى معجبيها. وكما وعدت بذلك، اغتنمت آمال ماهر فرصة مشاركتها الجديدة في مهرجان (موازين)، الذي تعتبره "أحد أهم المهرجانات الموسيقية في العالم العربي"، لإطلاق أغاني جديدة من ألبومها الحديث وهو ما قوبل بتصفيقات حارة من طرف الجمهور. وأخذت ماهر جمهورها في سفر غنائي يمتح من روائع الذاكرة الموسيقية العربية بأغان من قبيل "لولا الملامة" و"سيرة الحب" و"موعود". وفاجأت المغنية المصرية جمهورها بأداء الأغنية المغربية المشهورة "وادلالي"، مشيدة، في الآن ذاته، بخصوصية الفن المغربي.