الفنان التشكيلي المغربي عبد الجبار العسري يعتبر الفنان التشكيلي عبد الجبار العسري أن العمل الفني الجيد هو ما يجعل الفنان قريبا من جمهوره، ويؤكد في هذا الحوار أن الفن التشكيلي في المغرب ينقصه الدعم و الاهتمام بالفنان. ويضيف العسري قائلا إنه لازال يبحث عن رمزه الخاص في اللوحة، وبأنه يستلهم أفكاره و رؤاه الفنية من التراث المغربي. ما أهمية التكوين الأكاديمي بالنسبة لك؟ في السنة الأولى إعدادي صادفت أستاذين للفن التشكيلي، فكان البحث في ميدان الرسم جد قوي ومثالي. ثم توجهت إلى مدينة مراكش لمتابعة دراسة الفن التشكيلي، وكان التوجه الأكاديمي استكمالا للموهبة، التي يكملها الفنان بالدراسة، ثم يمكنه أن يسير في مساره الفني،أي اختيار النحث أو الرسم أو فن الإشهار. من أين تستلهم أفكارك ورؤاك الفنية؟ هذا سؤال جميل جدا، الرؤى والخلفيات التي يستلهمها الفنان هي أصلا من الواقع المغربي. أنا شخصيا أبحث في التراث المغربي،عن "الدقة" المغربية، وعن الأشياء التقليدية (الفولكلور،كناوة،الأشياء الروحانية...). كما أهتم بكل ما هو موجود في الطبيعة المغربية من تراث وأصالة وتراتيل الألوان والضلال. هذا ما يجعلني أكتشف عدة أشياء من الواقع المغرب. يقال إن "اللوحة ليست منتوجا عربيا بل منتوجا غربيا" بمن تأثرت من الفنانين الأجانب؟ ثمة عدة فنانين أجانب تأثرت بهم تأثرا كبيرا. هناك الفنانون الذين عاشوا الفن في بداية القرون الأولى من مثل: ليوناردو دافنشي ورافاييل وبيكاسو ودولاكروا الذي هاجر إلى بلدان عربية منها المغرب. ومن الفنانين المعاصرين هناك شارل كريفيل الذي التقيته في مدينة الصويرة ولا زاريي. وبمن تأثرت من المغاربة ؟ هناك الفنان سعيد بن مشيش ومحمد بوعافية ونجاة الغلامي. هل تنحاز إلى مدرسة فنية من مدارس الفن التشكيلي؟ هناك عدة مدارس في الفن التشكيلي كبيرة وجميلة جدا، ولكن اختياري الشخصي يقع على ثلاثة أصناف: الصنف الأول هو الفن الانطباعي، والثاني الواقعي، وأنتمي حاليا إلى فن النحت بأبعاده المتكاملة والخاصة الفن الانطباعي -ارتكازا على مبادئ اللون والضوء والظل- ربما سيكون ضالتي، هذا الفن الذي لم أستطع له حاليا تفسيرا. يتراوح أسلوبك بين الانطباعية والواقعية، في أي المدرستين تجد نفسك أكثر، ولماذا؟ المدارس الواقعية والانطباعية هي مدارس كبرى، وحاليا لازلت أبحث عن ضالتي في هاتين المدرستين، وأريد أن أمزج بينهما لأكتشف الفن ال "عسراوي". ألم تبلور بعد أسلوبا خاصا بك في الرسم ؟ الأسلوب الخاص هو البطاقة الشخصية للفنان، فحينما يزور الزائر المعرض ويرى اللوحة فمن خلالها يمكنه التعرف على الفنان. إذن من هذا المنطلق أنا أبحث عن رمزي في اللوحة، بحيث يتمكن الناظر إليها من معرفة أنها تنتمي إلى الفنان عبد الجبار العسري. ما يميز لوحات الفنان عبد الجبار العسري؟ التمييز بين اللوحة والفنان شيء صعب، ولكن ربما من خلال قراءتك لصور أرشيفي الخاص، يتبين لك-من حيث اللون- أن هناك ألوانا خاصة بي، ومن حيث الرسم فإنني أنتمي إلى داخل المغرب ولا أتجاوز الحدود، إنني أبحث عن الشيء الذي اندثر في التراث المغربي وأسعى لإحيائه. أجمل لوحة هل رسمتها، أم أنك لم ترسمها بعد؟ (يبتسم) أجمل لوحة لازلت أبحث عن سراياها والخطوط التي تدلني إليها، وسوف أتمكن من إنجازها في المعرض المقبل. سأكتشف ذاتي وأرسم هاته اللوحة التي أتخيلها منذ الصغر. ماذا عن علاقة الفن التشكيلي بالجمهور عموما، وكيف تقرؤها؟ علاقة الفنان بالجمهور هي علاقة وطيدة، ولكن هناك بعض الأسباب التي تجعل الفنان بعيدا شيئا ما عن جمهوره. فإذا كان العمل جديا وذا مستوى ومحتوى، فهذا يجعل الفنان قريبا من الجمهور، وإذا كان الفنان لا يعطي فإنه بذلك يكون دائما بعيدا عن الجمهور. إذن بالاحتكاك والتواصل يكون الفنان لصيقا بجمهوره الخاص والجمهور عامة. من وجهة نظرك، ما الذي ينقص التشكيل المغربي؟ ينقصه الدعم، والدفع بالفنان التشكيلي إلى البحث والإبداع في الحضارة والتراث المغربيين الأصيلين، وعلى وزارة الثقافة الاهتمام بالتشكيليين والفن التشكيلي حتى يتبوأ المكانة اللائقة به. الفن التشكيلي في المغرب إلى أين؟ أتمنى للتشكيل المغربي غدا مشرقا، حتى يتمكن الفنانون من إدراك بعض الأشياء والخبايا التي صارت من قبل ذات قيمة، لكن قيمتها سقطت الآن، أتمنى أن تحيى مجددا حتى تروق المجتمع المغربي بصفة خاصة والمجتمع العالمي لم لا. لو لم تكن فنانا تشكيليا، ماذا كنت تحب آن تكون ؟ موسيقيا (يضحك) وحتى الموسيقي لها نكهة فنية.