تبدو الحركة في محل عبد الستار بحي الأحباس بالبيضاء غير عادية في الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان.. ثمة إقبال كبير من الزبائن خاصة النساء على اقتناء جلباب مناسب تتوفر فيه أهم الشروط ألا وهي التوفيق بين الطابع التقليدي للجلباب وبساطة الشكل التي تستجيب لمتطلبات العصر. ورغم تشبث المغاربة خاصة جيل الشبان بمظاهر الحياة العصرية إلا أنهم يفضلون في المناسبات الدينية والرسمية والأعياد اللباس التقليدي وأبرزه الجلباب الذي يلبس في الشارع أو ما نطلق عليه اسم «الجلابة». تقول زينب (37 عاما) وتعمل بائعة في محل للجلابة خلال حديثها مع بيان اليوم، «الناس في رمضان سواء الرجال أو النساء يفضلون اللباس التقليدي لأنه محتشم وبسيط وجميل في نفس الوقت.» وتضيف أن الإقبال «يزداد أكثر في المناسبات الدينية خاصة رمضان حيث تفضل النساء لبسه للخروج في النهار من أجل التبضع أو حتى التوجه إلى أماكن العمل كما يعتبر مثاليا لأداء الصلوات خاصة في الليل كما هو الشأن بالنسبة لصلاة التراويح أو صلوات ليلة القدر.» و تسترسل زينب الحديث وقد أخد منها التعب ما أخد، «يصعب أحيانا توفير الطلبات أمام كثرة العرض.» لكنها تقول إن الطلب هذه السنة أقل بسبب ارتفاع الأسعار واهتمام الأسر المغربية بتحمل نفقات رمضان الذي يصادف فترة دخول المدارس وما تتطلبه من نفقات ثقيلة على الأسر المغربية المتوسطة والمحدودة الدخل. وتحولت الجلابة المغربية إلى لباس شائع الاستعمال في جميع المناسبات، وطوال فصول السنة، وليس في رمضان فقط، لكونها تواكب الموضة، وتعتمد على قصات جديدة تعانق الجسم وتغطيه بجاذبية، بحيث أصبح من الممكن ارتداؤها والتباهي بها حتى في أماكن العمل، وهو ما جعل الشابات المغربيات يقبلن على ارتدائها كقطعة تتلاءم مع الملابس الجاهزة. «» غير أنه في رمضان يكون لارتداء الجلابة نكهة خاصة لدى المغاربة، إذ أنها تحتل مؤقتا المرتبة الأولى في هذا الشهر الفضيل، الذي تصبح فيها موضة، ما يجعل الإقبال عليها يزداد من طرف فتيات وسيدات من مختلف الأعمار، رغم تشبث الجيل الجديد بالمظاهر العصرية. «وتطرد» الجلابة الألبسة العصرية من سوق الألبسة، من «جنينز» وغيرها، ليفتح الباب أمام هذا اللباس التقليدي الذي استعاد اعتباره من خلال جهود المصممين والمصممات، الذين أبدعوا في ابتكار تصاميم معاصرة للجلابة تواكب أحدث خطوط الموضة العالمية على مستوى الأقمشة والقصات. وتستعد غالبية النساء والفتيات المغربيات لاستقبال الشهر الفضيل باللباس التقليدي، حيث يكثر الإقبال على محلات الملابس التقليدية الجاهزة، إضافة إلى محلات الخياطين ومصممي الأزياء التقليدية. وتقول خديجة، ربة بيت، «أقتني ثوبا يكون عصريا وأنيقا، مع قرب شهر رمضان أذهب عند الخياط ليفصل لي أحسن شكل لديه، يراعي فيه التصميم العصري مع مراعاة روحانية وحرمة الشهر».