مختارات شعرية للراحل أحمد عبد السلام البقالي صدرت حديثا عن المطبعة الملكية بالرباط مختارات شعرية للراحل أحمد عبد السلام البقالي تحت عنوان "لبيك يا وطني". وتضم المجموعة، التي تقع في 178 صفحة، قصائد منتخبة من عيون الشعر الوطني، أبدعها الشاعر الراحل (1932- 2010) الذي تغنى برموز المملكة ومقدساتها وأمجادها، وعكس عمق الاعتزاز بالانتماء الى تاريخ البلاد وقيمها. ثمان وثلاثون قصيدة وثق بها أحمد عبد السلام البقالي مشاعر الوطنية الصادقة، وقدم لها محمد الكتاني الذي اعتبر القصائد تلبية لنداء تردد في وجدان الشاعر، فلبى داعيه، وعبر بصدق وعفوية عن قيمه الوطنية. وكتب الكتاني أن الأديب البقالي من أبناء جيل "الأدوار الكبرى العديدة"، ومنها نشر الوعي بمقاومة الاستعمار، وبناء الذات الوطنية القادرة على تحمل المسؤولية، وتحرير الفكر من الجمود، والنهضة بالأدب المغربي، والانخراط في حركة التحرير واسترجاع الحرية والاستقلال، وبناء المغرب المعاصر. وسجل أن شعر أحمد عبد السلام البقالي كان بحق "المرآة الصادقة للمشاعر الوطنية التي غلبت على كل مشاعره الأخرى، متميزا عن مجايليه من الشعراء المغاربة بتقمص الشعور الوطني في كل ما أبدعه". واستعاد مراحل تفتح الموهبة الأدبية للراحل في أجواء مدينة تطوان التي استكمل بها دراسته الثانوية، لتأخذ منحاها الفني في القاهرة أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وخلال الستينيات وبعدها في الولاياتالمتحدة وانجلترا. يذكر أن البقالي من مواليد أصيلة في أكتوبر 1932 . نضجت موهبته الشعرية بعد التحاقه بتطوان لمتابعة دراسته الثانوية، حيث نشر أولى قصائده في مجلة "الأنيس". عام 1953، انتقل الى القاهرة ودرس علم الاجتماع في جامعتها. وهناك قدم أشعاره في إذاعة "صوت العرب" والصحافة المصرية، كما نشر أول مجموعة قصصية بعنوان "قصص من المغرب". وفي صيف 1959، هاجر البقالي الى الولاياتالمتحدة لمتابعة دراسته العليا في علم الاجتماع بجامعة كولومبيا بنيويورك، ليعود الى المغرب عام 1961. مارس مهام دبلوماسية وقنصلية كملحق ثقافي واعلامي في واشنطن ولندن. وبعد عودته النهائية الى المغرب عام 1971، التحق بالديوان الملكي الذي ظل به لثلاثة عقود. صدرت للشاعر الراحل الذي كان أيضا من رواد الرواية البوليسية وروايات الخيال العلمي وقصص الأطفال، أزيد من خمسين كتابا بين الشعر والقصة والرواية والنقد والترجمة والمسرح الشعري والإذاعة والتلفزيوني وكتاب الطفل.