تنفيذا لوعوده بإخلاء ضريح بويا عمر، يطلق وزير الصحة البروفيسور الوردي مبادرة «الكرامة» للتكفل الطبي و الإنساني بالمرضى النفسيين بعدما عمل على إماطة اللثام و الكشف عما يجري داخل أسوار وفضاءات تلك الأضرحة، الغرض من ذلك هو فك قيود المرضى و المعذبين و أخذهم إلى المستشفيات العقلية و النفسية لتلقي العلاج الضروري و الاهتمام بهم تحت العناية و المراقبة الطبية ضمانا لكرامتهم. يحصل الإقدام على مبادرة كرامة: انسجاما مع مقتضيات المواثيق الدولية ومع ما ورد في دستور 2011 اللذان أقرا أن الصحة العقلية والنفسية هي حق أساسي للكائن البشري وللمواطن، وتماشيا مع المخطط الوطني للتكفل بالأمراض النفسية والعقلية 2012-2016، وأساسا الجوانب المتعلقة بالصحة النفسية والعقلية و مكافحة الإدمان. لذلك ستعمل وزارة الصحة على إطلاق وتنفيذ مبادرة الكرامة قصد تفعيل الحلول للمشاكل الصحية النفسية والعقلية ذات الأولوية، والتي تهدف إلى: (1) تنظيم وتعزيز الرعاية الصحية النفسية اللازمة للمرضى النفسيين؛ (2) حماية حقوق المرضى النفسيين وحفظ كرامتهم و كرامة أسرهم، (3) وضع آلية لمعاملة إنسانية للمرضى النفسيين وعلاجهم في المنشآت العلاجية النفسية لمتخصصة. ولضمان الوصول إلى ما سلف، تعتمد مبادرة الكرامة على ستة محاور وإجراءات عملية ملموسة هي كما يلي : إخلاء مزار بويا عمر و إغلاقه نهائيا للحد مع ممارسات التعذيب واحتجاز المرضى، مقابل ضمان تغطية صحية ملائمة للمرضى العقليين والنفسيين نزلاء بويا عمر، والحرص على احترام الحقوق الإنسانية للأشخاص التي تعاني من اضطرابات عقلية ومشاكل الإدمان. هذه العملية سوف تستغرق أربعة أسابيع وسيتم خلالها استدعاء العائلات من طرف السلطات، تنظيم قوافل طبية لتقييم وضعية المرضى النفسيين من أجل نقلهم إلى منشئات الطب النفسي الجهوية بعد أن يخضعوا للتنظيف و الاستحمام، إدماج المرضى في الوسط العائلي ثم ضمان التتبع الطبي بمنازلهم فضلا عن المواكبة النفسية والتربوية لآسرهم. كل ذلك سيتم مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات القضائية و الأمنية و الاحتياطات اللازمة في حالة سوء المعاملة أو احتجاز المرضى . أنسنة مستشفيات الصحة العقلية والنفسية عبر تنظيم حملات النظافة والتشجير، وتجديد الأسرة والأغطية ثم تحسين جودة التغذية لفائدة المرضى النزلاء . توسيع الطاقة الاستيعابية لإيواء المرضى بمستشفيات الصحة النفسية والعقلية من خلال تشغيل هيئات أو منشئات جديدة للطب النفسي و العقلي. تعبئة الموارد أثناء مبادرة الكرامة لتعزيز الموارد البشرية عبر توظيف أطباء و ممرضين أخصائيين في الطب النفسي و العقلي بالإضافة إلى توفير الأدوية للأمراض النفسية. إقامة الشراكات مع المنظمات الغير الحكومية بعد عقد ورشة وطنية تحسيسية لفائدة الجمعيات الموضوعاتية، وإعداد اتفاقيات شراكة مع وزارة الصحة قصد المواكبة و المرافقة النفسية للمرضى وذويهم، بالإضافة إلى شراكات مع وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و تكوين الأطر لحشد و إقحام المتدربين في علم النفس في العملية التكفلية بالمرضى . التواصل و التحسيس الذي يرتكز على الإعلام و التربية الصحية ثم التغطية الاعلامية لجميع انشطة مبادرة الكرامة وللتذكير، نشير إلى أن مبادرة الكرامة هاته ليست وليدة مستلزمات ممارسة المسؤولية داخل وزارة الصحة، وإنما كانت دائما من ضمن انشغالات البروفيسور الحسين الوردي منذ أن كان مسئولا عن قطاع الصحة بحزب التقدم والاشتراكية حيث كان أمله كبيرا في حلول الفرصة التي ستسمح بالقطع مع هذه الممارسات المقرونة بالاضطهاد والتعذيب المميت في مجال الصحة النفسية والعقلية بالمغرب. لذلك فإن الإقدام على إخراجها لحيز التنفيذ في هذا الوقت هو تطبيق ملموس لاستمرارية الدفاع عن قضايا المواطنين في إطار المدرسة الحزبية التقدمية بغض النظر عن مواقع المسؤولية، ودليل حي على قيم الالتزام بالقضايا الاجتماعية للمستضعفين، والعمل الحثيث من أجل التخفيف من معاناتها وهمومها في أفق إحقاق العدالة الاجتماعية والمساواة تجسيدا لشعار «الكرامة دابا» التي تبناها الحزب في الحملة الانتخابية السابقة التي بوأته مكانة هامة ومميزة في المشهد السياسي العام بالمغرب. *عضو اللجنة المركزية سلا في 15 مايو 2015 هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته