حاكم ولاية ايوا يعلن حالة الطواريء كإجراء احترازي أعلن تيري برانشتاد حاكم ولاية ايوا الأمريكية حالة الطواريء الجمعة الماضي بسبب التفشي السريع لمرض إنفلونزا الطيور، قائلا إن الولاية كلها معرضة للخطر من انتشار هذا المرض. وأعلن هذا الإجراء بعد فترة وجيزة من إعلان مسؤولي الزراعة بالولاية إن الاختبارات أظهرت مبدئيا وجود الفيروس في أربع مزارع جديدة للدواجن. ويعطي هذا الإجراء السلطات حق فرض تطبيق إجراءات وقائية. وايوا أكبر ولاية منتجة للبيض في الولاياتالمتحدة وهي ثالث ولاية تعلن حالة الطواريء بسبب فيروس انفلونزا الطيور الذي أدى أو سيؤدي إلى إبادة ما يصل إلى 21 مليون دجاجة وديك رومي في شتى أنحاء الولاياتالمتحدة. وأعلنت أيضا ولايتا مينيسوتا وويسكونسن حالة الطواريء في أبريل. وقال برانشتاد إن حالة الطواريء في ايوا ستسري فورا وستظل سارية حتى نهاية مايو الجاري على الأقل اعتمادا على التطورات في تفشي المرض. ويبدو من غير المرجح أن تمثل السلالات الفيروسية الثلاث، الجديدة والفتاكة، من أنفلونزا الطيور ، والتي أصابت الدواجن والطيور البرية في الغرب الأمريكي الأوسط، خطرا وشيكا على البشر، إلا أن مجرد انتشار هذه الفيروسات في أمريكا الشمالية جعل العلماء يهرولون لفهم مخاطرها المحتملة على المدى الطويل. وأدت سلالة واحدة منها فقط هي اتش5إن2 الى إعدام الملايين من الديوك الرومية (الحبش) والدجاج فيما تحاول المزارع التجارية جاهدة للحيلولة دون استشراء الفيروس الذي انتقل أصلا من الطيور البرية المهاجرة كالبط والأوز. ولم يصب أي من البشر هناك بالفيروس بيد أن العلماء يقولون إنه يحتمل انتقال الفيروس إلى شخص ما يخالط الطيور المصابة بصورة مباشرة على الرغم من صعوبة أن ينقل شخص مصاب هذا الفيروس لإنسان آخر. وقال ستيفن مورس خبير الأمراض المستحدثة بجامعة كولومبيا "لا تحمل هذه الفيروسات احتمال نقل المرض للبشر في معظم الأوقات لكن يتعين أن يتوخى المرء الحرص البالغ. في هذه الأيام من الصعوبة بمكان قول شيء مؤكد يتعلق بأنفلونزا الطيور". وتنقسم الفيروسات المسببة للمرض الى نوعين من البروتينات هما هيماجلوتينين الذي يمثل له بالحرف (اتش) في تركيب الفيروس القاتل ويوجد منه 16 صنفا وبروتين نيورامينيديز الذي يمثل بالحرف (إن) ويوجد منه تسعة أصناف. وتقسم هذه الفيروسات أيضا إلى نوعين -من حيث مدى قدرتها على إحداث الإصابة والفتك بالطيور- إلى فيروسات شرسة وأخرى ضعيفة. وظهرت الفيروسات الفتاكة من أنفلونزا الطيور لأول مرة في آسيا في صورة السلالة اتش5إن8 التي سرعان ما استفحلت بين الطيور البرية عبر مسارات هجرتها في المحيط الهادي. وبمجرد وصول الفيروسات إلى أمريكا الشمالية طرأت عليها طفرات وامتزجت بسلالات انفلونزا الطيور في امريكا الشمالية لتنتج سلالات جديدة تنتشر حاليا. وقال روبين دونيس المدير المشارك بقسم سياسات الأنفلونزا للسياسات والاستعداد بالمراكز الامريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن البروتين (اتش) الفتاك بين الدجاج ظهر في آسيا ونشأ البروتين الثاني (إن) وهو الشطر الضعيف في أمريكا الشمالية. ولا يزال المتخصصون بوزارة الزراعة الأمريكية يعكفون على دراسة السلالة الفيروسية اتش5إن8 لكنهم رصدوا سلالتين من الفيروسات ذات الأصول المختلطة وهما فتاكتان، الأولى اتش5إن2 والأخرى اتش5إن1 الحديثة التي عثر عليها في الآونة الأخيرة في حالات نادرة. ونظرا لندرة المعلومات عن السلالات الفيروسية الجديدة تجري وزارة الزراعة بالتعاون مع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحاليل تفصيلية عديدة منها رصد التسلسل الجينومي لهذه الفيروسات. أما السؤال الأهم الذي يبحثون له عن إجابة فهو هل توجد احتمالات لتطفر هذه الفيروسات لتصبح قابلة للانتقال بين البشر؟ وقال يورجن ريخت خبير أنفلونزا الطيور بجامعة ولاية كانساس "إنه أمر قد يحدث ونحن نود تجنبه ويتعين البحث فيه". وقال إنه يجب على العلماء التوصل إلى ما إذا كانت الفيروسات تنتج طفرات عندما تنتقل من عائل من الطيور البرية إلى دواجن مستأنسة. وقال دونيس والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنهما يجريان دراسات على حيوانات التجارب -التي تستخدم كنماذج لأمهات بديلة عن البشر- لرصد سلوك الفيروسات في الثدييات وما إذا كانت ستنتقل بيسر إلى حيوانات قريبة. ومن بين العلامات المبشرة بالخير أن السلالة الفيروسية اتش5ان2 لا يبدو أنها قادرة على التكاثر بسهولة في درجات الحرارة المنخفضة اللازمة لانتقال الفيروس بين البشر. وقال دونيس إن انتقال فيروسات الأنفلونزا بين البشر يتم في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي الذي يتميز بانخفاض درجة حرارته. وأضاف "لن تحدث جائحة دون أن يكون بمقدور الفيروس التكاثر بصورة كبيرة في القطاع العلوي من الجهاز التنفسي وان ينتقل بسهولة من خلال الرذاذ". ومضى يقول "حتى الآن فان ما نشهده هو فيروسات خاصة بأنفلونزا الطيور التي لا يمكنها الانتقال إلى حيوانات التجارب". ومن المتوقع ظهور نتائج الدراسات الخاصة بحيوانات التجارب في غضون أسابيع. وبدأ العلماء في أمريكا الشمالية يجمعون ملايين العينات بحثا عن الفيروسات في طيور المنطقة. وقال دونيس "لم ترصد أي حالة للسلالة الفيروسية اتش5ان1" حتى يناير الماضي حين تم عزل سلالة منعزلة مختلطة جديدة منها في البط البري بالولاياتالمتحدة. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو ما الذي تغير ليؤدي إلى جعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار في اتجاهات شرقية وغربية. والشغل الشاغل للعلماء الآن هو احتمال أن يترسخ الفيروس في مناطق تربية الدواجن في ألاسكا وشمال كندا حيث يبرز احتمال أن تصبح هذه الفيروسات عبئا سنويا في كل مرة تهاجر فيها الطيور جنوبا.