شكل الافتتاح الرسمي للدورة ال11 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية، يوم الجمعة الماضي بمدينة طنجة، مناسبة لتكريم الفنان محمد مفتاح أحد ابرز الوجوه المسرحية الوطنية، اعترافا بمساهمته في إغناء وإثراء المشهد المسرحي والسينمائي المغربي والعربي والدولي، وخاصة على مستوى أدائه المسرحي الفردي المتميز. وركز المتدخلون خلال حفل التكريم على المسار المتميز لمحمد مفتاح، والذي بفضل مواهبه وبراعته في الأداء وارتباطه الوثيق بأب الفنون تمكن من أن يترك بصمة خاصة في المشهد المسرحي ضمن رواد المسرح الأكثر شهرة في المغرب والعالم العربي. وشكلت جلسة افتتاح هذا المهرجان، المنظم من طرف المركز الدولي لدراسات الفرجة بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي والمعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة في ألمانيا، أيضا مناسبة لتقديم كتاب حول السيرة الحياتية والفنية للممثل مفتاح، وهو من تأليف الكاتب المسرحي المعروف محمد بهجاجي الذي يحمل عنوان " محمد مفتاح مدارج التتويج"، والذي يتناول مختلف المراحل التي ميزت التجربة الفنية للمبدع محمد مفتاح،من خلال مشاركته في العديد من الأعمال الوطنية والعربية والدولية. ويشكل هذا المؤلف نبشا في الذاكرة الفنية الوطنية، والتفاتة خاصة للابداع في المسرح المغربي. وقال رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة خالد أمين، ان هذه الدورة، المنظمة تحت شعار" المسرح والذاكرة.. مسرحة الارشيف "،تندرج في اطار استمرارية الحوار حول الفنون المشهدية الذي أطلقه المركز منذ إنشائه، وتعميق التفكير في فنون الدراما، التي تشكل الهيكل الرئيسي للأداء المسرحي، مشيرا الى ان هذا الحدث يهدف إلى مناقشة إشكالية التوثيق وأرشفة المسرح العربي والمحفوظات المسرحية وتعزيز الحوار بين المسرح وباقي الفنون الابداعية. // واعتبر ان تكريم الفنان المغربي الكبير محمد مفتاح، هو تكريس لثقافة الاعتراف لرواد المشهد المسرحي المغربي وعطاءاتهم، سواء كانوا فنانين أو كتاب مسرحيين أو نقاد، مشيرا الى أن المهرجان كرم في دوراته السباقة أسماء كبيرة مثل حسن منيع ومحمد الكوتي وثريا جبران وعبد الحق الزروالي. ومن جانبه، أعرب الفنان محمد مفتاح عن امتنانه لهذه الالتفاتة وهذا الاعتراف الجميل من مهنيي وباحثين في مجال المسرح ومختلف الفنون الفرجوية، مؤكدا أن تأليف كتاب حول مساره الفني يثلج صدره من منطلق أنه يشكل مرجعا لأعماله وتجربته في مجالات السينما والمسرح لتكون في خدمة الفنانين الشباب والباحثين في الفن المسرحي الغني برجالاته وإبداعاته . وتخلل حفل الافتتاح أيضا عرض موسيقي بديع قدمه الموسيقي الأميركي إيريك أندرسون، صحبة عازف الكمان الإيطالي ميشيل كازيش،وشكل العرض فرصة لجمهور مدينة طنجة العريض للاستماع الى مجموعة مختارة من أجمل الأغاني من ألبوم الفنان الامريكي " ذاكرة للمستقبل "(ميموري أوف دي فيوتر ). ويتضمن برنامج المهرجان،الذي ستستضيف فقراته مدينتا طنجة وتطوان الى غاية الخامس من ماي الجاري،تقديم ثلاثة عشر عملا مسرحيا، من ضمنها مسرحية "الساروت " للحسين الشعبي ومسرحية "ترياحين" لفرقة أكون للثقافات والفنون، وعرض فيلمين سينمائيين لكل من المخرج اللبناني ربيع مروة "شوتينغ فوطو" وفيلم سحر عساف "الخندق الغميق ". إضافة الى اعمال مسرحية من المغرب، والنمسا، ولبنان، وإيران، ومصر، والولايات المتحدة. كما تنظم في اطار المهرجان ورشتان الأولى حول "التأمل وفنون الدفاع عن النفس والأداء"، سيؤطرها الباحث الالماني جوهانس مورغير والثانية عن "الارتجال والأداء المفتوح"،من تأطير الباحث المسرحي رشيد أمحجور،وذلك لفائدة الفنانين الشباب المهتمين بالمسرح . كما حرص المركز الدولي لدراسات الفرجة هذه السنة على مشاركة مجموعة من الباحثين المتخصصين في الفن المسرحي، من ضمنهم إيريكا فيشر ليشته (مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة في ألمانيا)، وأنور مجيد (رئيس جامعة نيو إنغلاند بطنجة)، ولوري بيث كلارك (الباحثة المتخصصة في دراسات الفرجة والأرشيف)، إضافة إلى الباحثين عبد الرحمن بن زيدان، وحسن اليوسفي، وستيفن إليوت فيلمر، ومحمد سمير الخطيب، ودوروتا سوسنوكا، ومحمد سيف، وكريستل فيلر، وأكثر من عشرين اسما آخر من بلدان مختلفة. وفي سياق موضوع المسرح والذاكرة، سينظم أيضا معرضان للصور الفوتوغرافية،التي تستعيد تاريخ المسرح المغربي ونظيره المصري، كما سيقام معرض آخر لمنشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة وتقديم سبعة كتب جديدة حول المسرح.