توقيع عدة اتفاقيات على هامش المناظرة الثامنة للفلاحة اعتبر الرئيس السينغالي ماكي سال، الإثنين الأخير، أن تنظيم المناظرة الثامنة للفلاحة، تترجم مدى الأهمية التي يوليها المغرب لهذا القطاع الحيوي بالنسبة للاقتصاد الوطني، والتي تروم إعادة البريق لهذا القطاع، مؤكدا في الوقت نفسه، أن مخطط المغرب الأخضر، خطة تترجم طموحات المغرب في هذا القطاع. وقبل ذلك، أشاد الرئيس السينغالي، في الجلسة الافتتاحية للمناظرة الثامنة للفلاحة المنظمة بمكناس، مابين 27 أبريل و 03 ماي المقبل، بما أسماه بالرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يعود له الفضل في إطلاق مخطط المغرب الأخضر والذي يروم جعل الفلاحة المحرك الأول لنمو الاقتصاد المغربي. وأبرز الرئيس السينغالي، في هذا الصدد، أن المغرب قد أجاب وبكل تبصر عن جميع الأسئلة المرتبطة بالأمن الغذائي وذلك من خلال النتائج الملموسة والمشجعة التي تحققت في إطار مخطط المغرب الأخضر منذ الشروع في تفعيله". وأضاف أن إفريقيا وأمام التحديات الكبرى التي تعرفها مدعوة أكثر من أي وقت مضى لجعل الفلاحة، كقطاع غني، محركا اقتصاديا يساهم في خلق مناصب الشغل وتوفير التغذية للأجيال الحالية وضمان الأمن الغذائي للأجيال المقبلة، مؤكدا في الوقت نفسه،على ضرورة "إعطاء الأولوية للفلاحة لجعلها قطاعا محوريا للاقتصاد والعمل على تثمين هذا القطاع حتى يقوم بدوره كاملا في البلدان الإفريقية" . وزيرالفلاحة الإيفواري يشيد بالتعاون "النموذجي" بين المغرب والكوت ديفوار في الميدان الفلاحي ومن جهته، أكد وزير الفلاحة الإيفواري ممادو سونغافوا كوليبالي، في تصريح للصحافة على هامش المناظرة الوطنية الثامنة للفلاحة المنظمة، أن معرض أبيدجان الذي شارك فيه المغرب مؤخرا، شكل مناسبة للجانبين تبادلا خلالها التجارب المكتسبة في الميدان الفلاحي". واستحضر الوزير الإيفواري، في هذا الإطار، المساعدة التقنية التي يقدمها المغرب للكوت ديفوار من أجل تنظيم معرض الفلاحة للموارد الحيوانية بأبيدجان نسخة 2015 الذي يندرج في إطار التعاون جنوب- جنوب " الذي نعمل جميعا على تشجيعه"، مذكرا باتفاق التعاون الذي تم توقيعه في يوليوز2014 والذي يروم وضع أرضية لوجيستيكية بأبيدجان من أجل تصدير المنتوجات الفلاحية المغربية لاسيما الفواكه والخضر. وأبرز سانغافوا كوليبالي، في السياق ذاته، التحديات التي تواجه الفلاحة الإيفوارية لاسيما في مجال الاستثمار وتنمية الموارد والاستغلال المعقلن للموارد المائية، وكذا في مجال تحويل المنتوج الفلاحي من أجل منحه قيمة مضافة. هذا، وتميزاليوم الأول من فعاليات الدورة الثامنة للفلاحة، بتوقيع عدة عقود، حيث وقع كل من محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري عقد برنامج مع الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب (FIMALAIT).ويهدف هذا البرنامج الذي يتطلب تعبئة 6.6 ملايير درهم ويغطي الفترة الممتدة ما بين 2015- 2020 إلى تقوية دور قطاع الحليب في ضمان السلامة الغذائية، وتشجيع تحسين الإنتاج في قطاع الحليب من أجل قيمة إضافية أفضل، وكذلك تنويع العرض الموجه للمستهلك. ومن أجل هذا، فإن هذا العقد البرنامج، الذي سيسمح في المستقبل بخلق أكثر 40.000 منصب شغل مباشر والرفع بشكل ملحوظ من إنتاج الحليب (من 2.4 إلى 4 مليار لتر)، سيتمحور حول ثلاثة محاور كبرى هي تطوير قطاع المنبع وتطوير قطاع المصب و دعم تحسين القطاع والهيئات المهنية وبالتالي فإن قطاع الحليب، الذي يعتبر في قلب الإستراتيجية المسطرة في إطار برنامج المغرب الأخضر، سيشهد في أفق سنة 2020 الرفع من القطيع المدر للحليب من 1200000 إلى 1330000 رأس بالإضافة إلى تحسين البنية الجينية للقطيع وإدماج أفضل في المحيط الاقتصادي الوطني والدولي ووضع متابعة وتقييم للبرامج التي تهدف إلى تحسين فعالية قطاع الحليب وتشجيع تحسين الحليب من أجل قيمة إضافية ووفرة أفضل.كما يهدف هذا المحور إلى توجيه الاستثمارات الجديدة نحو البنيات الخاصة في إطار مشاريع مدمجة ومتكاملة وكذلك تحسين توفير الحليب على مدار السنة خاصة من خلال تحويله إلى حليب بودرة ومشتقات الحليب وأيضا تنمية الجودة من خلال تحسين الظروف التقنية والصحية للإنتاج والتحويل وتحسين الحليب. كما تم توقيع اتفاقية تهدف إلى إحداث قطب غذائي (Agropole) سوس ماسة على مساحة 74 هكتار على صعيد مركب أليوبوليس لاكادير وذلك من طرف الحكومة ممثلة بكل من محمد حصاد وزير الداخلية ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة، والاستثمار والاقتصاد الرقمي وبين السلطات المحلية، ممثلة بكل من محمد اليزيد زلو، والي جهة سوس ماسة درعة وابراهيم حافيظي، رئيس المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة حسن زركضي، رئيس الجماعة القروية دراركة وصندوق الإيداع والتدبير ممثل من طرف رئيسه عبد الطيف زغنون . وستسمح هذه الاتفاقية، التي تدخل في إطار إستراتيجية مخطط المغرب الأخضر وتخضع للمجال الترابي لجهة سوس ماسة درعة، بإحداث مركب صناعي لتحسين وتحويل وتحديث القطاع الفلاحي على صعيد مركب أليوبوليس وذلك من خلال إدماج فضاء مخصص لصناعات تحسين التحويل والدعم والبحث،أرضية لوجستيكية، فضاءات ثالثية وكذلك مناطق مخصصة للأجهزة والخدمات من جانب آخر،تم التوقيع على اتفاقية إطار بين وزارة الطاقة والمعادن والماء و البيئة ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الاقتصاد والمالية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى التعريف ووضع إطار شراكة يسمح للأطراف الموقعة بإنجاز الأنشطة المشتركة والمتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة في علاقة بالقطاع الفلاحي.وقد تم تحديد أربعة محاور كبرى للشراكة في إطار هذه الاتفاقية عن طريق تقوية برامج تنمية الاقتصاد الدائري في القطاع الفلاحي و تقوية الأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية، وتفعيل الاتفاقية في مجال التنوع البيولوجي وعن طريق التواصل والتحسيس حول رهانات الفلاحة المستدامة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات أخرى.