تم أمس الاثنين بمكناس، التوقيع على اتفاقيات وعقود برامج لتنمية القطاع الفلاحي وذلك على هامش المناظرة الوطنية الثامنة للفلاحة. وتروم الاتفاقية الأولى، وهي عقد برنامج وقعه كل من وزير الاقتصاد والمالية ووزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب، تقوية دور قطاع الحليب في ضمان السلامة الغذائية وتشجيع تحسين الإنتاج في قطاع الحليب من أجل قيمة إضافية أفضل، وكذا تنويع العرض الموجه للمستهلك. وسيمكن هذا العقد البرنامج، الذي يمتد لفترة 2015-2020، من خلق أكثر من 40 ألف منصب شغل مباشر والرفع بشكل ملحوظ من إنتاج الحليب (من 4ر2 إلى 4 مليار لتر). ويتمحور هذا العقد البرنامج حول ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تطوير قطاع المنبع، والمصب، ودعم تحسين القطاع والهيئات المهنية. وبموجب هذا العقد البرنامج، سيشهد قطاع الحليب في أفق 2020 الرفع من القطيع المدر للحليب من مليون و200 ألف إلى مليون و330 ألف رأس ، وتحسين البنية الجينية للقطيع، وإدماج أفضل في المحيط الاقتصادي الوطني والدولي، وكذا وضع متابعة وتقييم للبرامج التي تهدف إلى تحسين فعالية قطاع الحليب. أما الاتفاقية الثانية التي وقعها كل من بين وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، ووزارة الفلاحة والصيد البحري ، ووزارة الاقتصاد والمالية فتهم تحديد ووضع إطار شراكة يمكن الأطراف الموقعة من إنجاز أعمال في مجالات البيئة والتنمية المستدامة في القطاع الفلاحي . وتتمحور هذه الاتفاقية حول أربعة محاور كبرى للشراكة وهي تعزيز برامج لتنمية الاقتصاد في القطاع الفلاحي، وتعزيز مناخ الأعمال في هذا المجال والاعتماد على التنوع البيولوجي وتحسيس بأهمية الفلاحة المستدامة. كما تم ، بالمناسبة، التوقيع على اتفاق ثلاثي بين حكومة مملكة سوازيلاندا والحكومة المغربية ومنظمة الأممالمتحدة للتغذية والفلاحة "الفاو" . ويروم هذه الاتفاق الثلاثي، الذي يندرج في إطار التعاون جنوب - جنوب، تمكين مملكة سوازيلاندا من التجربة المغربية في مجالات التنمية الفلاحية ومحاربة الفقر ودعم التعاون جنوب - جنوب في القطاع الفلاحي. وسيتم تمويل هذا الاتفاق من طرف الصندوق المالي المغربي بمنظمة "الفاو" والمخصص لتنمية التعاون الفلاحي جنوب - جنوب بإفريقيا. ويلتزم المغرب بموجب هذا الاتفاق وفي إطار التعاون مع منظمات مملكة سوازيلاندا، بالتعريف والتعاون وتفعيل مختلف الأنشطة المتعلقة بميدان التنمية الفلاحية وتحسين الأمن الغذائي ومحاربة الفقر. وتم أيضا التوقيع على اتفاقية لإنشاء قطب غذائي سوس - ماسة درعة على مساحة 74 هكتار بمركب "هاليبوليس" بأكادير. وستمكن هذه الاتفاقية ، التي تم توقيعها من طرف الحكومة والسلطات المحلية ومجموعة صندوق الإيداع والتدبير والتي تندرج في إطار استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، إحداث بمركب "هاليبوليس" مركب صناعي للتثمين والتحويل والابتكار في المجال الفلاحي. وفي إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة للقطاع الفلاحي، تم توقيع اتفاقية خاصة لخلق مشاريع لتثمين النفايات في قطاع زيت الزيتون رصد لها مبلغ إجمالي يقدر ب933 مليون درهم. وتهدف هذه الاتفاقية ، التي تم توقيعها بين وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والوزارة المكلفة بالبيئة، إلى إنجاز مشاريع لتثمين النفايات في قطاع الزيتون. ويسعى هذا الموعد السنوي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع " ابتكار فلاحة المستقبل، مشروع للجميع"، إلى أن يكون فضاء للقاء من مستوى رفيع بالنسبة لصناع القرار في قطاع الفلاحة المحليين والدوليين، وذلك من أجل تبادل وجهات النظر حول آفاق الفلاحة وما تعرفه من تحديات كبرى مرتبطة بحماية السكان والمجالات. وستنكب الدورة الثامنة على بحث مستقبل الفلاحة المغربية والوسائل العملية التي يمكن أن تجعل منها قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة. كما تشكل فرصة لتقييم حصيلة مخطط "المغرب الأخضر" ومدى تقدمه منذ إطلاقه سنة 2008 حيث لم يتبق سوى خمس سنوات عن تاريخ انتهاء العمل به. وافتتحت أمس الاثنين بمكناس، أشغال الدورة الثامنة للمناظرة الوطنية للفلاحة المنظمة هذه السنة تحت شعار " ابتكار فلاحة المستقبل، مشروع للجميع"، وذلك بحضور الرئيس السنغالي ماكي سال. ويسعى هذا الموعد السنوي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى أن يكون فضاء للقاء من مستوى رفيع بالنسبة لصناع القرار في قطاع الفلاحة المحليين والدوليين، وذلك من أجل تبادل وجهات النظر حول آفاق الفلاحة وما تعرفه من تحديات كبرى مرتبطة بحماية السكان والمجالات. ومن أجل مناقشة الإشكاليات ومختلف الوسائل لدعم واستمرارية الدينامية الفلاحية الوطنية مع استحضار دائم لآخر الابتكارات التكنولوجية العالمية، ستنظم مائدتين مستديرتين على هامش هذه المناظرة، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والفاعلين والخبراء الدوليين ومهنيي القطاع. وستجيب المائدة الأولى عن سؤال "ما هي فلاحة المستقبل"، فيما ستناقش المائدة الثانية موضوع "فلاحة المستقبل.. أهم العوامل التي تضمن النجاح" والتي سيشارك فيها فاعلون وطنيون ودوليون يمثلون مختلف سلاسل القيم الفلاحية. ومن بين أهداف هذه الدورة، العودة إلى تجارب الأمم الفلاحية الكبرى التي نجحت في جعل قطاع الفلاحة مستقبل اقتصادياتها وتوحيد أجيالها الشابة والقادمة حول هذا القطاع. كما سيتم تدارس مختلف الإمكانيات التي يمكن أن يمثلها التعاون الفلاحي من أجل خلق فلاحة مستقبلية عصرية ذات جاذبية وتنافسية شاملة في وقت يتموقع فيه المغرب باعتباره بوابة حقيقية نحو إفريقيا. وتعرف هذه الدورة مشاركة العديد من الشخصيات البارزة، لاسيما وزير الفلاحة والتجهيز القروي بالسينغال عبدو اللاي سيك، وزيرة الفلاحة والأغذية والبيئة الإسبانية إيزابيل غارسيا تيخيرينا، ووزير الفلاحة الإيفواري مامادو صونغافوا كوليبالي، وزير البيئة القطري أحمد بن عامر بن محمد الحميدي. حضر الجلسة الافتتاحية لأشغال هذه المناظرة عدد من أعضاء الحكومة وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب وعدد من الفاعلين والمهنيين في قطاع الفلاحة.