شكلت السهرة الختامية للدورة ال 15 من ربيع الموسيقى الكلاسيكية بالصويرة، التي أقيمت يوم الأحد بدار الصويري، مناسبة للاحتفاء بالموسيقى الأندلسية، حيث قدمت المجموعة الأميرية لموغادور باقة من أروع أغاني هذا اللون الغنائي. واستمتع الجمهور الذي غصت به جنبات دار الصويري بمقطوعات موسيقية أندلسية على شكل مقدمات (تواشي) تنهل من الموسيقى العربية الإسلامية، وكذا بروائع من الموسيقى الكلاسيكية التي شكلت نوعا من التذكير بالجذور المشتركة للثقافتين الغربية والعربية الإسلامية ، كخطوة أخرى في مسلسل التقريب بين الثقافات والشعوب . وأفادت وثيقة ألقت الضوء على هذا العمل أنه " في الأندلس التي تعتبر أرض التقاء الحضارات الأوروبية والعربية الإسلامية، امتزجت الأغاني المسيحية بطابع أندلسي غني بالأبحاث والترجمات التي نقحها علماء عرب مسلمون كبار لتنتج في نهاية المطاف مزيجا موسيقيا فريدا رومانسيا"، مؤكدة أن "النظرية الموسيقية تطورت داخل الكنسية بفضل هذا التبادل". وأضافت أن الباقة الغنائية التي تقترحها مجموعة موغادور الأميرية تسلط الضوء على هذا البعد، موضحة أنه لا يمكن اعتبار ذلك تركيبا لسبب بسيط هو أن بقية المقطوعات التي امتزجت فيها الموسيقى الأندلسية بالموسيقى الكلاسيكية تتميز بالانسيابية في كل شيء والتناسق التام في ما بينها". وأكد عبد الصمد عمارة، مدير المعهد الموسيقي بالصويرة ورئيس مجوعة موغادور الأميرية، أن هذا العمل الذي جاء ثمرة أبحاث في التراث والإرث الموسيقي بالصويرة، يؤكد أن الموسيقى الأندلسية الحقيقية شكلت مصدرا للموسيقى الكلاسيكية، مشيرا إلى أن هذه الباقة الموسيقية تتألف من مزيج يضم 7 تواشي تتضمن أعمال بيتهوفن وفيفالدي وموريس رافيل موزار. وأضاف، أن هذا العمل يؤكد "أننا نتوفر في المغرب على موسيقى منقحة وغنية يجب أن تكون موضوع أبحاث ودراسات معمقة، هي الموسيقى العربية الأندلسية". يذكر أن الدورة ال 15 من مهرجان ربيع موسيقى الأليزي، التي أقيمت فعالياتها ما بين 23 و 26 أبريل الجاري، خصصت للاحتفاء بثلاثة من عباقرة المدرسة الألمانية للموسيقى الكلاسيكية هم بيتهوفن وشومان وبراهمز، حيث تم تقديم أروع الأعمال الفنية لهؤلاء العباقرة ، الذين بصموا القرن ال 19 وشكلوا نقطة تحول غير مسبوقة واضطلعوا بدور هام في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. وبالموازاة مع عرض أروع الأعمال الفنية لبيتهوفن وشومان وبراهمز، تضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية ألوانا موسيقية أخرى كأوبرا توسكا لبوتشيني وغيرشوين ، وموسيقى الطانغو الأرجنتينية.