الأمن يحضر بقوة ويعد بتقوية المراقبة مرة أخرى مشهد اللصوص واعتداءاتهم على المواطنين يتكرر في شارع لاجيروند بالدارالبيضاء، وهذه المرة كان الضحية هو المدير الإداري والمالي لمؤسستنا محمد بوراوي، حيث ما أن تحرك لبضع خطوات من أمام باب مقر الجريدة حتى باغته لصوص يمتطون دراجتين ناريتين ووجهوا له لطمة قوية مست خده وعينيه وسرقوا منه هاتفه المحمول بسرعة قياسية، قبل أن يلوذوا بالفرار وتبتلعهم الأزقة المحاذية. في المكان نفسه، سبق أن أعتدي على صحفيين من "بيان اليوم"، وعلى مستخدم ثم مستخدمة يعملان هما أيضا في شركة "بيان.ش.م"، وفي كل مرة كان يتم إشعار المصالح الأمنية لكن الوقائع ما تفتأ تتكرر ويتعدد الضحايا. الاعتداءات وعمليات السرقة والنشل لم تستهدف فقط مستخدمي "البيان"، وإنما هناك ضحايا من بين سكان العمارات المتواجدة في الشارع والأزقة المتفرعة عنه، ومن العابرين، ومن زبناء مطعم قريب من مقر الجريدة، وسبق لعشرات السكان أن احتجوا وقدموا شكايات لدى السلطات المحلية، لكن المنطقة صارت تعرف تنامي الإجرام وتزايد حالات الاعتداء الجسدي والسرقة ضد المارين عبرها. أول أمس، عقب الاعتداء الذي تعرض له محمد بوراوي، حضر مسؤولو وعناصر المنطقة الأمنية الفداء درب السلطان إلى عين المكان، وجرى استنفار أمني كبير حول مكان حدوث الاعتداء، وعاين المارة وجود سيارات الشرطة وعناصر "الصقور" على متن دراجاتهم النارية، وعمداء ورؤساء وكبار مسؤولي المنطقة الأمنية بكاملهم، وقاموا بمعاينة ما سجلته كاميرات عدد من المرافق المجاورة، بما في ذلك كاميرا مؤسستنا، كما نظموا حملة تمشيطية واسعة في الشوارع والأزقة المحيطة، ووسط راكبي الدراجات النارية، وبقوا مرابطين في عين المكان طيلة ساعات عديدة، كما استمعوا إلى المعتدى عليه وسجلوا أقواله، واستمعوا إلى إفادات عدد من الشهود. بعض سكان منطقة لاجيروند انتهزوا الفرصة لتذكير المسؤولين الأمنيين بشكايات سابقة حول انعدام الأمن بحيهم وتفاقم الجريمة وعمليات السرقة، كما نبهوا إلى وجود محل لبيع المشروبات الكحولية وسط الشارع يجلب كل مساء كثيرا من المنحرفين من أحياء بيضاوية مختلفة، ما يفضي أحيانا إلى مشاجرات وضجيج واعتداءات على المارة. من جهتهم، تفاعل المسؤولون الأمنيون بشكل إيجابي مع تظلمات المواطنين وأبدوا تفهما واضحا لشكاواهم، ووعدوا بوضع نقطة أمنية ثابتة في المكان باعتباره صار نقطة سوداء حقيقية، كما وعدوا بإبلاغ السلطات الإدارية ذات الاختصاص بمشكل محل بيع الكحول الذي يعرقل تواجده أي سعي لتعزيز الأمن ومواجهة الجريمة في هذا الشارع. نتمنى فعلا أن تتحقق هذه الالتزامات وأن تتحرك سلطات ولاية الدارالبيضاء لتساند عمل مصالح الأمن بمنطقة الفداء درب السلطان، وأن تتقوى التغطية الأمنية بشارع لاجيروند خصوصا بالقرب من المركز التجاري المعروف هناك.