الخيام: العصابة تنشط على شكل «مافيا» في قرى ومدن مغربية عديدة في ثاني ظهور إعلامي له، كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، عن تفاصيل تفكيك عصابة إجرامية وصفها ب "الخطيرة" لا علاقة لها بالإرهاب، لكنها تندرج ضمن الجرائم المنظمة التي حددها الفصل 108 من قانون المسطرة الجنائية، والتي تدخل ضمن مجال اختصاص المكتب. وأوضح الخيام الذي كان يتحدث في ندوة صحفية أول أمس الاثنين بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية المعروف اختصار ب BCIJ، أن هذه العصابة التي كانت تنشط على شكل "مافيا" بالعديد من المدن والقرى المغربية، متورطة في عملية قتل صاحب دكان بواسطة سلاح ناري بمنطقة حد السوالم، وأن طبيعة الجرائم التي ترتكبها روعت الساكنة بشكل كبير إلى درجة أن العديد منهم فضلوا مغادرة منازلهم وقراهم ليسلموا من شر وبطش هذه العصابة التي كانت تستعمل الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء في عملية السرقة والسطو على الممتلكات. ومن جهته أفاد هشام باري، عميد الأمن الإقليمي المكلف بمديرية مكافحة الجريمة المنظمة داخل ال BCIJ، أن بداية تتبع هذه العصابة كانت بعد اقتراف جريمة على الطريقة "الهوليودية" بهجوم أربعة جناة على رجل سبعيني، حيث قاموا بشل حركته أمام مسكنه وتكبيله وتهديده بالسلاح الناري، وإرغامه على العودة إلى داخل الفيلا ليدلهم على مكان الأموال التي كانت بداخل خزانة حديدية؛ حيث استولوا على مبلغ 280 ألف درهما، بالإضافة إلى سرقة سيارة من نوع "غولف" لاذوا بالفرار على متنها، مشيرا إلى أنه مباشرة بعد هذه الواقعة الخطيرة، قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية بفتح تحقيق معمق لجمع المعلومات التي مكنت في الأخير من تحديد هوية الفاعلين الأربعة، وتوقيفهم بمنطقة سيدي علال البحراوي على متن نفس السيارة التي استولوا عليها في عملية سرقة الفيلا بأكادير. وبعد عميلة البحث والتحري، يقول المسؤول الأمني، تبين أن الأمر يتعلق بعصابة منظمة، متورطة في عدة جنايات، وتنشط على نطاق واسع في مدن أكادير، والجديدة، ومراكش، ومكناس، والشماعية، وبرشيد، وأسفي، والبئر الجديد، وحد السوالم، حيث قامت بعدة عمليات سرقة للمواشي والممتلكات باستعمال أسلحة نارية وأسلحة بيضاء روعت الساكنة التي بدأت تشعر بانعدام الأمان. وأسفرت عملية البحث والتحري، يضيف هشام باري، عن توقيف ثمانية أشخاص ضمنهم امرأة، نفذوا العديد من عمليات سرقة المواشي خاصة بالمناطق القروية، حيث كانوا يعمدون إلى استعمال مادة سامة لقتل كلاب الحراسة، وإشهار الأسلحة النارية لترهيب الأشخاص ومنعهم من الاقتراب منهم. وتبين أيضا، من خلال التحقيق مع أفراد هذه العصابة، أنها قامت بسرقة العديد من السيارات في العديد من المناطق، وكانت تعمد إلى استعمال لوحات ترقيم مزورة، أجنبية ووطنية، كما أن بعض هذه السيارات المسروقة كانت تستعمل في سرقة المواشي، وفي نقل الأثاث المنزلي الذي كان يتم السطو عليه. وأورد عبد الحق الخيام أن أفراد العصابة الموقوفة هم من ذوي السوابق العدلية وأنهم تعرفوا على بعضهم البعض داخل السجون، وكانوا يتواصلون فيما بينهم عبر الهاتف، مشيرا إلى أن البحث متواصل عن عناصر أخرى لها علاقة بهذه العصابة التي ستتم متابعتها بتهم تكوين عصابة إجرامية وتنفيذ عدة سرقات كبرى، والسطو باستعمال العنف، والقتل، وحيازة أسلحة نارية. هذا، وبحسب ما جاء في ندوة المكتب المركزي للأبحاث القضائية، فقد تم حجز بندقيتين من نوع كارابين، وبندقية من نوع "زوجية"، وخراطيش، وأسلحة بيضاء، ومواد سامة لقتل الكلاب، ونصف كيلو من مخدر الشيرا، وعدة لوحات ترقيم خاصة بالسيارات.