حفل تقديم ديوان «أرض الفراشات السوداء تكريسا لمبادرتها الرائدة في تشجيع المنتوج الإبداعي المغربي ولمّ عشاق القراءة، احتضنت مكتبة فرنسا عشية الأحد 12 أبريل، فعاليات حفل تقديم وتوقيع الديوان الشعري "أرض الفراشات السوداء" لصاحبته الشاعرة ليلى بارع الصادر مؤخرا عن مطبعة سافي كَراف بمدينة آسفي . وقد انطلق اللقاء بكلمة ألقاها مسير الحفل الصحافي توفيق ناديري، شكر فيها الحضور وذيلها بنبذة موجزة عن المحتفى بها وعن بعض حكايتها مع الكتابة، قبل أن يتناول الميكروفون القاص الناقد محمد محقق الذي تلا مداخلة، أكد فيها أن ديوان أرض الفراشات السوداء يكشف للمتلقي تجربة تفاعل مؤثر مع حركة الحياة والواقع، هذه التجربة التي تفرض تساؤلات كثيرة تستحضر أحاسيس من التوتر والقلق في نغمات متتالية لا يسهل الإفلات منها، في كتابة يمتزج فيها الواقعي والمحتمل، والمتوهجة بأبجديات الحياة للتعبير عن العالم المتخيل الذي تصفه الشاعرة ليلى بارع. وقد شاركت الدكتورة فاطمة قانت بورقة نقدية أبانت فيها مدى تناغم ثنائية السرد والشعر في ديوان "أرض الفراشات السوداء"، معللة ذلك في كون القارئ لقصائد الديوان المذكور يجد نفسه أمام تعليب إبداعي محكم، حيث أنه يفتح العلبة الشعرية فيجد في جوفها علبة السرد، فيفتحها بدورها ليكتشف علبة الشعر ، ليجد نفسه مجيدا للعبة الإبداعية مثلما تجيدها الشاعرة ليلى بارع. بعدها تناول الكلمة القاص عبد الغني صراض، تحدث فيها عن التخييل الشعري في ديوان أرض الفراشات السوداء، مميزا بين التخييل كمعطى مادي والخيال كملكة نفسية، كما أشار إلى أن جمالية التخييل الشعري وقيمته النفسية تستمدان من تحولاته وتغيراته المتنامية، والتي تتفاعل داخلها الخيالات المادية والحركية، كما أشار إلى مدى الاستعداد النفسي لدى الشاعرة في خلق فضاء متخيل مفتوح ومشحون بالموجودات الجامدة والمتحركة، مما أبرز دلالة المكان والزمان التي أضفت الجمالية المتحدث عنها على الديوان. إثر ذلك تفضلت الشاعرة ليلى بارع بقراءة مجموعة قصائد من الديوان، قام اللغوي حسن الغافل بترجمة بعضها ترجمة فورية، قبل أن يتناوب المبدعون ممن حضروا الحفل على المنصة، لقراءة بعض من أشعارهم التي كان يصاحبهم فيها الفنان يوسف سعيد بعزفه الجميل على آلة العود. *كاتب مغربي