أنصار الفريقين يصنعان الحدث وأعمال شغب بعد نهاية المباراة ضيع فريق الوداد الرياضي فرصة ابتعاده بصدارة الترتيب العام بعد تعادله أول أمس السبت بهدفين لمثلهما في الديربي البيضاوي «118» الذي جمعه بالغريم التقليدي نادي الرجاء الرياضي في قمة الدورة ال 25 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول. وسجل هدفي الرجاء كل من كل من النيجيري كريستيان أوساغونا (د 62) وصلاح الدين العقال (د 91) في حين وقع هدفي الوداد مدافع الرجاء مصطفى بلمقدم ضد مرماه (د 78) وزهير المترجي (د 90). وبالعودة لأطوار المباراة، كان المهاجم الغابوني ماليك إيفونا قريبا من تسجيل أولى أهداف المباراة في حدود الدقيقة 23، بعد استغلاله لخطأ في التغطية ارتطمت على إثرها الكرة بالقائم الأيسر لتضيع على الوداد هدفا محققا. نفس اللاعب كاد أن يسجل هدف التقدم للوداد، لكن رأسيته وجدت في استقبالها الحارس خالد العسكري الذي عرف كيف يحافظ على نظافة شباكه. خمس دقائق بعد ذلك، هدد لاعب إفريقيا الوسطى فيفيان مابيدي مرمى نادي الوداد الرياضي بعد استقباله لعرضية من عبد الإله الحافيظي، لكن تسديدته لامست الشباك الخارجية. وحاول النيجيري أوساغونا تسجيل أولى أهداف الرجاء في المباراة، بعدما صوب كرة رأسية تصدى لها مدافع الوداد محمد برابح من أمام أيدي الحارس محمد عقيد. وفي بداية الشوط الثاني، كثف فريق الرجاء الرياضي من حملاته المضادة على مرمى الحارس محمد عقيد، التي أثمرت أولى أهداف الرجاء في الدقيقة 62 بعدما استغل المهاجم النيجيري كريستيان أوساغونا عرضية عادل الكروشي واضعا إياها داخل الشباك الودادية. وانتظر الوداد حتى حلول الدقيقة 76 بعد أن أفلح مدافع الرجاء مصطفى بلمقدم في تسجيل هدف التعادل ضد مرماه، مانحا الوداد هدفا عجز المهاجمون عن تسجيله. وكان البديل زهير المترجي قريبا من توقيع الهدف الثاني بعد تسديدة مركزة من خارج مربع العمليات تصدى لها الحارس خالد العسكري بنجاح في حدود الدقيقة 80. وعاد نفس اللاعب في الدقيقة 90 ليفرض نفسه هدافا للديربي البيضاوي ال 118 بعدما نجح في تسجيل هدف التقدم للوداد بعد استغلاله كرة عرضية من الغابوني ماليك إيفونا. وحين ظن الجميع أن المباراة ستنتهي لفائدة الوداد الرياضي، تمكن صلاح الدين العقال من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 91 مستفيدا من خروج الحارس محمد عقيد. ويعتبر هذا التعادل هو ال 57 في تاريخ مواجهات الديربي، في حين فاز فريق الوداد البيضاوي 28 مرة مقابل 35 انتصارا لفريق الرجاء. وبهذا التعادل، بقي الوداد الرياضي في أولى المراكز برصيد 46 نقطة، في حين استقر نادي الرجاء في الرتبة الثامنة برصيد 34 نقطة. وكانت الأحياء المحيطة بمركب محمد الخامس مسرحا لبعض أحداث الشغب بين أنصار الفريقين، ولولا تدخل رجال الأمن لتطورت بعض الإشتباكات إلى ما لا يحمد عقباه، و امتدت هذه المواجهات إلى بعض الشوارع الرئيسية قبل أن يتم تفريقها من طرف الشرطة. تصريحات العمراني: قال هشام العمراني لاعب الوداد الرياضي، «لقد قدم لاعبو الوداد مباراة في المستوى، لم نتقبل الهدف الذي سجل علينا في آخر الدقائق، وتبقى النقطة الايجابية التي حققناها اليوم أمام الغريم الرجاء بمثابة حافز معنوي لنا من أجل تحقيق الفوز في المبارتين القادمين التي سنخوضهما على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس». وأضاف، «أن عدد النقاط التي يتوفر عليها الوداد لا تسمح بالحديث عن اللقب في ظل المطاردة المباشرة من فرق المغرب التطواني أولمبيك خريبكة والكوكب المراكشي». الأصباحي: أوضح أنس الاصباحي لاعب متوسط ميدان نادي الوداد الرياضي، «أن نتيجة المباراة تبقى إيجابية، وتعتبر بمثابة حافز معنوي من أجل تقديم الأفضل في المواجهة القادمة أمام المغرب التطواني». وأشار، إلى «أن أمر اللقب لم يحسم بعد في ظل بقاء ست مباريات هي التي ستحدد من سيظفر بلقب البطولة الاحترافية الرابعة»، ومؤكدا «أن الفريق الودادي سيقول كلمته في المباراة القادمة أمام المغرب التطواني التي ستقرب النادي الأحمر من اللقب». النقاش: قال إبراهيم النقاش لاعب الوداد البيضاوي لكرة القدم، إن فريقه ضيع ثلاث نقاط ثمينة. وتابع: «مع الأسف أن الأخطاء حرمتنا من الفوز بعد أن تلقت شباكنا هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، علينا أن نتفادى السقوط فيها مجددا، لأن المباريات المقبلة ستكون حاسمة وهامة في حملة منافستنا على درع الدوري». وأضاف النقاش: «بغض النظر عن النتيجة فإن التعادل أمام الرجاء يبقى إيجابيا ومهما، بعد أن أضفنا إلى رصيدنا نقطة ثمينة»، مردفا «المباراة المقبلة أمام المغرب التطواني ستكون صعبة، لكننا محظوظون لأننا سنواجه فريقا تطوانيا يلعب كرة هجومية ومفتوحة ولا يدافع كثيرا». العقال: قال صلاح الدين العقال لاعب فريق الرجاء الرياضي، «إن مباراة الديربي كانت في المستوى المطلوب حيث أن الناديين قدما طابقا كرويا يليق بسمعة الديربي البيضاوي الذي يعتبر من أفضل كلاسيكيات العالم». وأوضح في نفس التصريح، أن نادي الرجاء عرف كيف يترجم الضغط العالي الممارس على الوداد خاصة في الشوط الثاني الذي أثمر هدفين اثنين لفريق الرجاء، مشيرا إلى «أن الجماهير البيضاوية لعبت دورا كبيرا في المباراة عبر تقديمها للوحات فنية في المستوى». بامعمر: أفاد محمد علي بامعمر لاعب نادي الرجاء الرياضي، «أن اللاعبين كانوا عازمين على تحقيق نتيجة الفوز في مباراة الديربي أمام الوداد من أجل كسب الثقة الزائدة في المباريات القادمة». وأضاف، «أن نتيجة التعادل تعتبر إيجابية لنا قبل خوض غمار عصبة الأبطال الإفريقية أمام نادي وفاق سطيف الجزائري، دون إغفال المباريات الست المتبقية من بطولة الدوري». وأوضح «أن المجموعة عازمة على الذهاب بعيدا في منافسات العصبة الإفريقية من أجل إنقاذ الموسم واحتلال إحدى المراكز المؤهلة لإحدى المسابقات الإفريقية». كوكو: قال هيلاري كوكو أن «المباراة كانت مباراة مثيرة و قوية بكل المقاييس، أوفت بكامل وعودها والتعادل كان منصفا لأن الناديين معا آمنا بحظوظهما لغاية الصافرة النهائية». وتابع كوكو «سأرحل يوما عن الدوري المغربي لكني سأظل ممتنا لهذا الجمهور الرائع على كل ما قدمه خلال مباريات الديربي و باقي المباريات الأخرى». وأضاف «ما يوقع عليه جمهور الرجاء شيء خيالي و فوق كل الوصف الممكن، لقد كانت المباراة قوية من الناحية التكتيكية و التعادل لن ينال من معنوياتنا لأن الجميع واكب الطريقة التي خضنا من خلالها اللقاء». كواليس رسالة قبل بداية المباراة، قامت الجماهير الودادية برفع لافتة تضامنية مع ضحايا فاجعة طانطان والتي أودت بحياة أكثر من 33 طفلا، كتبت عليها «رحم الله شهداء فاجعة طانطان»، ولقيت هذه البادرة استحسانا من قبل جمهور نادي الرجاء، الذي بادلهم التصفيق في تعبير عنهم عن تضامنهم مع ضحايا فاجعة طانطان الأليمة. بودريقة قام رئيس النادي محمد بودريقة قبل بداية اللقاء بحوالي ساعتين، بالتوجه صوب مدرجات نادي الرجاء من أجل التقاط المشجعين المتواجدين بمدرجات «المنصة». وقام رئيس نادي الرجاء الرياضي البيضاوي بالتقاط مجموعة من الصور مع الجماهير الرجاوية. وتناولت الصفحة الرسمية لنادي الرجاء عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، صورة محمد بودريقة رفقة أطفال يرتدون زي فصيل «الوينرز»، قبل أن يغادر الملعب قبل بداية المباراة. تنظيم شهدت المنطقة المخصصة لرجال الصحافة والإعلام توافد بعض الصحفيين الأجانب من ألمانيا وبولونيا وتونس من أجل متابعة الديربي البيضاوي. واستطاعت اللجنة المكلفة بالتنظيم كسب الرهان عبر التنظيم المحكم الذي تبناه نادي الرجاء من قبيل تمكين الصحافيين من اعتمادات تحمل أرقام، وكذا الكراسي تضم أسماء الصحافيين والمنابر الإعلامية. باحفيظ عرفت المنصة المخصصة لجمهور الوداد حضور اللاعب السابق عمر باحفيظ من أجل متابعة الديربي البيضاوي. وهتف الجمهور الوداد بإسم «باحفيظ» الذي كان قد لعب في صفوف النادي الأحمر قبل إعتزاله رسميا. جماهير أثار غضب بعض جماهير الرجاء بعض الصحفيين الذين كانوا يرتدون بعض البذلات الحمراء في إشارة منهم إلى أنهم من أنصار الوداد. ورشق الجمهور بعض الصحفيين المتواجدين بالمنطقة المخصصة للمنابر السمعية البصرية بقنينات الماء المعدني والمشروبات الغازية. إعجاب أعرب بدر هاري، البطل العالمي المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ، إعجابه الكبير بجماهير الديربي البيضاوي، وذلك خلال تواجده بالملعب لمتابعة قمة الجولة بين الرجاء الرياضي وجاره وغريمه الوداد الرياضي البيضاوي. وقام بدر هاري بجولة مطولة في مرافق المركب الرياضي محمد الخامس، حيث شوهد في منصة الصحفيين رفقة بعض من مرافقيه.