شعلة الاستمرار يؤججها الحس الوطني كلنا معنيون بإنجاح هذا العرس المسرحي.. جريا على عادتها في ربيع كل عام، تنظم "جمعية فضاء القرية للإبداع" دورة من دورات مهرجانها المسرحي الاحترافي، تقدمها باسم إحدى أيقونات المسرح المغربي، من جيل الرواد، وتحتفي من خلالها بمختلف الأجيال والتلاوين والتجارب المسرحية المغربية، من باب الاحتفاء بالرصيد الفني والمسرحي لنخبة من صناع الفرجة، ممن أبدعوا واجتهدوا وتألقوا في مشوارهم الفني، وعززوا الخزانة المسرحية الوطنية بأعمال مسرحية ستبقى شاهدة على شموخهم وقدرتهم على تطوير فن الخشبة. ها نحن وللمرة السادسة، نشعل شمعة من شموع المسرح المغربي، ونعلن من خلالها إصرارنا على الاستمرار، وعلى مواصلة فعل الاحتفاء بأسماء عملاقة تربعت على عروش الفرجة على اختلاف مشاربها أشواطا من الزمن. وللمرة السادسة نعزف على أوتار الفرجة المسرحية لنستمتع بين نغماتها بروائع مسرحية محترفة من مختلف المدن المغربية، وللمرة السادسة أيضا نؤكد بالواضح وبنبرة المُلح تأجُج فعل الاستمرار في نفوسنا، ونعلن إصرارنا المُواطن على مواصلة تنظيم هذه التظاهرة المسرحية المحترفة، والعملاقة بقيمتها الفنية الفرجوية المتميزة. المحطة السادسة من عمر "مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي" عنوان بالبنط العريض على الوفاء للمقاصد النبيلة لفكرة التأسيس تلك التي لم يحركها دافع المطامع الانتفاعية أو الانتهازية السياسوية، أو هواجس البهرجة والظهور المجاني. الوفاء لمقاصد فكرة التأسيس نعيش اليوم لحظات من لحظاتها القوية، في حضرة كم هائل من صناع الفرجة ومهندسي فن الخشبة، مُؤشر يؤجج شعلة استمرار هذا التقليد السنوي، وشهادة صريحة على أن دوافع التأسيس لم تكن ملفوفة بالباطل، بل وهجها الحس الوطني الصادق، والفعل الإنساني النبيل الذي يطبع سلوك المبدع الحقيقي، المؤمن بضرورة ركوب صهوة المبادرة، لتوسيع مساحات فرص الانفتاح على التجارب المسرحية المُحترفة على المستوى الوطني، وفتح مجال إبداعي محترف تتلاقح بين ظُهرانيه التجارب المسرحية المختلفة. منظمو "مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي" يتطلعون إلى خلق ينابيع مُتعددة ومتنوعة من شأنها تجديد أنفاس فن الخشبة، وإعادة إعمار دور العرض المسرحية بالجمهور وتطوير القيمة الفنية والجمالية للأعمال المسرحية، وللتنقيب عن إضافات فرجوية نوعية مُتميزة تليق بمستوى الرصيد التاريخي لهذه المدينة المناضلة. انطلاقا من جوهر فكرة التأسيس، ها نحن اليوم نؤكدها وللمرة السادسة، تقليدا مسرحيا سنويا، تتناسل خيوطه الفرجوية لتستحضر الامتدادات الإبداعية التي طبعت فعل المسرح على امتداد الرصيد التاريخي لهذه المدينة العملاقة. داخل أنفاس عُرس مسرحي عنوانه العريض "مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي" يتضمن برنامجه العام تجارب مسرحية محترفة، وتتشرف أجندته بالاحتفاء بأسماء وازنة من العائلتين المسرحية والإعلامية بالمملكة. وما اختيار الفنانة المقتدرة "نعيمة المشرقي" عروسا للطبعة السادسة، إلا برهانا على أن المقاصد الكبرى للمهرجان تسير على منوال يحكمه منطق الاعتراف بالقيم الإبداعية الرائدة التي طبعت المشوار المسرحي المغربي، حيث كان الاحتفاء بالفنان الكبير المرحوم "مصطفى سلمات" قيد حياته، وبعمالقة فن الخشبة بالمغرب الفنانين عبد الكريم برشيد ومحمد الخلفي وثريا جبران، وعبد العظيم الشناوي أطال الله في عمرهم.. علاوة على احتفاء النسخ السابقة للمهرجان بنخبة من الفنانين والفنانات، ممن خلفوا أثرا طيبا لدى الجمهور المغربي.. وتأسيسا على العلاقة المتصلة بين المسرح ورجالات الإعلام والصحافة الوطنية، احتفت دورات المهرجان بقيدوم الإعلاميين المرحوم "محمد لمودن" قيد حياته وأيضا بالصحافي عبد الرحيم تافنوت والإعلامي حسن حبيبي، والإعلامية المتميزة "نسيمة الحر"، وهاهي اليوم تحتفي بقامة إعلامية ومسرحية عززت الخزانتين الإعلامية والمسرحية بسيل من الإضافات النوعية وتتشرف بالمسرحي والصحافي "الحسين الشعبي". لا تفوتنا الإشادة بشركائنا الرسميين ممن كان لهم الفضل كله في بناء صرح هذه التظاهرة المسرحية، شكرا لوزارة الثقافة.. شكرا لمؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس.. شكرا لمجلس مدينة الدارالبيضاء.. شكرا لعمالة مقاطعات ابن امسيك، والشكر موصول إلى كل الفنانين والمبدعين الذين عززوا أجندة المهرجان. ويشد المهرجان بقوة على يد الجمهور المسرحي البيضاوي الذي لعب أدوارا طلائعية في تطوير هذا المنتوج وتوسيع فضاءاته. كلنا معنيون بإنجاح هذا العرس المسرحي.. *رئيس المهرجان