الجاني استعمل «الأوطوسطوب» واستقل سيارة على متنها شرطيان إلى آزمور وسط تعزيزات أمنية مكثفة تمت صباح الأربعاء، أمام مدخل فندق صوفيتيل "الكولف الملكي" الطريق الرابطة بين الجديدة وآزمور، إعادة تمثيل الجريمة البشعة التي راح ضحيتها سائق حافلة للنقل الحضري المسمى قيد حياته "حمو الودنيسي"، والذي تعرض للتصفية من الوريد للوريد. ولعل من الأشياء الجديدة في القضية هي تواجد المتهم الرئسي"محسن" دون الأضناء الآخرين و السبب هو أنه اعترف باقترافه لهذه الجريمة بمفرده، بعد أن دل مساء الثلاثاء المحققين بالمركز القضائي لدرك الملكي بالجديدة على مكان تواجد أداة الجريمة " السكين"، حيث تم نقله وسط تعزيزيات أمنية مشددة ليتم بالفعل العثور على هذه الأداة. وبمسرح الجريمة، ظهر الجاني "محسن" وهو يرتدي سروالا من نوع جينز وسترة رياضية لونها أزرق سماوي فيما تمت تغطية وجهه بقناع تظهر منه العينان فقط، وهو مكبل وتحت حراسة مشددة. وحسب المعطيات التي توصلت بها بيان اليوم، فإن الجاني قام، الجمعة، بامتطاء الحافلة خلسة بالقرب من مركز القاضي المقيم بآزمور، والتي كانت فارغة متوجهة صوب مستودع الحافلات بالجديدة، وعند الوصول لمكان الحادث أخرج سكينا من الحجم الكبير وهدد السائق بأن يسلمه الحصيلة اليومية "4000 درهما" التي كانت معه بعد إجباره على الوقوف لكن السائق لم يرضخ له وشرع في مقاومته وأمام البنية القوية للسائق لم يجد الجاني بدا من تسديد خمسة عشر طعنة له لينهيها بتصفية الجاني بالذبح لإنهاء فصول جريمته ومحو كل دليل ضده خصوصا أنه كان يعرفه، ليقوم بسرقة صندوق الحصيلة وهاتفه ويلوذ بالفرار وسط أشجار الغابة ويفرغ الصندوق ويعاود الخروج للطريق الرئيسية على بعد كيلومترين من مسرح الجريمة، و هناك أوقف سيارة بواسطة "الأوطوسطوب" والتي لم يكن سائقها ومرافقه سوى شرطيين بالهيئة الحضرية لدى أمن الجديدة، أحدهما مقدم رئيس والآخر ضابط أمن، هذان الأخيران كان يعرفهما بحكم تواجده المستمر بآزمور المدينة الصغيرة. وخلال المسافة التي قطعوها سويا لم يظهر على الجاني أي ارتباك. وبوصولهم إلى أزمور نزل الجاني من السيارة بحي الوفاق فيما تابع رجلا الأمن سيرهما. التحريات التي أجراها المحققون في مسرح الجريمة، لم تكن مثمرة، نظرا للظلام الدامس وكثافة الأشجار والضباب الكثيف الذي كان يخيم على المنطقة، وهي عوامل استفاد منها الجاني في تضليل الكلاب المدربة التي كانت الشرطة تستعملها لاقتفاء أثره. فحتى هاتف الضحية النقال وهو من الهواتف الذكية، والذي يمكن تحديد موقعه ب"جي بي إس"، عمد الجاني إلى إزالة بطاريته. وبعد أن شك الشرطيان اللذان طلب منهما الجاني إقلاله إلى آزمور في أمره أخبرا صباح الاثنين الماضي، رؤساؤهما بأمن الجديدة. لتدخل من ثمة المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية على الخط. حيث شكل رئيسها فريقا أمنيا، توجه بمؤازرة رئيس الدائرة الأمنية الثالثة، بعد تحديد مكان تواجد الهدف (الجاني)، إلى محطة الحافلات المتوجهة عبر الخط 4، إلى أزمور، والكائنة على مقربة من المركز الصحي سيدي يحيى، على الطريق المؤدية جنوبا إلى مراكش. إذ تم ترصد له المتدخلون الأمنيون، وحاصروه من جميع المنافذ، قبل أن يشلوا حركته، رغم المقاومة الشرسة التي أبداها في حقهم. وعند إخضاعه للبحث في سرية تامة بمقر أمن الجديدة، والذي أشرف عليه رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، حاول الجاني الإنكار. لكنه عجز عن الإجابة عن وابل الأسئلة المحرجة التي كان المحققون يواجهونه بها، من بينها هاتف الضحية الذي كانت زوجته تتحوز به، والذي استرجعه رئيس المصلحة الأمنية، جراء عملية تفتيش بمنزل الجاني بازمور. ومن ثمة، انهار واعترف تلقائيا وتفصيليا بظروف وملابسات جريمة الدم البشعة التي ارتكبها.