يبدو أن تغيير المدربين لدى الأندية الوطنية المنتمية للبطولة الاحترافية لكرة القدم، بات عرفا كرويا مسموحا حتى لو بلغ الأمر أن يجتاز فريق ما الموسم بمدربين أو ثلاثة أو أكثر كما هو الحال لفريقي الجيش الملكي وشباب الريف الحسيمي. وكالعادة، يغدو المدرب كبش الفداء للنتائج السلبية لأنه في نظر الأندية المسؤول الأول عن الفريق، ومهمته الأولى تحقيق النتائج الإيجابية فقط لا غير، المهم أن لا يخسر .. ولا يهم أن تطير رؤوس المدربين التي طارت 3 منها مؤخرا. وتحركت مقصلة إقالة المدربين في الأسابيع الأخيرة، عندما فك شباب الريف الحسيمي ارتباطه بالمدرب مصطفى مديح بعدما تراجعت نتائج الفريق الأزرق والأبيض بشكل رهيب، وتحديدا انتقل من وسط الترتيب إلى المركز الأخير. ولم يفز الفريق الحسيمي تحت قيادة مديح في المباريات العشر الأخيرة ودخل بقوة دائرة حسابات الأندية المهددة بالنزول لبطولة القسم الثاني، حيث تمَ الانفصال بالتراضي بين الطرفين بعدما اعترف مديح أنه لم يستطع أن يقود الفريق إلى بر النتائج المرجوة. وسرعان ما أقنعت إدارة شباب الريف الحسيمي عزيز العامري ليقود الفريق فيما تبقى من الموسم، على اعتبار "البروفايل" الذي صنعه مع المغرب التطواني بإحراز لقب البطولة الاحترافية في مناسبتين ومشاركة -وإن لم تكن مثالية- بكأس العالم للأندية نهاية العام المنصرم. ولم تكن بداية الفريق الحسيمي مع العامري جيدة، وتلقى خسارة على أرضه أمام الوداد البيضاوي (1-2)، ما يؤكد أن مديح أو حسن الركراكي المدرب الأول لشباب الريف خلال الموسم الجاري، ليسا سبب المستوى المتذبذب للفريق. وبعيدا عن شمال شرق المملكة، رحل المدرب فوزي جمال عن الاتحاد الزموري للخميسات بعدما قرر مسؤولو الفريق التضحية بالمدرب الذي قادهم لتحقيق الصعود للبطولة الاحترافية، وصرح أنه لا يمانع في الرحيل شرط استخلاص مستحقاته كما أنه مستعد لإكمال الرحلة. فوزي جمال هو الآخر لا يتحمل مسؤولية النتائج السلبية التي نسجت علاقة حميمية مع الفريق الزموري، وهو أمر طبيعي بالنسبة لفريق صاعد حديثا تعود على لعب أدوار ثانوية ببطولة الاحتراف، وبالتالي العودة السريعة إلى القسم الثاني. إدارة اتحاد الخميسات وجدت البديل بسرعة، وتعاقدت مع جواد الميلاني الذي اختفى عن الأنظار لمدة، لكنه تمكن في مباراته الأولى من تسجيل انتصار مهم على الدفاع الحسني الجديدي (1-0)، ولو أنه لم يكن كافيا ليبتعد عن ذيل الترتيب. آخر المدربين الراحلين كان خليل بودراع الذي يعد المدرب الفعلي للجيش رغم التعاقد مع حمادي حميدوش كصورة تغطي على عدم أهلية بودراع للإشراف على الفريق الأول بالنظر لافتقاده للدبلوم المؤهل للتدريب ببطولة الاحتراف. ورفض بودراع أن يلعب دور المساعد بعدما قررت إدارة الفريق العسكري أن تقلب الأدوار بينه وبين حميدوش عقب النتائج السيئة التي تلاحق الفريق الرباطي في السنوات الأخيرة، وليست مرتبطة ببودراع أو حميدوش أو رشيد الطاوسي الذي بدأ الموسم مع "العساكر". قبل شهور وأسابيع رحلت أسماء وقدمت أسماء أخرى .. وباستثناء أربعة فرق تشبثت بمدربيها ورفضت عرف الإقالة، قد تطير أسماء أخرى إذا حققت النتائج السلبية ..