يسير فريق اتحاد طنجة لكرة القدم بخطى ثابتة نحو العودة لقسم الأضواء، بعد سنوات من الضياع زجت به في غياهب الأقسام السفلى، والأكثر من ذلك كان الفريق مهددا بالانحدار لقسم الهواة خلال موسم 2011 - 2012، لولا نتائج الدورات الأخيرة التي أنقذته من كارثة النزول. فبعد ثماني سنوات من الغياب، تؤكد كل المعطيات المتوفرة حاليا أن "فارس البوغاز" عائد لا محالة للدرجة الأولى، ليخوض الموسم القادم أول تجربة له بعالم الاحتراف. وقد تمكن الفريق الطنجي من التوقيع على موسم جيد بفضل التشكيلة المتجانسة التي يتوفر عليها، يقودها العميد عادل لمرابط وهو من بين اللاعبين المخضرمين الذين يؤطرون جيل الشباب، واستطاع منح الثقة للمجموعة ككل تحت قيادة المدرب أمين بنهاشم. صحيح أن المنافسة لم تكن قوية مع بداية بطولة هذا الموسم، لكن الفريق الطنجي عرف كيف يستغل الظرف للتحليق بمفرده بعيدا عن كوكبة المطاردة المشكل من فرق يوسفية برشيد، المولودية الوجدية، اتحاد أيت ملول. فبعد دورة 22 حقق الفريق 12 فوزا و10 تعادلات بدون أي هزيمة، وعلى بعد ثماني جولات من انتهاء البطولة تبدو الأمور قد حسمت بالنسبة أصدقاء المتألق عبد الصمد ايمعيش، وهو بالمناسبة هداف الفريق بثلاث أهداف فقط، مما يؤكد الضعف الذي يعاني منه الفريق على مستوى الخط الأمامي الذي سجل خط هجومه 18 فقط في 22 دورة، لكنه يبرز بأقوى دفاع إذ لم يدخل مرماه سوى 5 أهداف، كما أنه وسع الفارق مع المحتل للصف الثاني يوسفية برشيد إلى 11 نقطة. فريق يمثل مدينة كبيرة مفتوحة على المستقبل، تطورت عمرانيا وصناعيا بشكل متسارع، كما يتوفر على ملعب بموصفات دولية وجمهور غيور يساند الفريق في كل الأحوال والظروف، ويبقى الدعم المالي هو المشكل الذي يطرح إشكالا بالنسبة لمسؤولي الفريق، خاصة في أفق المشاركة الموسم القادم ببطولة القسم الأول مع ما تتطلبه المشاركة بالدوري الاحترافي من عقود وشروط ووسائل مكلفة. المطلوب الآن هو التفكير في مرحلة ما بعد الصعود، وهي المرحلة الأصعب والأهم، إذ لا يكفي أن تلتحق بالقسم الأول، دون تهيئ ظروف البقاء أولا ثم لعب الأدوار المتقدمة في مواجهة الأندية التقليدية التي تعودت على المنافسة بقوة على الألقاب والبطولات والمراتب الأولى. اتحاد طنجة من بين الفريق القليلة التي لم يسبق لها أن فازت باللقب، فهل تشكل العودة فرصة لتحقيق حلم جمهور هذه المدينة الجميلة، التي تغني بجمالها المرحوم الحسن السلاوي في أغنيته الشهيرة: "طنجة يا العالية"، التي كانت ولا تزال مدينة كبيرة باقتصادها ورواجها التجاري، وثقافتها ومفكريها وأدبائها، وفنها وتطورها العمراني، والمطلوب هو أن يواكب رياضيوها هذا التحول الكبير لمدينة كانت تعرف لسنوات طوال بالمدينة " الدولية ".