في خضم النقاش الدائر حول الطريقة التي يصرف بها المال العام ببعض الجامعات المستفيدة من دعم المؤسسات العمومية، خرج محمد مقتبل رئيس الجامعة الملكية المغربية للكاراتي والأساليب المشتركة، بتصريح ناري هاجم فيه جامعتي كرة القدم وألعاب القوى، معبرا عن استغرابه من حجم الأموال التي وصفها ب "الطائلة"، وتصرف كل موسم على الجامعتين دون الوصول إلى تحقيق النتائج المرجوة. تصريح غير عادي من رئيس جهاز رياضي، والأكثر من ذلك مقرب من مصادر القرار بأعلى هرم للسلطة بحكم وظيفته، مما يجعل هذا الخروج الإعلامي غير عادي ولا يدخل ضمن التصريحات المستهلكة، سواء من حيث توقيته أو من حيث الصيغة التي جاء بها، بأسلوب هجوم غير مسبوق من طرف رئيس جامعة اتجاه جامعات أخرى. اعتبر مقتبل في هذا التصريح/الحدث الذي خص به موقع "هسبورت"، المليارات التي تتوصل بها جامعة الكرة برئاسة فوزي لقجع "مبالغا فيها"، بالإضافة إلى وجود مدرب "بادو الزاكي" يتقاضى 50 مليون سنتيم شهريا ليطوف العالم للبحث عن لاعبين مغاربة لا يتقنون حتى اللغة العربية، بينما كان الواجب الاهتمام أكثر بالبطولة المحلية، ليعرج رئيس جامعة الكراطي بعد ذلك على جامعة ألعاب القوى، موضحا أن جامعة عبد السلام أحيزون تعاني من عدة مشاكل، وبعد اعتزال أبطال من أمثال هشام الكروج، ظهر الواقع المؤسف رغم الملايير التي تستنزفها من الخزينة العامة. "كلام جميل وكلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه" كما جاء في واحدة من الأغاني الكلاسيكية الرائعة للمطربة الراحلة ليلى مراد، وهو أحسن وصف يمكن أن يقال عن هذا التصريح غير المسبوق في تاريخ الرياضة الوطنية، تصريح يختزل الكثير من عدم رضا مختلف الأوساط الرياضية وامتعاضها من حجم الأموال التي تنفق بسخاء على جامعات بعينها، وخاصة كرة القدم وألعاب القوى، بالإضافة إلى كرة المضرب، دون أن تتمكن من تحقيق النتائج المطلوبة. والواقع أن الجامعات الثلاثة ارتبط بها ولسنوات طوال، البعد الدولي للرياضة الوطنية، في وقت كان الدعم محدودا، وعلى هذا الأساس جاء قرار تخصيص موارد قارة من طرف المؤسسات الوطنية، لكن على أساس أن تصرف في الاتجاه الصحيح، لكن العكس هو الذي يحصل، إذ تؤكد الأرقام أن ما يصرف من رواتب شهرية بجامعة كرة القدم مثلا يفوق بكثير حجم الرواتب الموجود بشركات متعددة الجنسيات، وكل ذلك من المال العام. أما جامعة العاب القوى، فلا يوجد حسيب أو رقيب، والتوجه الآن هو تنظيم التظاهرات الدولية فقط، أما تحقيق النتائج والأرقام القياسية والميداليات فأصبح من رابع المستحيلات، نفس الشيء بالنسبة لجامعة كرة المضرب التي يتقاضى مديرها التقني مثلا 10 ملايين سنتيم، لكنها تعيش في عزلة تامة عن محيطها الخارجي، إذ نجدها تكتفي بحضور عادي ببعض التظاهرات العربية أو القارية، أما الحضور الدولي، فأصبح ضربا من الخيال. من يحاسب هذه الجامعات؟ من يحمي المال العام؟ من يربط المسؤولية بالمحاسبة؟ أسئلة وغيرها ستظل معلقة إلى ... الله أعلم ... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته