مقومات النجاح حالفت النسخة 21 اختتمت، أول أمس الأحد، فعاليات الدورة الواحدة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء المنعقدة ما بين 10 إلى 23 فبراير الجاري تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليسدل الستار بهذا على موعد ثقافي ينتظره المغاربة لتجديد اللقاء مع الكتاب. دورة لم تكن أقل نجاحا عن نظيراتها تنظيميا، وأي زائر عاد بمستطاعه ملاحظة الفرق. فقد استمر المعرض وفيا للبرنامج الباذخ الذي ضم تجارب في الكتابة وساعات مع الكتاب ولقاءات مع الفائزين بجائزة المغرب للكتاب وثنائيات مع بلدان صديقة وذاكرات ولحظات شعرية وتقديم كتب وآفاق مهنية. كما عرفت النسخة ال 21، حسبما ما صرح به المنظمون، مشاركة 750 عارضا يمثلون 44 دولة من دول العالم، بينما بلغت أنشطة المعرض الموازية 133 نشاطا خصص للناشئة وحدها 45 نشاطا. وبخصوص إقبال المغاربة على دورة 2015، فقد سجلت الأخيرة ارتفاعا ملحوظا وبلغ عدد الزائرين خلال الأيام العشر، ما يزيد عن 340 ألف شخص مقابل 320 ألف شخص في نسخة العام الفارط، بزيادة 20 ألف شخص، ما يعكس تزايد قيمة معرض الكتاب عاما تلو الآخر. هذه الدورة كانت استثنائية، ليس لأنه تم تسليم جائزة المغرب للكتاب في ستة أصناف أدبية، ومنحت جائزة أركانة الدولية للشاعر البرتغالي نونو جوديس، بل لأن منظمي الجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر"، اختاروا المغرب ليعلنوا عن القائمة المختصرة للمرشحين للجائزة التي عرفت تواجدا مغربيا في شخص أحمد المديني وروايته "ممر الصفصاف". ودأبا على سنتها في استضافة بلد خلال كل دورة، اختارت وزارة الثقافة أن لا يكون ضيف الدورة ال 21 سوى دولة فلسطين الحبيبة.. اختيار يهدف إلى إبراز الدروس والعبر التي لم تمنع الفلسطينيين من التفكير أو الإبداع أو الثقافة رغم الأوضاع الأليمة التي تزداد سوءا في بلادهم جراء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. رواق فلسطين/الضيف كان موطنا لعدد من الأنشطة التعريفية بالثقافة والإبداع والتراث الفلسطيني على شكل مناظرات وندوات ولقاءات وأمسيات شعرية، ناهيك عن عرض أفلام لمخرجين شباب وسط تجاوب لافت من الزوار، كما قامت دور نشر فلسطينية بعرض منشوراتها، بينما أحيت فرقة سرية رام الله للرقص حفلين بالدارالبيضاء والرباط. وتزامنت هذه الدورة مع إعلان وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، عن وضع تصور جديد لدعم قطاع النشر والكتاب، وذلك على شكل طلبات عروض مشاريع بغلاف مالي يصل ل 10 ملايين درهم، ما يؤكد سياسة وزارة الثقافة في تكريس مبدأ الشفافية في دعم هذا القطاع الحيوي. طبعا، لكل شيء إذا ما تم نقصان. وهو حال دورة 2015 التي سجلت، مع الأسف، نقاط سلبية على قلتها، كالاكتظاظ الذي يعرفه فضاء المعرض بسبب الإقبال الكبير للزوار، ناهيك عن تسجيل غيابات لدور نشر فضلت المشاركة بالمعرض الدولي للقاهرة الذي اختتم بعد يومين من انطلاقة معرض الدارالبيضاء، كما ارتفعت شكاوى من عارضين تنتقد ضعف شهية المغاربة للكتاب واقتصارها على أنواع قليلة. وعلى أي، وداعا نسخة 2015، في انتظار الدورة القادمة التي نتمنى أن ينالها الكمال من كل جانب.