فاز الشاعر والأديب البرتغالي "نونو جوديس" بجائزة "الأركانة العالمية" للشعر، في احتفالية أقيمت على هامش الدورة ال21 للمعرض الدولي للكتاب بالمغرب، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين المغاربة والعرب. ويعد "نونو جوديس" الفائز بجائزة الدورة التاسعة ل"الأركانة العالمية للشعر" أحد ألمع الأدباء البرتغاليين المعاصرين، حيث أصدر أكثر من ستين مؤلفا توزعت بين الشعر والنقد الأدبي والرواية، وتحظى كتاباته بتقدير من النقاد والقرّاء على نطاق واسع. وعبر الشاعر البرتغالي "نونو جوديس"، خلال الاحتفالية، عن سعادته بتكريمه في المغرب، وتتويجه بهذه الجائزة، التي هي عبارة عن شجرة أركانة برونزية، في هذا البلد الذي تربطه بموطنه البرتغال أواصر تاريخية وثقافية متينة، والذي شكل في مخياله الشعري بلاد الأسطورة والتاريخ والثقافة، بحسب جوديس. من جانبه، اعتبر نجيب خداري، الشاعر المغربي أن "الجائزة تسعى من خلال تكريم الشاعر البرتغالي نونو جوديس لملامسة عمق الجوار بين القصيدة المغربية والعربية وجوارها المتوسطي والشعرية الأوروبية بمنجزاتها الجمالية العميقة"، معتبرا، خلال الاحتفالية ذاتها، أن هذا الشاعر البرتغالي يمثل "أيقونة ثقافية عالمية بمنجزاته الشعرية المهمة". وزير الثقافة المغربي، محمد الأمين الصبيحي، قال إن الشاعر البرتغالي نونو جوديس "متميز بعمقه واشتغاله المستمر على تطوير الكتابة الشعرية"، معتبرا أن "جائزة الأركانة راكمت منذ انطلاقها ذخيرة من الأسماء الأدبية الوازنة من أمثال الشاعر نونو جوديس وآخرين ينتمون لحساسيات وأراضٍ ثقافية مختلفة". يذكر أن "نونو جوديس" اشتغل خلال تسعينيات القرن الماضي مديرا لتحرير مجلة "تاباكيريا" الشهيرة، كما شغل منصب مدير معهد "كامويش" الثقافي بالعاصمة الفرنسية باريس، كما يعمل "جوديس" أستاذا بجامعة لشبونة منسقا لدراسات الدكتوراه في اللغات والآداب والثقافات. وتوج الشاعر البرتغالي "نونو جوديس" بعدد من الجوائز الأدبية المرموقة عالميا، كجائزة "بابلو نيرودا" سنة 1975، وحاز سنة 1990 على جائزة "دنيس" عن ديوانه "قواعد الأبعاد" ، وسنة 2001 نال "جوديس" جائزة النقد التي يمنحها المركز البرتغالي لنقاد الأدب عن ديوانه أشعار وحسابات"، كما فاز سنة 2013 بجائزة "الملكة صوفيا" للشعر الإيبيرو الأمريكي عن مجموع أعماله الشعرية، بالإضافة جوائز أخرى وتكريمات دولية عدة. وتستمد جائزة أركانة العالمية للشعر، التي أطلقتها مؤسسة "بيت الشعر المغربي" بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية سنة 2002، اسمها من شجرة "أركان" المنتشرة في الجنوب المغربي، والفريدة من نوعها في العالم والتي تعد تراثا عالميا إنسانيا، وتبلغ قيمة هذه الجائزة حوالي 12 ألف دولار أمريكي. وكرمت "أركانة للشعر" التي تمنح للشعراء الذين أمضوا سنوات مديدة في الكتابة، في دوراتها السابقة عددا من الأسماء الشعرية اللامعة من جغرافيات ثقافية مُختلفة، كالشاعر الفلسطيني "محمود درويش"، والشاعر الصيني "بي داو" والشاعر العراقي "سعدي يوسف"، والشاعرة الأمريكية "مارلين هاكر"، والإسباني "أنطوان غامونيدا"، والفرنسي "إيف بونفوا". وتتواصل بمدينة الدارالبيضاء (غرب) فعاليات الدورة ال21 للمعرض الدولي للكتاب، بمشاركة 46 دولة وأكثر من 700 دار نشر، وتحل فلسطين ضيف شرف على دورة العام التي تختتم فعالياتها في 22 من الشهر الجاري.