انطلقت، مساء الجمعة الماضي، بطنجة، فعاليات الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم، وتم خلال حفل افتتاح المهرجان الذي يتواصل إلى 28 فبراير الجاري، تكريم وجهين بارزين في المشهد السينمائي الوطني هما الممثلة مليكة العماري والناقد محمد كلاوي. وانطبع حفل افتتاح الدورة بلحظات حزن استحضارا لأرواح عدد من الفنانين والمهنيين الذين رحلوا مؤخرا إلى دار البقاء، ومنهم الفنان محمد بسطاوي، والفنانة زينب السمايكي، والمخرج عبد الله أوزاد، والممثلة أمل معروف، وآخرون. بموازاة برنامج العروض، تتميز الدورة 16 للمهرجان بتنظيم بعض اللقاءات الفكرية والمهنية حول قضايا حيوية تهم مسار السينما المغربية، وفي هذا الإطار دعا فاعلون في القطاع السينمائي إلى إعادة النظر في صيغ الدعم العمومي من أجل رفع مستوى الإنتاج السينمائي، واستيعاب المشاريع المتزايدة من لدن الأجيال الجديدة من السينمائيين المغاربة. ولاحظ منتجون ومخرجون مغاربة، في ندوة نظمت صباح أول أمس السبت، في إطار الدورة 16 للمهرجان، أن الصيغة الحالية باتت غير قادرة على توفير القاعدة المالية الكافية لإسناد حركة الإنتاج السينمائي في ظل تزايد عدد المشاريع وتنوع الأجناس الفيلمية، بما يستدعي الانكباب على أفكار مجددة حول سبل إضفاء فعالية أكبر على الدعم العمومي. وقدم المخرج سعد الشرايبي قراءة استرجاعية لمسار سياسة دعم الإنتاج السينمائي، والمحطات التي سمحت برفع الغلاف المالي ليصل إلى 60 مليون درهم دون أن يصبح هذا المبلغ كافيا آنا ومستقبلا لاستيعاب حاجيات القطاع الذي يعرف إقبال أجيال جديدة من المبدعين والمهنيين. ودعا المخرج حميد بناني إلى انخراط الجهات في ديناميكية تمويل الفن السابع على اعتبار الدور الحاسم للثقافة كقطاع منتج للثروة وجاذب للاستثمار. كما شدد على ضرورة توجيه الموارد نحو النهوض بأهم الحلقات الإبداعية للسينما، ولا سيما ما يتعلق بتأهيل كتابة السيناريو والتكوين في المهن السينمائية عموما. ومن جهة أخرى، أكد المخرج إدريس شويكة على ضرورة تبديد الأفكار النمطية حول طرق استخدام مخصصات الدعم السينمائي، والتي تتمحور حول النظر إلى المبالغ المرصودة كإهدار للمال العمومي. أما مدير المعهد العالي للمهن السينمائية بالرباط، محمد بلغوات، فدعا إلى تجاوز المقاربة القطاعية لإشكالية دعم السينما والانخراط في سياسة عامة لدعم القطاع السمعي البصري في ظل تهاوي الحدود بين القطاعات. كما شدد على ضرورة تكامل دعم الإنتاج مع سياسة نشطة لإنعاش القاعات السينمائية وتشجيع حركة المهرجانات. وأثارت الندوة نقاشا ساخنا حول الاستخدام الأمثل لاعتمادات صندوق الدعم السينمائي وآليات ترشيد وحكامة المخصصات العمومية ودور التلفزيون في تمويل الإنتاج السينمائي.