على هامش فعاليات المعرض الدولي أليوتيس دعا وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، أول أمس الخميس بأكادير على هامش فعاليات المعرض الدولي أليوتيس، إلى تبني سياسة إرادية من أجل تدبير مستدام للموارد البحرية. وقال أخنوش، في افتتاح سلسلة المحاضرات التي تنظم في إطار في إطار معرض أليوتيس (18 / 22 فبراير)، "إن الإنسان لطالما أفرط في استغلال بعض المصايد مهددا بذلك مصيره أولا قبل مصير الأجيال المقبلة"، مؤكدا أن التقديرات تشير إلى الاستغلال الخطير لما بين 25 إلى 30 في المائة من المخزون السمكي. وأكد أنه بات من اللازم إدماج بعد الاستدامة في سياسات التنمية والاشتغال على المحافظة على الأوساط البيئية المائية وحماية الثروات السمكية والبحرية. وأبرز أن اختيار موضوع "البحر مستقبل الإنسان" كشعار للدورة الخامسة لمعرض أليوتيس يهدف إلى التشديد على أن مصير الإنسان ظل على الدوام مرتبطا بالبحر، الذي لا ينبغي النظر إليه باعتباره مجرد امتداد مائي يغطي أجزاء من كوكب الأرض. وذكر في هذا الإطار بأن المغرب بلور استراتيجية "أليوتيس" حول استدامة الموارد من خلال الجمع بين البحث العلمي وإعداد مخطط للتهيئة ومحاربة الصيد غير القانوني، مبرزا أن 85 في المائة من الموارد السمكية المصطادة في عرض السواحل الوطنية تشملها مخططات التهيئة، في أفق الرفع من هذه النسبة إلى 95 في المائة بحلول 2020. ولبلوغ هذا الهدف، أشار إلى وضع إجراءات تدبيرية قوامها تحديد النسب المسموح باصطيادها من الأسماك ومنع الصيد بعدد من المناطق وتخصيص فترات للراحة البيولوجية. ومن جانبه، أشاد المندوب الأوروبي المكلف بالبيئة والشؤون البحرية والصيد كارمينو فيلا بتنظيم هذا المعرض الذي يمثل، برأيه، فرصة مهمة للنهوض بالتعاون الاقتصادي على المستويين الوطني والدولي، ولكن وبالخصوص بين شريكين منذ أمد طويل هما المغرب والاتحاد الأوروبي. واستطرد أن من أفضال هذه التظاهرة أنها تجمع بين مختلف المتدخلين في مجال التنمية على المستوى الجهوي للتداول بشأن تحسين الحكامة في القطاع البحري، مؤكدا أن وجوده اليوم بالمغرب، في أول زيارة يقوم بها لبلد خارج الاتحاد الأوروبي، يعكس الأهمية التي تحظى بها المملكة كشريك استراتيجي لأوروبا. ويتضمن برنامج الندوات والمحاضرات الذي انطلق اليوم سلسلة من المداخلات والعروض العلمية والتقنية ينشطها ثلة من المختصين المغاربة والأجانب، يمثلون مؤسسات وطنية ودولية ومراكز للبحث وعالم المقاولة والجامعات ومكاتب الاستشارة، لمناقشة مختلف المواضيع والقضايا الراهنة المرتبطة بالقطاع وكذا آفاقه المستقبلية. وفي نفس السياق، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري أيضا، أن التعاون المغربي الياباني، الذي انطلق منذ 30 عاما مضت، "هيكل، بشكل ملموس، قطاع الصيد البحري الوطني". وقال أخنوش، خلال حفل نظم بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاق هذا التعاون الثنائي، ضمن فعاليات المعرض الدولي أليوتيس (18 - 22 فبراير)، إنه منذ التوقيع في سنة 1985 على اتفاقية للتعاون بين المغرب واليابان "أبان هذا البلد عن التزام قوي لا يلين إزاء شريكه المغربي". وأضاف أن هذا الالتزام هو ما يعكسه الدعم الياباني القوي والمستمر للبحث العلمي في مجال الصيد والتكوين المستمر في الميدان البحري والمساندة التي تمثلها التجربة اليابانية في مضمار البنيات التحتية واللوجستيك من خلال إنجاز قرى للصيادين وبناء المختبرات ومراكز التثمين. وأشار، في ذات السياق، إلى مساهمة الطرف الياباني في بناء مؤسسات تعنى بالتكوين وبنقل المعارف والمهارات في شتى الاختصاصات المرتبطة بالقطاع. واعتبر أن التعاون القوي والفعال الذي يربط على مدى ثلاثين عاما بين البلدين في مجال الصيد البحري، ما يزال أمامه الكثير من الآفاق التي يتعين العمل على استكشافها وتقويتها، داعيا، بنفس المناسبة، الفاعلين اليابانيين الخواص إلى استغلال فرص الاستثمار التي يتيحها المغرب، لاسيما في مجالات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية وتثمين المنتوجات والصناعات الغذائية. وقال "إنه حان الوقت لنبدأ في كتابة تاريخ للتعاون المغربي الياباني للثلاثين سنة المقبلة". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب سفير اليابان بالمغرب تسونيو كوروكاوا عن سعادته "للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الثلاثين للتعاون بين المغرب واليابان في ميدان الصيد البحري". وذكر بما توفره اليابان من تكوينات لفائدة المهنيين والفاعلين المغاربة في قطاع الصيد البحري، فضلا عن مشاركة المتطوعين اليابانيين في مجال الصيد الساحلي التقليدي، منوها، بنفس المناسبة، بما يوفره الطرف المغربي من حسن ضيافة وانخراط من أجل إنجاح التعاون الثنائي في هذا القطاع. ويشارك في الدورة الثالثة لمعرض أليوتيس، التي تنظم تحت شعار "البحر مستقبل الإنسان"، ما مجموعه 37 بلدا، من بينها 22 من إفريقيا، بالإضافة إلى أزيد من 320 علامة تجارية وطنية ودولية، فيما يتوقع المنظمون أن تستقطب هذه النسخة حوالي 60 ألف زائر، بالنظر إلى ما سجلته الدورة السابقة من توافد كثيف للزوار بلغ أزيد من 45 ألف شخص.