مكنت جلسة أدبية تم تنظيمها في إطار فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمعرض الدارالبيضاء للكتاب والنشر من تسليط الضوء على زوايا حميمة من عوالم صناعة السرد لدى أسماء مغربية متنوعة التجارب. ادريس الخوري، يوسف فاضل، حسن رياض ومحمد بوزكو، تقاطعت شهاداتهم في تفاعل مع جمهور من النقاد والباحثين لتتبلور صور وتمثلات عن طرائق اشتغالهم بالكتابة وخصوصيات تعامل كل منهم مع التجربة السردية، رواية أو قصة. وجاءت ورقة ادريس الخوري مطبوعة بنفس نوستالجي عادت به الى البدايات مع قصيدة النثر تقليدا لصيحة كرستها جريدة "الأديب" اللبنانية، وتجواله بين الأجناس ليستقر في عالم القصة القصيرة حين اكتشفت قدرته على اقتباس الشخوص وسبر أغوارها الداخلية. وعدد الخوري أسماء كانت لها بصمتها في تشكيل مرجعيته الأدبية في مجال السرد: يوسف ادريس، نجيب محفوظ وعبد السلام العجيلي. وقدم صورة مثقف وكاتب مشتت بين السينما والمسرح والتشكيل. الكلام اليومي والحوارات المتبادلة في الحياة البسيطة عالم زاخر بالمواقف واللحظات الشعرية والساخرة التي قال "ابا ادريس" إنه يحلو له اقتناصها في المعيش اليومي، وتحويلها الى مادة سردية. أما يوسف فاضل، فشدد على أن الكتابة السردية ليست قط إلهاما بل عملا متواصلا، ومخاضا صعبا، في البحث عن الكلمة والصورة المناسبة. إنها حالة "انتباه دائم الى ما تسمع وترى وتقرأ. أن تكون مستعدا لالتقاط أشياء هاربة". بالنسبة ليوسف فاضل، كل الكتابات تشبه صاحبها، قد تتعدد إصداراته لكنه في النهاية لا بد أنه يحفر في نفس العالم المتخيل. يؤكد فاضل أن "السرد ليس حكاية تروى، بل وعاء كامل يحتل فيه الشكل مكانة جوهرية، ذلك المخاض الحقيقي للمبدع ينصب على البحث عن الشكل المناسب للحكاية. يدين يوسف فاضل بفضل الثلاثي المعروف محمد زفزاف، ادريس الخوري ومحمد شكري. منهم استمدت سخونة المواضيع وسحريتها. وتمحورت شهادة الكاتب والمسرحي محمد بوزكو على خصوصية الكتابة بالأمازيغية في ارتباط مع المعاناة مع مشكلة التلقي والترويج. إنها بالنسبة اليه حالة إحباط ناجمة عن غياب سوق ناضجة لتلقي المنتوج الأدبي المكتوب بالأمازيغية. أما الروائي حسن رياض فقدم شهادة نبشت في أصل علاقته بالكتابة ومرجعيات الطفولة ودور الصدفة في توجيه الكاتب نحو عالم صناعة السرد.