طالبت عائلة المختطف السابق وزان بلقاسم بخبرة مضادة لنتيجة الفحص الجيني الخاصة بالمختطف السالف ذكره المسلم من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان للعائلة. و قال عمر بلقاسم وزان" إن عائلة وزان تطالب بالحصول على عينة من الرفات و بإجراء بحث للحمض النووي بمختبر خارج المغرب على أن يكون المختبر الذي سيعهد له بإجراء الخبرة من اختيار العائلة نفسها". وربطت عائلة وزان بلقاسم، خلال ندوة صحفية نظمتها الخميس الماضي، بالرباط بخصوص الملف، مطلبها بإجراء خبرة جديدة خارج المغرب بالرغم من تسلمها لتقرير الخبرة الجينية الخاصة بالمختطف السابق بلقاسم وزان، بالمسار الذي قطعه الملف، حيث أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في نسخته السابقة كان قد عمل على طي الملف بإدراج اسم المختطف سنة 1998 ضمن لائحة المتوفين تحت اسم "بلقاسم حمو وزان"، في حين تشير العائلة أن "حمو وزان" هو شخص آخر توفي بعدما غادر السجن في مكان آخر. وقدم عبد الكريم وزان ابن بلقاسم وزان خلال الندوة الملابسات التي رافقت ملف الكشف عن رفات وزان بلقاسم من قبل هيئة الإنصاف و المناصفة إلى حين تسليم نتيجة الحمض النووي، فيما كشف عمر وزان أنه بعد استخراج رفات بلقاسم سنة 2006 بأكدز بحضور محمد الصبار وعدد من المسؤولين الرسميين، و أخذت ثلاث عينات من الرفات، أن الراحل إدريس بنزكري كان قد تعهد له، بفرنسا، بتسليم عينة من رفات المختطف وقبول طلب إجراء فحص مضاد للحمض النووي. وفي ذات السياق، أعلن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أنه، في إطار متابعته لتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة،لاسيما في الجانب المتعلق بكشف الحقيقة، قام يوم الأربعاء الماضي بمقره بالرباط بتسليم تقرير الخبرة الجينية الخاصة بالمرحوم بلقاسم وزان، أحد ضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لأفراد من عائلته، حيث حضر ابني المختطف السابق ويتعلق الأمر بكل من عبد الكريم وعمر وزان وكذا بحضور محامي العائلة، النقيب عبد الرحمن بنعمر، وممثلين عن العصبة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتنسيقية عائلات مجهولي المصير ضحايا الاختفاء القسري بالمغرب. وأوضح المجلس، أن الخبرة الجينية تم إجراؤها بمختبر بفرنسا، وأن النتائج التي تم التوصل إليها والتي تضمنها التقرير المسلم للعائلة أثبتت أن الرفات الذي عثر عليه قرب معتقل أكدز السابق يعود بالفعل لبلقاسم وزان نظرا لتطابق حمضه النووي مع أفراد عائلته. وأضاف في هذا الصدد، أن التحريات التي قامت بها هيئة الإنصاف والمصالحة كانت قد أفضت إلى العثور على قبر مفترض لبلقاسم وزان موجود بمقبرة مجاورة لمعتقل أكدز السابق، حيث قامت لجنة المتابعة التي تم إحداثها عقب انتهاء ولاية الهيئة وتقديمها لتقريرها الختامي، باستخراج الرفات وإحالة عينات منه على خبرة معهد مختص في التحاليل الجينية يوجد مقره بمدينة نانت الفرنسية والذي أكد مطابقة المكونات الجنينية للرفاة لتلك الخاصة بأفراد عائلته. هذا ولم يفت المجلس التذكير بملف المختطف السابق بلقاسم وزان، مشيرا أن بلقاسم المزداد سنة 1924 بفكيك، اعتقل يوم 17 أبريل 1973 وهو يزاول عمله على مقربة من الحدود الجزائرية المغربية المحاذية لمدينة فجيج، ونقل إلى مركز الاحتجاز السري الكائن بمطار أنفا والمعروف بالكوربيس ثم إلى مركز الاحتجاز السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء وذلك إلى حدود يونيو 73 حيث أودع بالسجن المركزي بالقنيطرة. وبتاريخ 30 غشت 1973 أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة بالقنيطرة في حقه حكما بالبراءة. وقد تم اختطافه في نفس اليوم من داخل السجن المركزي بالقنيطرة وتعرض لعملية اختفاء قسري، وشوهد أثناء مدة اختفائه في إحدى المعتقلات السرية بتمارة حيث قضى حوالي سنة، ثم بمعتقل سري بتاكونيت حيث مكث حوالي السنتين ثم نقل إلى معتقل أكدز مع مجموعة من المعتقلين، حيث توفي. وقد قدم ابنه عبد الرحيم وزان شهادته في جلسة الاستماع العمومية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب خلال الفترة ما بين 1956 و1999 التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة يوم السبت 29 يناير 2005 بمدينة فجيج وهي الجلسة الثالثة من نوعها بعد جلستي مدينة الرباط.