سلم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تقرير الخبرة الجينية الخاصة بالمرحوم بلقاسم وزان، أحد ضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لأفراد من عائلته بحضور محامي العائلة ووفد من الفاعلين الحقوقيين، وهو التقرير الذي أثبت أن الرفاة الذي عثر عليه قرب معتقل أكدز السابق يعود بالفعل لبلقاسم وزان نظرا لتطابق حمضه النووي مع أفراد عائلته. وتأتي هذه الخطوة حسب بلاغ للمجلس توصل "جديد بريس" بنسخة منه في إطار استكمال المجلس الوطني لحقوق الإنسان متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، لاسيما في شقها المتعلق بكشف الحقيقة، حيث أفضت التحريات التي قامت بها هيئة الإنصاف والمصالحة إلى العثور على قبر مفترض لبلقاسم وزان موجود بمقبرة مجاورة لمعتقل أكدز السابق. وقد قامت لجنة المتابعة، التي تم إحداثها عقب انتهاء ولاية الهيئة وتقديمها لتقريرها الختامي، باستخراج الرفاة وإحالة عينات منه على خبرة معهد مختص في التحاليل الجينية يوجد مقره بمدينة نانت الفرنسية (Institut Génétique Nantes Atlantique) والذي أكد مطابقة المكونات الجنينية للرفاة لتلك الخاصة بأفراد عائلته. وتم تسليم التقرير بحضور إبني المرحوم عبد الكريم وعمر وزان وحامي العائلة، النقيب عبد الرحمن بنعمر، وممثلين عن العصبة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتنسيقية عائلات مجهولي المصير ضحايا الاختفاء القسري بالمغرب. واعتقل قيد حياته "بلقاسم"، المزداد سنة 1924 بفكيك، يوم 17 أبريل 1973 وهو يزاول عمله على مقربة من الحدود الجزائرية المغربية المحاذية لمدينة فجيج. ونقل إلى مركز الاحتجاز السري الكائن بمطار أنفا والمعروف بالكوربيس ثم إلى مركز الاحتجاز السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء وذلك إلى حدود يونيو 73 حيث أودع بالسجن المركزي بالقنيطرة. وبتاريخ 30 غشت 1973 أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة بالقنيطرة في حقه حكما بالبراءة. وقد تم اختطافه في نفس اليوم من داخل السجن المركزي بالقنيطرة وتعرض لعملية اختفاء قسري. وشوهد أثناء مدة اختفائه في إحدى المعتقلات السرية بتمارة حيث قضى حوالي سنة، ثم بمعتقل سري بتاكونيت حيث مكث حوالي السنتين ثم نقل إلى معتقل أكدز مع مجموعة من المعتقلين، حيث توفي.