مشاركة 500 مسرحي وتقديم 71 عرضا وتكريم 22 فنانا مسرحيا مغربيا، وطاقم تنظيمي من 150 إطارا وقف وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، كثيرا عند القيمة الإبداعية والفكرية التي تكتسيها الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي الذي ستحتضنه بلادنا خلال الفترة الممتدة من عاشر إلى سادس عشر يناير الجاري، بتنظيم من الهيئة العربية للمسرح بشراكة مع وزراة الثقافة المغربية، وتتجلى هذه القيمة في عدة مستويات: العروض المسرحية المتبارية على جائزة الدورة، وتلك التي ستقام بالموازاة معها في مختلف مدن المغرب، وكذا المؤتمر الفكري، والندوات التطبيقية النقدية والورشات التكوينية ومعرض الكتاب وحفلات التكريم وإنجاز منشورات حول جوانب المسرح المتعددة وكتب حول تجارب مبدعين مغاربة وغير ذلك من الأنشطة.. وأضاف الصبيحي في الندوة الصحفية التي أقيمت مساء أول أمس بالرباط، أن المغرب بمختلف ربوعه سيعيش على إيقاع المسرح ودقات الخشبة وأداء الممثلين وتفاعل النقاد، في مناخ يسوده الإخاء والتسامح والانفتاح على تجارب العالم. واستحضر الصبيحي كذلك الدور الذي يلعبه المسرح داخل المجتمع، مما حتم تكثيف الجهود للنهوض بأب الفنون، عبر الدعم المادي وتطوير آليات إنتاجه وترويجه وإقامة البنيات التحتية والتظاهرات من قبيل المهرجان الوطني للمسرح الذي يقام كل سنة بمكناس والمهرجان الدولي لمسرح الطفل الذي تحتضنه مدينة تازة. وعبر عن استعداد الوزارة الدائم للتعاون مع الهيئة العربية للمسرح لأجل تحقيق آمال وتطلعات المسرحيين العرب ومنهم المغاربة. وأوضح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبد الله، من جهته في هذه الندوة الصحفية أن الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي تعد فاصلة في مسيرة دوراته السابقة، لعدة اعتبارات، منها أنه سيشمل مختلف مدن المغرب ولن يكون منحصرا في العاصمة، بالإضافة إلى الكم الكبير من المسرحيين المشاركين الذي يناهز 500 وهو رقم غير مسبوق، والعدد الهائل من العروض المسرحية المغربية والعربية الذي يوازي 71 عرضا، وتكريم 22 فنانا مسرحيا مغربيا، والمؤتمر الفكري الذي سينشطه 44 قامة مسرحية مغربية وعربية ودولية من ألمانيا وفرنسا وكندا والسويد وبريطانيا، والذي سيتناول مواضيع هامة من قبيل مائوية المسرح المغربي، وتناسج ثقافات الفرجة، والبيانات المسرحية المغربية والمستقبل، والمسرح وتفاعل الفرجات، والتوثيق للمسرح العربي، والمسرحيون العرب في المهجر. وأشار إسماعيل عبد الله إلى أن الهيئة العربية للمسرح وضعت تخطيطا استراتيجيا لإنقاذ المسرح العربي، ستعرضه على مؤتمر وزراء الثقافة العرب القادم، وهذه الاستراتيجية هي عبارة عن مشاريع مدروسة من شأنها أن تحقق نقلات إيجابية في المسرح العربي، حيث تنص على إحياء المسرح المدرسي، باعتباره عنصرا أساسيا لتخريج الطاقات الإبداعية وتنمية الذائقة المسرحية، بالإضافة إلى إنشاء محترف تكويني دائم في المسرح، وتأسيس مركز توثيق ذاكرة المسرح العربي. وتمت خلال هذه الندوة، التي أدار أطوارها المنسق العام للدورة ومستشار وزير الثقافة حسن النفالي، مناقشة العديد من النقط المرتبطة بالمهرجان، وبهذا الصدد أوضح وزير الثقافة الأمين الصبيحي أن تنوع الإبداع وتعدده تم أخذه بعين الاعتبار في تأطير فقرات المهرجان، ذلك أن كل الألوان والتوجهات موجودة، فبلدنا هو بلد التعدد والتنوع وأن هذا الأمر أصبح لا بديل عنه. وحول وضعية الفضاءات المسرحية، أكد الصبيحي أن المغرب في العقد الأخير بذل مجهودا لتوسيع شبكة المسارح، حيث هناك حاليا ما يناهز 122 قاعة مسرحية في عدة مدن مغربية، مذكرا بأنه لا يكفي إحداث مسارح دون التوفر على أطر مهنية لتدبيرها، وأعطى كمثال على ذلك مسرح محمد الخامس الذي يرجع الفضل في نجاحه وانتظام برمجته اليومية إلى كونه يوظف سبعين إطارا، وفي هذا الإطار أشار الصبيحي إلى أن الوزارة تسعى إلى خلق شراكات ثقافية مع قطاعات أخرى للعمل معا لتدبير أفضل للفضاءات المسرحية على الصعيد الجهوي، بالإضافة إلى الاشتغال مع الجماعات المحلية وتعاضد الإمكانيات لتوفير وسائل ضرورية لتدبير المسارح. وعبر الصبيحي عن تفاؤله بخصوص مستقبل المسرح المغربي، إيمانا منه بأن إشكالية المسرح لا تكمن في الإنتاج والإبداع بل تتمثل في آليات ترويج المنتوج المسرحي، وفي هذا الإطار أوضح أن مقاربة وزارة الثقافة مبنية على توطين الفرق في القاعات المسرحية، داعيا إلى ضرورة الابتكار والبحث عن إمكانيات أخرى عبر الصناعات الثقافية، وأعلن الوزير في هذا الصدد عن قرب إحداث شركة وطنية لدعم المقاولات الفنية ولتنمية آليات احترافية لترويج وتسويق المنتوج الثقافي ومنه العرض المسرحي، ولإنجاح هذه التجربة، يقول الوزير، يتعين العمل بتضافر جهود كل الأطراف المرتبطة بهذا المجال، من أجل مأسسة المهن الثقافية والفنية وكذا هيكلة وتأهيل الفرق والمقاولات المسرحية. في ختام هذه الندوة قدم المنسق العام للمهرجان حسن النفالي تفاصيل فعاليات الدورة من عروض مسرحية وندوات فكرية وورشات تقنية وموائد مستديرة ومؤتمرات صحفية ومعرض للكتاب، والفضاءات التي ستحتضنها بمدينة الرباط... كما أشار النفالي أن الطاقم الساهر على كل العمليات التنظيمية يتشكل من 150 إطارا من وزارة الثقافة، المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، المسرح الوطني محمد الخامس وعدد من الوجوه المسرحية المتمرسة على تنظيم وتدبير المهرجانات..