تمر سنوات الزواج العام تلو الآخر ليخفت معها الشغف والحب بين الزوجين شيئا فشيئا حتى يختفي تماما ويحل محله الملل ثم النفور، وهو الأمر الذي لا يجب حدوثه أبدا، لذلك قبل الوصول لمرحلة النفور يجب على الزوجين المبادرة بالبحث عن حلول للقضاء على هذا الملل الزوجي وتجديد الحب والشغف بينهما مرة أخرى. لذا على الزوجين البحث عن التجديد فهو العامل الأهم للابتعاد عن الملل والروتين، ومن الممكن أن يتمثل التجديد في شراء أثاث جديد للمنزل، أو تجديد بعض الديكورات أو ألوان الحوائط. ومن الممكن التفكير في السفر لعدة أيام كل فترة فكل هذا من شأنه إشعارهما بالراحة والمتعة. ويجب إضفاء لمسة من الرومانسية على الحياة الزوجية وعلى العلاقة الحميمة، فمهما طالت سنوات الزواج يظل الزوج والزوجة في بحث دائم عن الحب والرومانسية، لذلك لا يعيب إذا أظهر كل طرف لشريكه بعض الحب والحركات الرومانسية. كما أن ممارسة بعض الأنشطة الجديدة من شأنها الخروج بالحياة الزوجية من دائرة الخطر إلى بر الأمان، ومن الممكن أن يبحث كل طرف عن نشاط محبب يشترك فيه مع الآخر، حيث سيزيد ذلك من فرص الحديث والتقارب وخلق روح جديدة بينهما، فعلى سبيل المثال إذا كانت الزوجة تحب القراءة فعلى الزوج أن يشترك معها في هذه الهواية حتى وإن أهداها أحد الكتب في حالة عدم اهتمامه بالكتب. ويستحسن البحث دوما عن إرضاء الطرف الآخر، فإذا بحث كل شريك عن الطرق والأشياء التي ترضي وتسعد شريكه فسوف ينجحان بالفعل في الابتعاد عن الملل، وإذا شعر كل طرف في العلاقة باهتمام شريكه فسيظل الحب موجودا. الملل الجنسي في الحياة الزوجية يعتبر الملل الجنسي في الحياة الزوجية ظاهرة مألوفة ومعروفة منذ القدم . وقد ابتكرت الشعوب والمجتمعات وسائل عديدة لتحسين المتعة الجنسية بما يتناسب مع أحوالها الخاصة وبما يضمن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها .ومن المعروف أن هناك أساليب يمكن أن يكون لها مفعول إيجابي في كثير من الحالات، مثل تجديد الثياب والعطور والأجواء والوضعيات. ويمكن أن ينشأ الملل الجنسي عن تغيرات في الجسم وعن أمراض جسمية متنوعة بعضها عارض ومؤقت وبعضها مزمن. وتلعب الأساليب الصحية والتجميلية بمختلف أشكالها ووسائلها مثل الحمية والرياضة واستعمال العلاجات الدوائية والجراحية دورا مفيدا في عدد من الحالات. ومن الناحية النفسية لا بد من التأكيد على أن الملل الجنسي يعكس في كثير من أسبابه عوامل نفسية داخلية، حيث تؤدي مشاعر الإحباط المتكررة والانزعاج والتوتر والمخاوف والقلق إلى تكوين ردود مزاجية وسلوكية سلبية تتسم بالشكوى والملل وعدم الرضا عن الطرف الآخر، واضطراب الوظيفة الجنسية نفسها بمظاهرها الجسمية والفيزيولوجية مثل عدم الرغبة الجنسية أو ضعفها إضافة إلى صعوبات الانتصاب والإثارة الجنسية مما يمكن أن يعكس اضطرابا في العلاقة الزوجية الإنسانية، واضطرابا في التفاهم والحوار وحل المشكلات الحياتية اليومية . وتعكس هذه الحقيقة ضرورة النظر إلى ما خلف الأعراض والشكاوى، أي إلى العلاقة نفسها بين الرجل والمرأة وصعوباتها ومشكلاتها. وبالتالي توجيه النظر نحو حلها وتعديلها أو السير في الطريق الصحيح المؤدي لتخفيف الصراع والتوتر وتعديل أساليب التفاهم وتحقيق الذات الإيجابي ضمن العلاقة الزوجية. ويمكن للحوار والتعبير عن الانفعالات وعن الغضب والإحباط أن يلعب دوراً إيجابياً في التنفيس عن المشاعر السلبية المتراكمة ومن ثم تعديلها. ومن الناحية العملية يمكن أن يهرب بعض الأزواج تخفيفاً عن الملل الزوجي ( أو المشكلات الزوجية والجنسية) إلى أساليب شاذة متعددة كالإدمانات المتنوعة أو إقامة العلاقات الخاطئة أو الاهتمام بالعمل بشكل مبالغ فيه. وبعضهم يبحث عن زوجة ثانية أو أكثر. وبعضهم يصبر ويتحمل أوضاعه. وأما الزوجات فبعضهن يصبرن ويدارين الأمور وبعضهن يلجأن إلى التعويض عن الإحباطات والمشاعر السلبية بشراء الأشياء والحاجيات أو بالاهتمام بالأطفال أو العمل أو الانحراف بمختلف أشكاله ودرجاته. لكن لا بد من التأكيد على وجود مخارج إيجابية للرجل والمرأة. وأولها تعديل المشكلات والسير في طريق اغتناء العلاقة وغناها من النواحي الروحية والعاطفية والجسمية. وقد يصعب ذلك أو يتعثر ولابد من المحاولة مراراً، وعندما تستحيل الحياة المشتركة وتتفاقم المشكلات لا بد من البحث عن الحلول الأقل ضررا بما يتناسب مع الظروف الخاصة لكل أسرة . لكن الأكيد أن الزوج والزوجة يمكن أن يعيشا حياة طويلة مديدة وطبيعية من الناحية الجنسية يشتهي أحدهما الآخر. والاشتهاء الجنسي بالمعنى العضوي الكيميائي تحكمه أمور متنوعة ويلعب الخيال الشخصي دورا في ذلك، ويختلف الأفراد في تكوينهم وحساسيتهم وردود أفعالهم الجسمية وفي مخيلتهم أيضا، وتنمية الخيال وتنويعه وما يصاحب ذلك من أحاسيس يمكن أن يكون مفيدا وإيجابيا مادام ضمن الحدود الطبيعية بعيدا عن السلوك الجنسي المضطرب أو الشاذ. بل إن الحياة الجنسية يمكن أن تتجدد وتزدهر ولا بأس بفترات من الملل المؤقت والعابر، وعندما يطول لا بد من بحث المشكلة فيما خلفها ومحاولة خلها بشكل مشترك بين الزوجين.