صدرت عن دار النشر "توبقال" بالدار البيضاء ثلاثة كتب جديدة تتزامن مع الذكرى الثلاثين لإنشاء المؤسسة. وتتنوع الكتب التي أصدرتها "توبقال" بين ديوان جديد للشاعر محمد بنيس بعنوان "هذا الأزرق" و كتاب حواري لعبد الفتاح كيليطو بعنوان "مسار" فضلا عن الجزء الأول من أعمال الفيلسوف عبد السلام بنعبد العالي بعنوان "شذرات فلسفية". ويضع ديوان "هذا الأزرق" (296 صفحة) لبنة جديدة في المشروع الشعري لمحمد بنيس. وتتوزع قصائد الديوان الذي تزين غلافه لوحة للفنان المهدي قطبي، عبر عدة عناوين فرعية "نحو الأزرق"، "مجالس في الجنة"، "تنويعات على الأزرق"، "من جهة المتوسط"، "قبل الأيام وبعدها"، "لطخة المجهول"، "دعوة الميناء"، "طرف آخر من الأزرق"، "مسرح الأزرق"، "غبطة متصلة"، "فخاريات"، "داخل الخارج"، "هوامش القديس أوغسطين"، "الميلاد الثاني" ثم "حفل". وتتنوع عوالم الديوان الجديد بين تأملات وجودية وتوليدات من الذاكرة واستنطاق لتجليات الأمكنة. ومن جهة أخرى، يجمع كتاب "مسار" بين دفتيه مجموعة من الحوارات التي أجراها مع الكاتب عبد الفتاح كيليطو صحافيون وكتاب مغاربة وأجانب حول القضايا الأدبية التي ينشغل بها صاحب "حصان نيتشه" و "أبدا لن تتكلم لغتي". وكتب كيليطو تقديما لهذا الكتاب "لربما ينبغي للكاتب أن يتجنب الحوارات، أن يكتفي بكتبه ويدع قارئه يتدبر فيه أمره. وإن كان ولا بد، فليكن حوارا واحدا، وإلا سيتعرض حتما لإعادة أقواله، ربما لأن الأسئلة ذاتها تنحو أحيانا المنحى نفسه. والنتيجة، فيما يخصني، تكرار ممل شائن، تناقضات، ركاكة، تفاهات. مازاد من قلقي أنني تبينت أنني سجين دائرة ضيقة من المواضيع والقضايا لا أبارحها ولا أمل لي في تخطيها". أما الجزء الأول من "شذرات فلسفية" للباحث عبد السلام بنعبد العالي، فيضم مجموعة المقالات التي نشرها في عدد من الصحف والمجلات المغربية والعربية، على مدى عشر سنوات. واقترح الكاتب في تصنيفه لهذه المقالات عناوين كبرى جامعة: "ثقافة الأذن وثقافة العين" (1994)، "بين-بين (1996)، "ميثولوجيا الواقع" (1999)، "العقلانية الساخرة" (2004). وكتب بنعبد العالي في تقديمه لهذه المجموعة "لعل أحسن تقديم لهذه الأعمال هو أن أحاول تبرير تلك الممارسة الوقحة بعض الشيء، التي دأبت عليها منذ أزيد من عقدين، والتي تتمثل في نوع من الابتعاد عن الكتابة الفلسفية الرصينة، والميل إلى تجميع ومضات فكرية لا تخضع لقواعد لعبة التأليف المعهودة، وخصوصا الفلسفي منها، بل إنها تتخذ وسائل نشر ما كانت الفلسفة لترضى بها حتى وقت غير بعيد".