قرار جاء متأخرا وأثار الكثير من الجدل تسبب قرار السلطات المغربية المتأخر بمنع عرض فيلم "الخروج.. آلهة وملوك" في إرباك دور السينما سواء التي قامت بعرضه، أو التي كانت تستعد لذلك، قبل أن تتوصل بطلب سحب رسمي من طرف المركز السينمائي. وقد أعلن صارم الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي المغربي، أن منع فيلم Exodus "الخروج: آلهة وملوك"، جرى بحسب القوانين المغربية، مضيفا أن القرار هدفه تجنب المشاكل. وقال إن "تحفظات ممثل وزارة الإعلام على مشهد يجسد الذات الإلهية كانت وراء قرار منع توزيع الشريط في القاعات السينمائية المغربية، وجاء ذلك بعد اجتماعين اثنين للجنة الرقابة، كما تم إبلاغ موزع الفيلم بالقرار. وصدر القرار بعد مشاهدتين للفيلم من جانب "لجنة التأشير علي الأفلام"، التي تتكون من ممثلين عن وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والمركز السينمائي، ومالكي القاعات والموزعين. ولم يتأخر رد المكتب التنفيذي للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام، الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه، والذي استنكر قرار المنع باعتباره يشكل سابقة خطيرة على مستقبل الصناعة السينمائية في المغرب. وأضاف البلاغ أن منع إبداع فني بسبب اعتقادات دينية هو عمل مثير للسخرية و لا معنى له وغير عقلاني وغير ديمقراطي بالمرة، والذي لا يمكن أن يكون له إلا تأثير معاكس للمقصود منه وربما أدى إلى تفاقم الانقسامات والتوترات الواسعة الانتشار بين مختلف الديانات والتيارات الدينية. و مثل هذا العمل لا يمكنه بأي شكل أن يثني الناس على مشاهدة الفيلم بكل الوسائل التكنولوجية المتاحة اليوم. معتبرا أن هذه الممارسة ضارة بتطور صناعة السينما الوطنية. لقد صور ريدلي سكوت معظم أفلامه الأخيرة في المغرب، و هي كلها من الانتاجات الكبرى ذات الميزانيات الكبيرة. و كل الميزانيات المستثمرة في المغرب قد حركت العديد من القطاعات الاقتصادية ووفرت العمل لكثير من الناس: استوديوهات السينما والفنادق والمطاعم والنقل والتقنيين و الممثلين... ومن الواضح أن مثل هذا القرار قد يعيق الاستثمار السينمائي في بلادنا، ويحول الإنتاجات الأجنبية إلى وجهات أخرى مما سيمثل ضرراً كبيراً على السينما في بلدنا. مؤكدا أن هذا القرار يضر بصورة بلادنا ويقوِّضُ انفتاحه الديمقراطي، وحرية التعبير والتسامح المشهود بهم و الذين يميزونه عن مجموع العالم العربي والإسلامي والبلدان النامية بشكل عام. في الواقع إن الانفتاح الديمقراطي وحرية التعبير، اللذان يدافع عنهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، هما اللذين ساهما بشكل كبير في حماية هذه البلاد من المحن التي تواجهها اليوم العديد من الدول العربية والإسلامية. ويضيف البلاغ أن الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم هو اختيار شخصي، ومنع شخص من التصرف بحرية في هذا الخيار هو انتهاك للحرية الفردية التي يكفلها دستور المغرب. وختم المكتب التنفيذي للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام، بلاغه بمطالبة السلطات المختصة تجنب مثل هذه القرارات التي تضر بمصداقية المغرب المتسامح المشجع لصناعة سينمائية في تطور مستمر. وعبر عدد من المتنذرين المغاربة، عن رفضهم لقرار منع الفيلم، الذي وصوفوه ب "المتجاوز" خاصة وأن "محلات قرصنة الأفلام" ستوفر نسخا ثمنها خمسة دراهم، في القريب، ما "سيمكن جميع المغاربة من مشاهدة الفيلم". ويتربع فيلم "الخروج: آلهة وملوك" على قائمة شبّاك التذاكر الأمريكي، وهو من بطولة كريستيان بيل، الذي جسّد دور النبي موسى عليه السلام، ويروي الفيلم الذي اعتمد كاتبه على التوراة، قصّة خروج النبي موسى من مصر.