اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول أمس الخميس قرارا بأغلبية ساحقة يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وذلك قبيل تصويت مرتقب في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار فلسطيني عربي يضع حدا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967. وقد صوتت لصالح القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية 180 دولة من مجموع 193 دولة عضوا بالجمعية العامة، مقابل اعتراض سبع دول هي إسرائيل والولاياتالمتحدة وكندا وجزر مارشال وبالاو ومايكرونزيا وناورو، وامتنعت أربع دول عن التصويت هي الكاميرون وتونغا وباراغواي وجنوب السودان. ويؤكد القرار "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك أن تكون له دولته المستقلة، فلسطين". ويدعو "جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأممالمتحدة لمواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته على نيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت". ومع أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، رأى ممثل دولة فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة رياض منصور أن التصويت الساحق على مشروع القرار في الجمعية العامة "يعكس حجم التأييد الدولي المتزايد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونضاله ضد القوة القائمة بالاحتلال". وقال منصور إن "حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يمثل المسألة الرئيسية في كفاح الفلسطينيين ضد القوة القائمة بالاحتلال". وكان الأردن تقدم نيابة عن المجموعة العربية مساء أمس الأربعاء إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، وفق سقف زمني لا يتجاوز نهاية العام 2017. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال إن المداولات ستستمر في أروقة الأممالمتحدة لحشد التأييد لمشروع قرار إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية الذي قدمته المجموعة العربية لمجلس الأمن الدولي. وأضاف عباس -في اجتماعه بقيادات السلطة الفلسطينية في رام الله اليوم- أن مشروع القرار تضمن مجموعة من البنود تؤكد على حل الدولتين على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، وعلى أن تكون القدس عاصمة لدولتين، إضافة إلى وضع حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين على أساس المبادرة العربية ووقف تام للأنشطة الاستيطانية. من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي الخميس إن الولاياتالمتحدة لن تؤيد مشروع قرار فلسطيني جديد في مجلس الأمن، وقالت للصحفيين "ليس شيئا سندعمه". وفي وقت سابق وصف وزير الخارجية الإسرائيلي مشروع القرار الذي يدعو إلى التوصل لاتفاق سلام خلال عام وينهي احتلال الأراضي الفلسطينية بحلول العام 2017 بأنه "خدعة". من جهته طالب وزير شؤون المخابرات الإسرائيلية يوفال شتانيتس بفرض عقوبات على السلطة الفسطينية لتقديمها المشروع لمجلس الأمن الدولي. وقال إن تقديم القيادة الفلسطينية مشروع قرار لإنهاء الاحتلال بمثابة إعلان حرب، وطالب بوقف تحويل عائدات الضرائب للسلطة، وتشديد الإجراءات ضدها. وكانت المجموعة العربية في الأممالمتحدة قدمت مساء أول أمس الخميس مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يضع جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وكشف المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور عن إدخال تعديلات على مشروع القرار، ليصبح أكثر تلاؤما مع مقترحات فرنسية. واعتبر منصور أن الغرض من تقديم المشروع هو أن يتم إطلاع أعضاء مجلس الأمن على مجريات المفاوضات والتعرف إلى حقوق الشعب الفلسطيني حتى يكونوا شهودا على ذلك.