واصلت الجمعية العامة للدول الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، اجتماعاتها، في مقر الأممالمتحدة بنيويورك. وتطرق المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة السفير رياض منصور، الذي ترأس وفد فلسطين في الاجتماع، إلى أهمية الدعوة التي وجهت لفلسطين لحضور هذا الاجتماع كدولة مراقبة لأول مرة، معربا عن شكره للمجتمعين باسم شعبنا وقيادته، مؤكدا أنها لحظة خاصة جدا بالنسبة للفلسطينيين. وشدد على وجود إجماع من قبل شعبنا ومؤسساته السياسية وقيادته للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، وتوقيت هذا الانضمام سيكون بيد القيادة الفلسطينية كما سبق وأن أعلن الرئيس محمود عباس. وأشار إلى أن محكمة الجنائية الدولية هي المكان الذي سيلجأ إليه الفلسطينيون، واثقين أنهم سيجدون فيه ملاذا للعدالة المفقودة وفيها سيتم محاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على جرائمها التي اقترفتها بحقهم في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وتساءل «إذا كانت الجرائم ترتكب بحق شعبنا أليست المحكمة الجنائية الدولية هي العنوان الصحيح للذهاب إليها، مذكرا الحضور بأنه أكثر من 500 طفل استشهد، وجرح أكثر من 3000 خلال خمسين يوما هي عمر الحرب الهمجية الإسرائيلية على الجزء الجنوبي المحتل من أرض دولة فلسطين، قطاع غزة، عائلات بأكملها اجتثت تماما ولم يعد لها وجود في هذه الحياة، أليس من الضروري أن يتم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم». وأوضح أن نظام روما يؤكد أن نقل القوة المحتلة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لجزء من سكانها إلى الأراضي المحتلة هو جريمة حرب، وهذا يعني أن نقل إسرائيل لآلاف المستوطنين للعيش في الأراضي المحتلة هو جريمة حرب، الأمر الذي يتطلب منا الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية لوقف استمرار جريمة الحرب هذه، ومعاقبة مرتكبيها. وقال منصور إن الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية هي وسيلتنا السلمية والقانونية للبحث عن العدالة وإنفاذ القانون الدولي، وعلى الذين يرتكبون جرائم بحق شعبنا، وكذلك الذين يعتبرون أن دخولنا للمحكمة الجنائية الدولية هو خط أحمر يجب علينا ألا نتخطاه، فإنما عليهم أن ينصتوا بإمعان للأصوات العديدة التي تدعمنا في هذه القاعة، وأن يتذكروا ويضعوا نصب أعينهم الأفكار النبيلة التي تقوم عليها المحكمة. ولفت إلى أن فلسطين انضمت خلال هذه السنة لسبع معاهدات أساسية في حقوق الإنسان، إضافة لانضمامها إلى اتفاقيات جنيف الأربع واتفاقية لاهاي، وعبر الحضور عن دعمهم لدولة فلسطين من خلال التصفيق الحاد والطويل في نهاية الكلمة. وفى سياق متصل كشف المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأممالمتحدة رياض منصور لصحيفة «النهار» أن «المجموعة العربية باشرت إدخال تعديلات على مشروع قرار في مجلس الأمن، يتوقع أن يوزع غدا، للاعتراف بدولة فلسطين على حدود ما قبل حرب حزيران 1967، وإنهاء الاحتلال في إطار زمني مركب، بما يستجيب للاقتراحات الفرنسية والأوروبية»، مرحبا ب»إجراء مفاوضات إضافية مع الأميركيين إذا رغبوا في الانخراط في هذه العملية». ورأى أن الأميركيين «يواجهون خيارين، الأول أن يفاوضوا على نص موجود على الطاولة، والثاني أن يصيغوا نصاً خاصاً بهم»، مؤكدا أن «السلطة الفلسطينية أمنت الأصوات الضرورية لإصدار القرار في مجلس الأمن في حال امتناع الولاياتالمتحدة عن استخدام حق النقض، «الفيتو»، خلافاً لما كان الوضع خلال الأشهر الأخيرة». ونعى منصور المفاوضات الثنائية المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لأن «الإسرائيليين لا يفاوضون بحسن نية وبهدف التوصل إلى حل»، كما نعى الرباعية الدولية التي لم يؤد عملها إلى أي نتيجة. واعتبر أن «عملية التصويت على مشروع القرار قد تحصل قبل عيد الميلاد»، محذرا من أنه «إذا أخفقنا، سيكون هناك تصعيد خطير لمواجهة دينية على القدس، ليس بسببنا بل بسبب المتطرفين على الجانب الإسرائيلي الذين يحاولون الفوز بالانتخابات في إسرائيل تحت هذا الشعار».