أدانت فرنسا الهجوم الانتحاري على مسرح مكتظ بالحضور في المعهد الثقافي الفرنسي في العاصمة الأفغانية كابل، أول أمس الخميس، وأدى إلى مقتل عدة أشخاص بينهم ألماني وإصابة آخرين بجروح، ويأتي الهجوم بعد مقتل ستة جنود أفغان في تفجير بكابل. ودان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم معتبرا إياه "عملا بغيضا ضد الثقافة والإبداع"، كما أكد وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان إدانته القوية "لهذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة عدة أشخاص وأصاب كثيرين"، مؤكدا أن قتلى الهجوم ليس بينهم مواطنون فرنسيون. وقال فابيوس إنه تم تشكيل خلية أزمة في كابل وفرنسا للتحقيق في هذا الهجوم، ودعا إلى ملاحقة مرتكبي هذا "العمل الهمجي" ومحاكمتهم، وأكد القائم بأعمال وزير الداخلية الألماني لرويترز أن مواطنا ألمانيا قتل في الهجوم. وكان انتحاري قد فجر نفسه عصر أول أمس الخميس وسط حشد يشاهد عرضا مسرحيا في المركز الثقافي الفرنسي الواقع في باحة مدرسة الاستقلال، إحدى أشهر المؤسسات التعليمية في البلاد. وتحدث وزير الداخلية الأفغاني بالوكالة محمد أيوب سالنجي، في وقت سابق، عن سقوط قتيل واحد و15 جريحا في هذا الهجوم الذي نفذه انتحاري يبلغ من العمر نحو 17 عاما، بحسب قوله، من دون تحديد إن كان الضحايا من الأفغان أو الأجانب. ويقع المركز الثقافي الفرنسي في وسط كابل قريبا من القصر الرئاسي، وأقيم العرض في المجمع الذي يشمل مدرسة "استقلال" الثانوية الفرنسية الأفغانية التي تمولها فرنسا، ومن أشهر طلبتها القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود. وأعادت فرنسا تأهيل المدرسة والمركز الثقافي الذي افتتح عام 1970 ثم أغلق بين 1983 و2002 بسبب الحروب المتتالية في البلاد، قبل أن يعيد فتح أبوابه في 2003 بعد سقوط طالبان ثم يكتسي حلة جديدة في شتنبر 2010. ويأتي الهجوم على المدرسة الفرنسية والمركز الثقافي بعد مقتل ستة جنود أفغان على الأقل وإصابة 15 آخرين بجروح، في تفجير تبنته حركة طالبان استهدف حافلة للجيش لدى مرورها في حي تاراخيل بالضواحي الشرقية للعاصمة كابل، بحسب الشرطة الأفغانية. ونفذ الهجومان قبل نحو أسبوعين من نهاية المهمة القتالية لقوة حلف الأطلسي "ناتو" في أفغانستان، وخلال الأسابيع الأخيرة، تكثفت الهجمات الدامية في أنحاء أفغانستان وخصوصا في كابل ضد الأجانب.