المغرب على رأس الوجهات التي تستقطب الفرنسيين المتقاعدين يختار أزيد من 16 في المائة، من أصل حوالي 40 ألف، من الفرنسيين المتقدمين في السن والمتقاعدين الذين أنهوا خدمتهم، الاستقرار بالمغرب. ويشكل المغرب الوجهة المفضلة لهذه الفئة العمرية من الفرنسيين، حيث يفضل آلاف من الفرنسيين الاستقرار فيه بعد نهاية الخدمة، حسب أحدث استطلاع للرأي أجرته إحدى الوكالات الفرنسية المتخصصة، نشر الإثنين الماضي. وتشير الدراسة إلى أن حوالي 40 ألف فرنسي تتراوح أعمارهم ما بين 50 و60 سنة يغادرون التراب الفرنسي إلى الخارج بحثا عن الاستقرار في بلدان تعرف انخفاضا في مستوى العيش، وتوفر لهم سبل الراحة وتعيد لهم بسمة الحياة. وكشفت الدراسة، التي أنجزها معهد «إبسوس» المتخصص في استطلاعات الرأي، أن حوالي 16 في المائة من الفرنسيين المحالين على التقاعد يفضلون الاستقرار في المغرب، وأن أسباب اختيار المتقاعدين الفرنسيين الاستقرار في المغرب تتحكم فيها إما الظروف الاقتصادية والمالية، أو الضريبية، أو حتى الاختيارات الشخصية. وأشارت الدراسة إلى أن العديد من الفرنسيين المتقاعدين يختارون المغرب كوجهة مفضلة للاستقرار لمواجهة انعكاسات انخفاض القدرة الشرائية التي يعانون منها ببلدهم. غير أن 40 في المائة من هؤلاء المتقاعدين تغريهم أكثر الإمكانيات المتاحة بالمغرب لقضاء بقية سنوات عمرهم بها، والاستمتاع أكثر بشمسه ومناظره الطبيعية ومؤهلاته السياحية الخلابة. ويتقدم المغرب كأفضل وجهة لاستقرار شيوخ وعجزة فرنسا على الكثير من الدول الأخرى ذات المؤهلات السياحية، على منافسيه في هذا المجال تونس والسنغال، اللذين يحتلان على التوالي المرتبتين الثانية والثالثة. ويفسر أصحاب هذه الدراسة أسباب اختيار المتقاعدين الفرنسيين هذه البلدان الثلاثة على رأس قائمة المناطق المحببة إليهم للاستقرار بها، بحرصهم على الحفاظ على نوع من القرب الجغرافي والوجداني مع بلدهم الأصلي، خصوصا أن هذه البلدان تعرف تداولا كبيرا للغة الفرنسية، لغتهم الأم. وأوردت صحيفة «فرانس سوار» أن إحدى الإقامات السكنية بالقرب من مدينة أكادير ستفتح أبوابها السنة المقبلة موجهة للمتقاعدين بالأساس. ورغم اختيارهم الاستقرار خارج التراب الفرنسي، لأسباب ذاتية أوموضوعية، فإن الفرنسيين المتقاعدين غالبا ما يحافظون على روابطهم مع وطنهم الأصلي. ويشكل الارتباط العائلي أيضا أحد العوائق التي تمنعهم من الاستقرار نهائيا خارج البلاد. وتشير الدراسة إلى أن أغلب المتقاعدين يختارون الاستقرار المؤقت خارج فرنسا، حفاظا على الروابط الأسرية والعائلية، وعلاقاتهم الاجتماعية. ويفضلون قضاء بضعة أشهر في الخارج، خصوصا في فصل الشتاء، ويعودون لصلة أرحامهم وزيارة ذويهم في الربيع أو في الصيف.