الثمانينات ومطلع الألفية الثالثة شهدت أزهى فترة أم الألعاب المغربية انطلقت أمس الأحد الدورة ال 19 لبطولة إفريقيا للكبار لألعاب القوى بالملعب الكبير بمدينة مراكش، وسط مشاركة مغربية تضم 65 عداء وعداءة سيبحثون عن صعود منصة التتويج، وتكرار إنجاز عمره ثلاثة عقود. وتعاني أم الألعاب بالمغرب في الآونة الأخيرة من أزمة نتائج، فبعدما ظلت لعقود حاضرة في بطولات العالم سواء في الهواء الطلق أو داخل القاعة والدورات الأولمبية، باتت النتائج على المستوى القاري متواضعة في ظل الطفرة لكثير من بلدان القارة السمراء خاصة في سباقات المسافات. وبالعودة لكرونولوجيا مشاركات المغرب ببطولة إفريقيا، لم تكن الدورة الأولى بدكار السنغالية سنة 1979، موفقة واكتفى بالمركز الثامن بتحقيقه ست ميداليات (ذهبيتان وفضية و3 برونزيات)، لكنها ستتحسن بدورة القاهرة سنة 1982، بشكل صاروخي حيث حل المغرب رابعا ب 14 ميدالية (4 ذهبيات و4 فضيات و6 برونزيات). وبعدها بسنتين، وتحديدا بالرباط، سيبصم المغرب على أفضل مشاركة على الإطلاق في البطولة الإفريقية، عقب إنهائه المنافسات في المركز الثاني ب 18 ميدالية (7 ذهبيات و3 فضيات و8 برونزيات)، وبفارق ميدالية واحدة عن كينيا. وبالقاهرة مجددا سنة 1985، ستتراجع المشاركة المغربية إلى المرتبة الثالثة برصيد 13 ميدالية خلف نيجيرياوكينيا (5 ذهبيات وفضيتان و6 برونزيات)، وحافظ المغرب على هذا التموقع بالدورة الموالية بعنابة الجزائرية 1988، محققا 14 ميدالية (3 ذهبيات و4 فضيات و7 برونزيات). سنة 1989، سيوقع المغرب على واحدة من أسوإ مشاركاته بلاغوس النيجيرية، عندما تقهقر إلى الصف التاسع ب 3 ميدالية فقط (ذهبية وفضية وبرونزية)، إلا أنه عاد ليستعد المركز الثالث بالقاهرة عاما بعد ذلك، محرزا 13 ميدالية (6 ذهبيات و5 فضيات وبرونزيتان). ومرة أخرى، ستطأطئ ألعاب القوى المغربية رأسها، بعدما تراجعت بدورة 1992 بجزر الموريس إلى الصف السابع ب 7 ميداليات (ذهبية و3 فضيات و3 برونزيات)، لتخرج صفر اليدين من بطولتي متتاليتين، الأولى سنة 1993 بديربان الجنوب إفريقية، والثانية 1996 بياوندي الكاميرونية. وسيعود المغرب لاعتلاء منصات بدكار السنغالية سنة 1998، لكنه لم يحقق سوى المركز السادس ب 7 ميداليات (ذهبيتان و3 فضيات وبرونزيتان)، ثم ارتقى ثلاث مراكز بالجزائر 2000 برصيد 15 ميدالية (5 ذهبيات و3 فضيات و7 برونزيات) في بطولة عرفت تألق العرب بامتياز. وتراجعت حصيلة المغرب بدورة رادس 2002 إلى 10 ميداليات (4 ذهبيات وفضية و5 برونزيات) في المركز الرابع في اللائحة، ثم انحدرت بعدها بعامين للمركز السابع ببطولة برازفيل الكونغولية بحصيلة لم تتخط 11 ميدالية (ذهبيتان و3 فضيات و6 برونزيات). وتواصل تراجع أم الألعاب بالمغرب، إذ أنهت مشاركتها بدورة بامبوس بجزر الموريس سنة 2006، في المرتبة الثامنة ب 6 ميداليات (ذهبية و3 فضيات وبرونزيتان)، وهي نفس الحصة (ذهبيتان وفضيتان وبرونزيتان) بدورة أديسا بابا الإثيوبية سنة 2008، إلا أنها ارتقت مركزا واحدا. وانتشر مرض التواضع بجسد ألعاب القوى المغربية أكثر فأكثر، واكتفت باحتلال الصف السادس بدورة نيروبي 2010 بكينيا، ب 6 ميداليات فقط (ذهبيتان وفضية و3 برونزيات)، وأضافت المشاركة المغربية ميدالية لرصيدها بآخر بطولة ببورتو روفو بالبنين 2012، محققة المركز السابع (ذهبيتان وفضيتان و3 برونزيات). وبالمجمل، حصد المغرب خلال الدورات السابقة لبطولة إفريقيا لألعاب القوى، 156 ميدالية بواقع 49 ذهبية و41 فضية و65 برونزية، وكانت فترة الثمانينات وبداية الألفية الثالثة الأفضل للمشاركة المغربية بفضل تواجد أبطال كسعيد عويطة ونوال المتوكل ومحمد فتيحي وفاطمة عوام وإبراهيم بوطيب ويوسف بابا وحسناء بنحسي وسعيد المهدي وآخرين.