اعترفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بفقدان احد جنودها في قطاع غزة كاشفة عن عدة احتمالات بشأن مصير ذلك الجندي الذي قد يتسبب فقدانه باستمرار العدوان على غزة على أمل البحث عن معلومة بشأن مصيره، وذلك طبعا الى جانب فشل الجهود المبذولة للوصول لوقف اطلاق نار في غزة بعد ان غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطر متوجها الى الاردن وليس للقاهرة للقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي وصل مصر ليلة الثلاثاء للبحث عن وقف لاطلاق النار في غزة. ووصول عباس للاردن بدلا من التوجه للقاهرة يشير الى فشل الجهود المبذولة للوصول لاتفاق وقف اطلاق النار بعد ان رفض رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في لقاءات عقدت الاثنين بالدوحة الموافقة على وقف اطلاق النار اولا والبحث في رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر ثانيا' في حين اصر على وجود ضمانات دولية لرفع الحصار وفتح المعابر واطلاق سراح الاسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الاسرى مع شاليط الذين جرى اعادة اعتقالهم' اضافة لمطالب اخرى' وذلك ضمن اي اتفاق لوقف اطلاق النار' الامر الذي ترفضه اسرائيل. وفي ظل تعثر الجهود للوصول لاتفاق وقف اطلاق النار رغم وجود كيري في المنطقة ' وقيام عباس بارسال عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لفتح ومدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج للقاهرة لمواصلة المشاورات مع المصريين والاميركيين للوصول لوقف اطلاق نار ' بات العدوان الاسرائيلي مرشحا للاستمرار لايام اضافية خاصة بعد اعتراف جيش الاحتلال صباح الثلاثاء، عن فقدان احد جنوده في قطاع غزة، بعد يومين من اعلان كتائب القسام عن اسر احد الجنود خلال الاشتباكات التي دارت قبل يومين شرق مدينة غزة. وحسب مصادر اسرائيلية' انتهى الجيش الاسرائيلي الثلاثاء من تشخيص جثث الجنود الذين سقطوا فجر الأحد في الشجاعية بعد تفجير ناقلة الجند «النكماش» ، حيث سبق وأعلنت اسرائيل مقتل 7 جنود كانوا يوجدون في ناقلة الجند، ليتبين لاحقا تشخيص 6 جثث فقط وفقدان الجندي السابع. وحسب مراسل القناة العاشرة فان الجندي السابع قتل في العملية نقلا عن مصادر الجيش الاسرائيلي، ومع ذلك تتناقض الرواية الاسرائيلية حول مصير هذا الجندي الذي يرفض الجيش ذكر اسمه مع ان عائلته في صورة الوضع منذ البداية. ووضعت بعض الاحتمالات لمصير هذا الجندي أولها بأن حماس استطاعت العثور على ملابس أو أمور شخصية لهذا الجندي، أو استطاعت عناصر حماس الوصول الى الجثة وسحبها من موقع الاشتباك، وبقي احتمال ثالث بان الجندي اصيب ووقع في الأسر، وهذا ما يفسر بأن الجيش يعتبر الجندي في عداد المفقودين. وحسب التحقيقات التي قام بها الجيش الاسرائيلي فان ناقلة الجند اصابها خلل فني في الشجاعية، حيث ترجل منها ضابط وجندي لربطها بمركبة عسكرية ثانية لجرها، في هذا الوقت بالذات تعرضت الناقلة لقذيفة صاروخية مضادة للدروع، ما تسبب في اصابة الناقلة بشكل مباشر وأدى ذلك لاحتراقها، وهذا ما أخر حسب جيش الاحتلال تشخيص جثث الجنود الذين كانوا داخل الناقلة، بحيث ساد الاعتقاد بانهم 7 جنود وضباط ولكن تبين بعد عمليات التشخيص وجود 6 جثث. وأشارت التحقيقات الى ان تسجيلات الجيش الاسرائيلي أظهرت ترجل الجندي والضابط من الناقلة، ولكن هذه التسجيلات لم يظهر فيها عناصر حماس ولا اقترابها من الناقلة أثناء احتراقها، ولم تستطع هذه التحقيقات حتى هذه اللحظة معرفة مكان هذا الجندي ولا مصيره مع ترجيحها بأنه قتل في العملية. وكانت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس اعلنت مساء الاحد انها تمكنت من أسر جندي اسرائيلي خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة. واكد ابو عبيدة المتحدث باسم الكتائب في كلمة القاها ان الجندي شاؤول ارون اصبح في قبضة المقاومة خلال المعارك مع جنود الاحتلال في حي التفاح. واضاف ابو عبيدة ان الجندي هو شاؤول ارون صاحب الرقم 6092065 ' متابعا « انه يتحدى العدو بان بنفي خبر خطف الجندي وان الاحتلال لم يعلن فقدانه ضمن اخفائه لخسائره». وفقدان الجندي الاسرائيلي في غزة قد يدفع جيش الاحتلال للاستمرار في عدوانه على غزة على امل الوصول لمعلومات دقيقة عن مصير الجندي واذا ما كان جثة هامدة عند حماس او اسيرا جريحا في قبضة كتائب عز الدين القسام. على صعيد متصل،واصل وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان تحريضه على الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بحجة تضامنهم مع اهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان اسرائيلي متواصل. وساد الاضراب الشامل الاثنين الضفة الغربية والقدس الشرقية والاراضي المحتلة عام 1948 الامر الذي دفع ليبرمان لتحريض الاسرائيليين بمقاطعة الفلسطينيين في الداخل حيث دعا عبر صفحته الخاصة على موقع فيسبوك اليهود إلى مقاطعة العرب الذين تضامنوا مع غزة والامتناع عن شراء بضائعهم عقابا لهم على موقفهم مع غزة . واضاف؛ أدعو الجميع إلى الامتناع عن شراء حاجياتهم من المحال التجارية او المشاغل القائمة في الوسط العربي وأغلقت اليوم أبوابها استجابة للإضراب التضامني مع سكان غزة ضد عملية الصخرة الصامدة في اشارة للعدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة. وشهدت المدن العربية الكبرى داخل الخط الأخضر مثل أم الفحم وسخنين والناصرة وعدد كبير من القرى والبلدات العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر إضرابا شاملا احتجاجا على عدوان إسرائيل على غزة وكان إضراب اليوم وفقا لصحيفة هاآرتس العبرية الأكبر منذ سنوات من حيث حجم الاستجابة والالتزام. وكانت لجنة المتابعة للجماهير الفلسطينية في الداخل قد دعت للإضراب العام والحداد، وتنظيم مظاهرة وحدوية اليوم الساعة الرابعة والنصف في مدينة الناصرة، كما قررت إلغاء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر، واقتصار العيد على الشعائر الدينية. وعم الإضراب الشامل الاثنين، كافة محافظاتالضفة الغربية والقدس الشرقية وأراضي عام 48 حدادا على شهداء مجزرة الشجاعية والعدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الرابع عشر على قطاع غزة. وأغلقت المحال التجارية أبوابها منذ ساعات الصباح، في حين تعطلت الوزارات والدوائر الحكومية والجامعات والبنوك عن العمل بالضفة الغربية والقدس الشرقية. وجاء الإضراب استجابة لدعوات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والشعبية إلى إضراب وطني شامل، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي وارتكابه المجازر في حي الشجاعية وفي قطاع غزة. ودعت اللجنة التنفيذية القوى السياسية والنقابات العمالية والطلابية خلال بيان صدر الأحد، إلى تنظيم فعاليات جماهيرية رافضة للعدوان، ومنددة بالمجازر الإسرائيلية، والوقوف صفا واحدا ضد الاحتلال وإرهاب مستوطنيه. وكانت نقابة العاملين بالوظيفة العمومية في الضفة الغربية قد أعلنت هي الأخرى عن إضراب يشمل كافة المراكز والمؤسسات الحكومية، حدادا على ضحايا مجزرة حي الشجاعية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في حين أعلن الرئيس محمود عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام، يشمل تنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية والسفارات الفلسطينية في الخارج. واغلقت الجامعات الفلسطينية هي الأخرى أبوابها الاثنين وعلقت الدوام فيها حدادا على أرواح شهداء غزة، بدعوة من مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية.