في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الفلسطينية موافقتها على خطة الطريق الأمريكية لحل النزاع في الشرق الأوسط، صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من حملتها ضد الشعب الفلسطيني مما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح وهدم عدد من المنازل. فقد استيقظ المواطنون في حي الشجاعية بمدينة غزة على بركة من الدم في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء قصفها للحي السكني بمختلف أنواع الأسلحة، مما أدى إلى سقوط تسعة شهداء وإصابة نحو ثلاثين فلسطينيا بجروح مختلفة، جراح سبعة منهم خطيرة. وأفادت مصادر فلسطينية في غزة أن قوات الاحتلال واصلت احتلال حي الشجاعية وحاصرت منزل "يوسف أبو هين" أحد قادة كتائب القسام، واثنين من أشقائه في منزلهم. وفي بيان أصدرته عائلة "أبو هين" ناشدت منظمة الصليب الأحمر والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية سرعة التحرك لإنقاذ حياتها من عمليات جيش الاحتلال. وقالت في البيان الذي أصدرته أثناء تطويق المنزل إن قوات الاحتلال قصفت المنزل المأهول، ولم تعط سكانه فرصة للمغادرة، مشيرين إلى وجود شيوخ ونساء وأطفال بداخله. وأضافت أن قوات الاحتلال لم تكتف بذلك بل قامت باستخدام أفراد من العائلة كدروع بشرية. وأكدت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بغزة أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى. وكانت عشرات الدبابات الإسرائيلية قد اقتحمت حي الشجاعية خلال ساعات فجر أمس (الخميس) من عدة جهات، يرافقها تغطية بمروحيات عسكرية وإطلاق نار كثيف تجاه المنازل المأهولة. اغتيال فلسطينيين قرب الخليل وفي بلدة يطا جنوب الخليل اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلية عنصرين من الأمن الوطني الفلسطيني وأصابت ثالثا بجروح خطيرة، ولا زالت تحتجز الجثث وتعتقل المصاب. وأفادت مصادر محلية في البلدة أن قوات خاصة (مستعربة) إسرائيلية اغتالت الفلسطينيين، ثم تبعتها قوات كبيرة من الجيش التي اعتقلت المصاب واحتجزت الجثث ولم تسلمها للجانب الفلسطيني. وكان قد استشهد مزارع فلسطيني مساء أمس الأول (الأربعاء) في بلدة "طوباس" قرب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية بعد أن أطلق قوات الاحتلال النار عليه من مسافة قريبة. القسام ترد ب9 صواريخ وفي رد سريع على المجزرة قصفت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، عدة مواقع إسرائيلية. وأكد بيان لكتائب القسام صدر في غزة أنها قصفت "مغتصبات العدو المقامة على صدر أرضنا شرق مدينة غزة فيما يطلق عليه الصهاينة (كيبوتس ساعد) بصاروخين من طراز قسام "2", وما يطلق عليه الصهاينة (كيبوتس مثلثيم) بثلاثة صواريخ من طراز قسام "2" ..فيما قامت مجموعة قسامية أخري بقصف ما يسمي بمدينة اجدوروت بأربعة صواريخ قسام "1". وهدد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، أحد قادة حركة حماس، من جهته بالمزيد من الرد على مجزرة الشجاعية، معتبرة إياها جزءا من الرد الإسرائيلي على خارطة الطريق الأمريكية التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية. وقال في تصريح ل"التجديد" أن "المجزرة التي ارتكبها شارون وحكومته هي الرد الصهيوني على تصريحات أبو مازن التي طالب فيها بجمع الأسلحة من أيدي المقاومة". وأضاف: لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا استمرار المقاومة حتى دحر المحتلين. مؤكدا أن القوة هي السلاح الوحيد الذي فهمه الاحتلال. كما شدد الرنتيسي أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الوصول إلى العدو في عقر داره، مستشهدا بالعملية الفدائية التي وقعت أمس الأول في تل أبيب. استمرار الاعتقالات وهدم البيوت على صعيد الاعتقالات واصلت قوات الاحتلال حملاتها في المدن الفلسطينية. حيث تم اعتقال 15 فلسطينيا من مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وفي قرية بيت سيرا قرب مدينة رام الله، هدمت قوات الاحتلال منزل المعتقل "هيثم متفق خليل حمدان" 27 عاما، من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وشردت 15 فردا كان المنزل يؤويهم. وفي مدينة رفح، جنوب قطاع غزة توغلت قوات الاحتلال في الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية وهدمت منزلين واعتقلت أربع فلسطينيين. فلسطين-عوض الرجوب