رغم الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلية على المدن الفلسطينية، ورغم حملة المداهمات والاعتقالات التي شملت معظم المدن والقرى الفلسطينية خلال الأسابيع التسعة الماضية، نجحت فصائل المقاومة الفلسطينية في توجيه ثلاث ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلية في أماكن مختلفة من الأراضي الفلسطينية. ففي مدينة العفولة شمال الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م فجر فلسطيني صباح الاثنين نفسه بالقرب من جيب عسكري إسرائيلي، مما أدى إلى إصابة إسرائيليين بجراح. وذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن منفذ العملية كان -على ما يبدو- متوجها لتنفيذ عملية في إحدى الحافلات إلا أنه فجر نفسه بعد شعوره بالخطر، وحملت حكومة الاحتلال أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المعتقل في سجون السلطة، المسؤولية عن العملية. وكان فلسطيني آخر قد فجر نفسه وسط مدينة نتانيا الساحلية، داخل الخط الأخضر، مما أدى إلى مقتل ثلاث إسرائيليين وإصابة حوالي خمسين آخرين بجروح. وأعلنت لجان المقاومة الشعبية مسؤوليتها عن العملية. كما تمكنت المقاومة الفلسطينية من تدمير دبابة صباح الأحد 19/5/2002م من طراز (مركافا) شمالي قطاع غزة مما أدى إلى إصابة أربعة جنود سب الإذاعة الإسرائيلية. في الوقت ذاته أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في المدن الإسرائيلية بعد تلقيها إنذارات باحتمال حدوث عمليات جديدة، وأقامت عشرات الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المدن الإسرائيلية، وقامت بمطاردة العمال الفلسطينيين المتجهين إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر. كما فرضت طوقا محكما على المدن الفلسطينية. وفي أعقاب هذه التطورات شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات شملت عدا من القرى والمدن الفلسطينية. فقد توغلت عشرات الآليات العسكرية في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، والبلدات المحيطة بها، وعددا من البلدات في محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية. ويرى محللون في فلسطين أن تسعة أسابيع من العمليات العسكرية المتواصلة ضد المدن الفلسطينية، أو "عملية السور الواقي" كما أطلقت عليها قوات الاحتلال، لم تؤدي إلى أية نتيجة ملموس حيث لم تفلح في ثني المقاومة الفلسطينية عن الاستمرار في نهجها ضد الاحتلال. موضحين أن الضربات الكثيرة التي وجهت للمقاومة الفلسطينية منذ عام 1948م، وادعاء جيش الاحتلال أنه اعتقل 22 استشهاديا، لم تنجح في ثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في المقاومة لنيل حقوقه المشروعه. جدار فاصل وفي محاولة منها لمنع هذه العمليات زعمت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عملية نتانيا تثبت أهمية إقامة الجدار الفاصل على طول امتداد الخط الاخضر الفاصل بن الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م والمحتلة عام 1967م. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، أعلن قبل عدة اسابيع عن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بإقامة جدار فاصل. على صعيد آخر كشف النقاب اليوم عن أن جيش الاحتلال اعتقل منذ مطلع عام 2001 ما يزيد على 110 مواطنين عرب من داخل الخط الأخضر للاشتباه باشتراكهم في عمليات استشهادية، وإقامة علاقات مع عناصر تنتمي لتنظيمات فلسطينية. حماس: العمليات مستمرة من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية –حماس، استمرارها في نهج المقاومة، والاستمرار في تنفيذ العمليات الاستشهادية حتى يزول الاحتلال. وقال الدكتور محمود الزهار، أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس أن عملية نتانيا الاستشهادية التي وقعت الأحد تؤكد استمرار المقاومة الفلسطينية، وأنها أفشلت ما يسمى "الجدار الواقي" الذي تهدف قوات الاحتلال لإقامته. وأضاف الزهار "أرييل شارون فشل فشلا ذريعا في عمليته الأخيرة ضد المدن الفلسطينية، والتي قال إنها تأتى للقضاء على الإرهاب". وشدد الزهار على أن هذه العمليات "تؤكد على سياسة المقاومة المشروعة للدفاع عن النفس بعد الجرائم الصهيونية في جنين ونابلس"، واستنكر ما يقال عن أن العمليات الفدائية هدفها إحراج السلطة الفلسطينية. فلسطين-عوض الرجوب