أحمد الغرباوي يصيح «الله» إعجابا بمحمد عبد الوهاب والملك يشير إليه « اسكت أ الغرباوي» الحلقة21 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن في الليلة التي سبقت انقلاب الصخيرات الفاشل كنا، نعيش جوا من الاحتفال وكانت سهرة بالقصر الملكي، كانت ليلة من الليالي الجميلة التي لا تنسى حيث حضرها مجموعة من الفنانين العرب والمغاربة الكبار في ذلك الزمن. أخص بالذكر الفرقة الماسية، براسة أحمد فؤاد حسن، محمد عبد الوهاب عبد الحليم حافظ، محمد رشدي محمد قنديل، محمد العزبي، عازف القيتار الشهير عمر خورشيد، شادية، فايزة أحمد، الفنان صلاح ذو الفقار زوج شادية، ومحمد الموجي، من لبنان الفنان وديع الصافي، وبرفقته عازف قانون وكمان ورق، من المغرب أحمد الغرباوي، ابراهيم العلمي، المعطي بنقاسم، اسماعيل أحمد، أحمد البيضاوي، ومن الجوق الملكي الذي يراسه الكومندار رتبي الفنان العربي الكوكبي وعبد ربه، وصلنا إلى قصر الصخيرات على الساعة الثامنة مساء نزلنا من الشاحنات العسكرية التابعة للحرس الملكي، بلباسنا العسكري الموسيقي الخاص بالفرقة وهو عبارة عن سروال أزرق بشريط أحمر في جنباته وحذاء أسود ومعطف بلون أحمر ( وربير ) أزرق مع قميص أبيض بالإضافة إلى ( البابيون)، إنتظرنا كما العادة في ساحة خارج باب القصر الرسمي يحوطنا ملعب الغولف عن شمالنا، بدأ المدعوون من الفنانين العرب بالوصول بعدنا تقريبا بنصف ساعة، أول الوافدين محمد عبد الوهاب وزوجته نهلة القدسي، ثم الفنانين المغاربة، الساعة التاسعة تقريبا خرج من داخل القصر الحاج سلام الفيلالي يأمرنا بالدخول إلى القصر، وذهبنا مباشرة إلى وسط القصر من ناحية اليمين، وصعدنا درج المسرح المطلة نوافده على المحيط الأطلسي، ثم دخلت الفرقة الماسية وأخذت مكانها شمال المسرح حيث يجلس الملك الحسن الثاني، أخذت الفرقتان الموسيقيتان في. دوزنة الالات الموسيقية، بعد مدة ليست بالقصيرة دخل الحاج سلام الفيلالي معلنا قدوم جلالة الملك، فتح ستار المسرح الذي كان مغلقا علينا، طلع جلالة الملك الى المسرح وبرفقته الأمير المولى عبد الله، محمد عبد الوهاب عبد الحليم حافظ، والحاشية الخاصة بجلالته، نادى ( الكومندار روتبي) " بالكم " وقف الجميع لتحية الملك، مر جلالته للمكان المخصص له، وأشار إلينا بالجلوس، جلس إلى شماله الأمير المولى عبد الله، محمد عبد الوهاب عبد الحليم حافظ، على شكل دائرة، وباقي الحاشية في صف على الكراسي بجانب حائط المسرح، أخد الملك يحدث ضيوفه ونحن في انتظار أوامره، بعد مدة سمعنا الحسن الثاني ينادي على الفنان العربي الكوكبي العضو بالجوق الملكي ليسلم عوده للفنان محمد عبد الوهاب، أخد منه العود محمد عبد الوهاب وأخذ بالتقسيم على نغم ( راحة الأرواح ) ثم دخل في دولاب أغنية " دارت الأيام" فصاحبه في العزف أحمد فؤاد حسن على آلة القانون، فأخذ محمد عبد الوهاب يمتع الحضور، في الوقت الذي كان فيه الراحل أحمد الغرباوي يصيح بأعلى صوته " الله" فكان الحسن الثاني يشير إليه ويأمره " اسكت الغرباوي " انتهى محمد عبد الوهاب من الغناء تحت تصفيق الحاضرين، بعدها بفترة قصيرة نادى جلالته على الفنان الراحل أحمد البيضاوي وأمره بالتقسيم على نفس العود الذي غنى به محمد عبد الوهاب. في الحلقة القادمة: لماذا كسر أحمد البيضاوي عود العربي الكواكبي ...؟