عبقرية ملك فنان جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن في 3 مارس 1968 إلتحقت بمطرب بالجوق الملكي بامر من المغفور له الملك الحسن الثاني، وقد خصني جلالته بالحب والعطف الأبوي الكريم، كان جلالته محبا للأغاني المغربية، بالإضافة إلى الأدوار والموشحات، عازفا ماهرا على الة الكورديون، حافظا لنوبات الموسيقى الأندلسية، وقصائد الملحون، محبا لجميع الألوان الموسيقية العالمية، وله أذن موسيقية رائعة يستطيع التمييز بها جميع الأشياء، وأذكر هنا واقعة، حيث كانت جميع الأجواق حاضرة الجوق الملكي، جوق فاس الجهوي، جوق الدارالبيضاء الجهوي، الجوق الوطني، وأمر جلالته أن تعزف رائعة رقصة الأطلس للراحل عبد القادر الراشدي، تخيل حينما أقول أربعة فرق موسيقية فجميع الألات مضروبة في أربعة، وما يهمنا هنا وجود اربعة آلات قانون. وبينما المعزوفة تعزف امر الملك بتوقف الموسيقى، وخاطب جلالته المرحوم صلاح الشرقي، اسي صلاح ساوي التك، وحين مر بريشته على الراحل صلاح الشرقي على الته وجد بالفعل ان إحدى الأوتار وبلغة الموسيقيين ( ماشي مساوية) حينها صاح الجميع الله يبارك فعمر سيدي، كان جلالته يعرف جميع الموسيقيين بالإسم وعند غياب أحدهم يسأل عنه، يغمر الجميع بالحب والعطف والكرم، وكان حينما يستدعي فرقة موسيقية من الشرق خصوصا الفرقة الماسية كان جلالته يأمر باختلاط الفرقتين حتى يتسنى للموسيقي المغربي الإحتكاك بموسيقيين آخرين حينما كان يستدعي فرقة غربية كان جلالته بطريقة مباشرة وغير مباشرة يفتح أعين الموسيقي المغربي على ألوان اخرى من الموسيقى العالمية، في سنة 1969 وبمناسبة الذكرى الأربعينية لجلالته قام باستدعاء مختلف الفرق الموسقية العالمية من ايران وتركيا اسبانيا ومن الشرق العربي مصر لبنان وحضر إلى المغرب كل من الفنانة فايزة أحمد وشادية ونجاة الصغيرة وفريد الأطرش ومحمد قنديل ومحرم فؤاد ووديع الصافي والفرقة الماسية عشنا ليالي المتعة الفنية الراقية، غنى فيها الموسيقار محمد عبد الوهاب «الله أكبر» من شعر محمد الطنجاوي وغنى عبد الحليم « الماء والخضرة « كل صوت من الشرق أو من المغرب كان يشدوا بأفضل مما عنده عشنا كفنانين أفضل وأحسن الأيام واستفدنا استفادة كبيرة باحتكاكنا مع فنانين كبار اخرين، ومن إبداعات المغفور له الفنية الجمع بين الفوكلور الغنائي الأمازيغي والأغنية المغربية والشرقية فكان اللحن الأساسي أمازيغي تتغنى به فتيات الأطلس بالأمازيغية، ثم يغني كل مطرب مغربي او شرقي بالتتابع جملة من أغنيته حسب النغم، وحسب اختيار جلالته، كان الحفل بالقصر الملكي بمدينة إفران ثم امر جلالته أن يقدم هذا الإيداع للجمهور في حديقة مدينة افران وقد اذيع على شاشات التلفزة المغربية وأتمنى ايضا ان تكون هذه الرائعة محفوظة في ارشيف التلفزة المغربية، لأنه تسجيل تاريخي شارك فيه فنانون شرقيون و فنانون مغاربة كبار، كما أن هذا التسجيل يؤرخ لحقبة مهمة في تاريخ المغرب وشاهد على عبقرية ملك فنان. في الحلقة القادمة: عندما طلب مني الملك الغناء باللغة الاسبانية