عن مشاركتي في أول أوبيريت مغربية من تأليف الراحل أحمد الطيب العلج الحلقة17 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن استمرت التمارين لشهور قلائل بمشاركة الجوق الملكي وجوق مكناس الجهوي و أيضا بعض العازفين الكبار من مختلف الفرق الوطنية، وكان الإشراف والتوزيع الموسيقي للفنانين الراحلين سيدي الحسن وعبد السلام خشان، وبمشاركة المطربين الراحل الفنان اسماعيل أحمد، الراحل الفنان المعطي بنقاسم، الراحل زكي قنديل،عبد السلام امين، محمد المزكلدي، والفنانة بهيجة إدريس، ولعبت دور البطولة أمام الفنان الراحل أحمد الطيب العلج، إحساسي كان رائعا إذ تم اختياري لدور البطولة في أول أوبيريت في تاريخ المملكة المغربية، وعمري انذاك كان 23 سنة، كنت سعيدا بهذا الإختيار لأنه كان بوجود فنانين كبار، والدور الذي اسند إلي هو دور ( حمو ) الشيخ العجوز وكان يلعب الراحل أحمد الطيب العلج دور مقدم الحي، والذي ساعدني كثيرا في حركاتي وسكناتي على خشبة المسرح، و كيفية الإلقاء، والإندماج في دور الشيخ حمو، والتخلص من الشاب الذي بداخلي حتى يمكنني تقديم الشيخ بكيفية جيدة، وتم استقدام الإكسسوارات من الخارج حتى يتم تقديمي في حلة مقبولة كشيخ على خشبة المسرح، أيضا قام بتدريبي الأستاذان فريد بنمبارك وعزيز السغروشني، ولا أنسى أيضا تشجيعات الفنان القدير محمد حسن الجندي والراحل محمد العمري، وعزيز موهوب وإدريس التادلي، الذين كانوا مشاركين في هذه الأوبيريت، انتهينا من التمارين وقمنا بأول عرض للمسرحية في عيد العرش لسنة 1967 بحضور الملك الحسن الثاني، وحين انتهاء المسرحية، وكنوع من التكريم صعد جلالته لخشبة المسرح لتحيته، فاجتمعنا حوله للسلام عليه فخاطب جلالته الراحل أحمد الطيب العلج : المقدم قوليهوم يديرو النظام، وأضاف : الله يعطيكم الصحة، وخرج وهو يثني على الراحل أحمد الطيب العلج وامر أن نقوم بجولة في ربوع المملكة حتى يتمكن الجمهور المغربي من مشاهدة أول أوبيريت غنائية في تاريخ المغرب الحديث، سؤالي : هذا تاريخ وذاكرة وطنية، وقد قامت التلفزة المغربية بتوثيق هذه الأوبيريت، أتمنى صادقا أن تكون مخزنة وموثقة بالشكل الصحيح، وكل العار إن كان أصاب هذه التحفة الفنية أي ضرر أو إهمال فهو بمثابة إعدام لذاكرتنا الوطنية ... في الحلقة القادمة: عبقرية ملك فنان