العودة إلى مدينة مكناس الحلقة 16 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن في سنة 1966 ذهبت لزيارة عائلتي بمدينة الرباط، وفي كل مرة أزور الرباط أزور صديقين عزيزين أحمد الغرباوي والفنان الأصيل فتح الله المغاري، فوجدت مع هذا الأخير الراحل أحمد الطيب لعلج و الصديق أحمد ريان الذي كان يراس في ذالك الوقت قسم الموسيقى بالإذاعة والتلفزة المغربية، فسألني إن كنت مرتاحا في مدينة فاس فاخبرته أنني مستاء فالجوق الجهوي لمدينة فاس قليل الإنتاج، ومدينة فاس أحس بصعوبة العيش بها، فاقترح عليا أن أتبادل مكاني مع الراحل ادريس واكواكو الذي يعمل بمدينة مكناس رحبت بالفكرة وغيرت مكاني مع الراحل ادريس واكواكو والتحقت بالجوق الجهوي لمدينة مكناس برآسة محمد بنعبد السلام، كما أن مدينة مكناس سبق وأن عشت بها، والحق يقال أن سي محمد بنعبد السلام لم يعاتبني عن كوني اخترت عبد القادر الراشدي بديلا عنه بل أسند لي أغاني في سهرات السبت التلفزية ... وفي أول سهرة سجلت مع الجوق الجهوي لمدينة مكناس أغنية عويشة، والصنارة ولاقتا إقبالا كبيرا في ذالك الوقت كما صرت لا أعير اهتماما لتأخر مرتبي فمدينة مكناس وملاهيها الليلية في ذلك الزمان كانت تقدم لي الكثير. نهاية سنة 1966 أمر المغفور له جلالة الملك أن يلتحق جوق مكناس الجهوي بالقصر الملكي بالرباط لإحياء حفلات شعبانة، ودائما براسة الفنان المقتدر محمد بنعبد السلام، مرة أخرى سأقوم بدخول القصر الملكي العامر، وجدنا مجموعة كبيرة من الفنانين بالإضافة إلى الجوق الملكي، وفي إحدى هذه الحفلات جاء الراحل أحمد الطيب العلج حاملا معه أول أوبيريت في تاريخ المملكة المغربية « أوبيريت بناة الوطن « أمر جلالته المرحوم أحمد الطيب العلج بقراءة الأوبيريت، وحين بدأ الراحل في القراءة أوقفه جلالة الملك وأمر أن تكون الإضاءة خفيفة، حتى يضفي جلالته نوعا من الرومانسية على قراءة الراحل أحمد الطيب العلج، أبدع الراحل في قراءة المسرحية وتأديتها بشكل جميل، بهر الحضور، وفي نهاية الإلقاء تقدم الراحل وسلم على جلالته، فخاطبه جلالته على مسمع من الحاضرين : الله يعطيك الصحة العلج، وحينها أمر جلالته أن يقوم الفنانان الكبيران، الأخ والصديق العزيز العربي الكوكبي، و محمد بنعبد السلام، بتلحين الاوبيريت وقد أبدعا في تلحين هذه الرائعة وهنا يجب أن أقول أنه يجب الالتفات لهذين العملاقين فالعربي الكوكبي و محمد بنعبد السلام يعتبران من كبار الملحنين في المغرب ويجب الإلتفات إليهما وتكريمهما تكريما يليق بعطائهما متعهما الله بالصحة والعافية. في الحلقة القادمة: عن مشاركتي في أول أوبيريت مغربية من تأليف الراحل أحمد الطيب العلج