السينما المغربية تشكو من خصاص في مجال التوثيق الناقد السينمائي أحمد السجلماسي عبر حلقات خاصة ببيان اليوم، نخبة من الفاعلين في الحقل السينمائي ببلادنا، يتناولون هذا القطاع الفني من مختلف جوانبه، يمارسون النقد البناء، سواء من منطلق تخصصهم في مجال النقد السينمائي تحديدا، أو من خلال ما راكموه من تجربة وخبرة في مجال التمثيل والإخراج في هذه الحلقات حديث عن السينما وعن مهرجاناتها وتقييم لإنتاجها ووقوف عند القانون التنطيمي للمهنة إلى غير ذلك من الجوانب المرتبطة بهذا القطاع الفني 2 هناك حركية على مستوى الإصدارات السينمائية، هذه الحركية ينبغي أن يأخذها بعين الاعتبار منظمو المهرجانات، ويبرمجون أنشطة موازية لعرض هذه الإصدارات ومناقشتها، ويصبح هذا تقليدا راسخا في كل دورة، ولا ينحصر ذلك في العرض، فكما أن هناك لجنة دعم لتنظيم التظاهرات وأخرى لدعم الإنتاج، فهناك حاجة كذلك لدعم المنشورات، لأن هذا التراكم الذي يتحقق سنة بعد أخرى، في حاجة إلى مواكبة صحافية ونقدية تحليلية، السينما المغربية بحاجة إلى مجلات مختلفة أسبوعية وشهرية، منها ما يهتم بالجانب الإخباري، ومنها ما هو أكاديمي يشتمل على دراسات تحليلية عميقة، وينبغي أن تكون بالموازاة مع ذلك لقاءات مع السينمائيين، مع المخرجين الواعدين أو المتميزين، لم لا يتم تنظيم على هامش العروض لقاءات معهم حول تجربتهم السينمائية؟ ولم لا يتم التفكير في توثيق تجربة الشخصيات المكرمة سواء كتابة أو بالصورة والصوت؟ فمن الملاحظ أن فقرات التكريم، تشتمل فقط على إلقاء شهادات، وتسليم تذكار، ولكن الشخص المكرم، لا يتم توثيق تجربته، لمعرفة ما قدمه للسينما، ولتعريف الأجيال القادمة به، مثلا مؤخرا توفي أحد الفاعلين في الحقل السينمائي: عبد الله أوزاد وكان ضيفا بالمهرجان الوطني للفيلم، فعلى الأقل كان ينبغي أن يتم التعريف بمساره، من خلال إصدار نشرة خاصة من نشرات المهرجان، كذلك هناك مخرج كبير، من رواد السينما كان قد مات، يسمى محمد عفيفي، لكن موته مر بشكل عابر، وقد كان من الأوائل الذين اشتغلوا في المركز السينمائي، له عدة أفلام وثائقية منذ الخمسينات من القرن الماضي، كان على المركز أن يخصص أمسية له، من خلال عرض نماذج من أعماله. وباستثناء خبر صغير مكتوب عنه في الموقع الإلكتروني للمركز السينمائي، الذي تناولته الصحافة وعممت نشره، لا نكاد نجد معلومات أخرى عنه، ليس هناك صور عنه. ينبغي على الموقع الإلكتروني للمركز السينمائي المغربي أن يخصص لكل فاعل في الحقل السينمائي مساحة تضم تعريفا عنه مرفقا بمجموعة من صوره، حتى يتم تمكين أي صحافي -يريد تناول موضوع من هذه المواضيع- من المعطيات الكافية حوله. لكن بشكل عام، تظل المهرجانات الوطنية السينمائية مثل عرس سنوي، تتيح اللقاء بين مختلف العاملين في هذا القطاع الفني، بجميع أشكالهم، بالإضافة إلى أنها فرصة لمشاهدة ما أنتجه المغرب ومناقشته والوقوف على مآل الإبداع السينمائي في المغرب. من الملاحظ أن اللغة الفرنسية تطغى على عروض وفعاليات المهرجان الوطني السينمائي، رغم أنه مهرجان وطني، في الوقت الذي يجب أن تعطى لهذه اللغة قيمتها، فحتى الأفلام الناطقة بالأمازيغية، نجد أنها تهمش اللغة العربية، في الوقت الذي تستعمل فيه حرف تيفناغ، إلى جانب اللغة الفرنسية. هناك مشكلة أخرى تواجهنا باعتبارنا متتبعين، وهي عند محاولة الإطلاع على حصيلة الأفلام المغربية، نصطدم بأفلام تحمل عناوين باللغة الفرنسية، ونجد كل واحد منا يترجمها إلى العربية حسب اجتهاده الخاص، فيقع هناك التباس، يجب على لجنة الدعم السينمائي، أن تنص على أن المخرج له الحق في اختيار العنوان الذي يشاء باللغة الفرنسية، لكن في المقابل، من الواجب عليه أن يسجل العنوان الرسمي باللغة العربية، حتى يتم الاعتماد على هذا العنوان في التداول، وليس الاكتفاء بالفرنسية الذي يقوم كل واحد بترجمته حسب هواه، إذن ينبغي أن نأخذ مسألة اللغة العربية بعين الاعتبار، ونعتز بها مثلما تعتز معظم الشعوب بلغاتها. ينبغي أن تكون اللغة العربية حاضرة بقوة. يتبع