ينبغي إعادة النظر في القانون التنظيمي لقطاعنا السينمائي المخرج السينمائي محمد الشريف الطريبق عبر حلقات خاصة ببيان اليوم، نخبة من الفاعلين في الحقل السينمائي ببلادنا، يتناولون هذا القطاع الفني من مختلف جوانبه، يمارسون النقد البناء، سواء من منطلق تخصصهم في مجال النقد السينمائي تحديدا، أو من خلال ما راكموه من تجربة وخبرة في مجال التمثيل والإخراج في هذه الحلقات حديث عن السينما وعن مهرجاناتها وتقييم لإنتاجها ووقوف عند القانون التنطيمي للمهنة إلى غير ذلك من الجوانب المرتبطة بهذا القطاع الفني 2 تحتاج السينما المغربية إلى اجتهاد قانوني، خصوصا مع الحركة الدينامية التي يعرفها الإنتاج السينمائي المغربي، من المهم إعادة النظر في الجوانب القانونية، ذلك لأن الثورة الرقمية، غيرت طبيعة الإنتاج والعلاقات داخله، وكذا طبيعة التوزيع والاستغلال، وبالتالي صار من الضروري إعادة النظر في القانون التنظيمي لقطاعنا السينمائي، لقد كانت السينما المغربية مرتبطة بحامل 35 ملم، وأدوات تصوير ثقيلة، ومنطق مختلف تماما، كما حصل تطور على المستوى البشري، ذلك أن عدد المشتغلين في السينما تكاثر، مبلغ الدعم عرف ارتفاعا، وهناك إقبال على المشاهدة، وبالتالي كل هذا من المهم أن يكون مؤطرا قانونيا. حرية المبدع الرقابة في المغرب قائمة، لكن قلما يتم تطبيقها، أظن أنه عدا الرقابة التي تحد من حرية التعبير والتي كنا دائما ضده، هناك أشياء ينبغي أن تتدخل فيها الرقابة، وهي مرتبطة بالأخلاقيات وليس الأخلاق، ما نسميه بالفرنسية (الإيثيك)، وأعتقد أنها تظل مسألة إدارية بحتة. حظ الفيلم القصير في المشاهدة يمكن إعادة الاعتبار للفيلم السينمائي القصير، من خلال عرضه في المهرجانات، وكذلك من خلال برمجته على شاشة التلفزة، لأنه عند عرضه على هذه الشاشة يحظى بإقبال كبير، خارج هذا الإطار من الصعب أن يكون للفيلم القصير حظ للمشاهدة والمتابعة، صحيح أنه من الممكن أن يكون مصاحبا للفيلم الطويل داخل القاعات السينمائية، حيث يتم افتتاح العرض بواسطته، ولكن إذا كان يتعدى المدة الزمنية القصيرة المحددة له، يمكن أن يشوش على مشاهدة الفيلم الطويل الرئيسي، خارج هذه اللقاءات من الصعب أن يكون للشريط القصير مستوى آخر من المشاهدة، وكما هو معروف، فالعالم اليوم يشهد عددا هائلا من المهرجانات، ومن الملاحظ أن الناس يقومون بإخراج أفلام قصيرة، وليست لديهم رغبة لكي تحظى هذه الأشرطة بالمشاهدة، وبالتالي فهم لا يشاركون في المهرجانات، مع أنهم يمكن لهم أن يستفيدوا من هذه المشاركة من الناحية المعنوية، وأحيانا على المستوى المادي كذلك، على اعتبار أن بعض القنوات تحضر لاقتناء هذا النوع من الأشرطة، وبالتالي يمكن أن يعود على أصحابها بالربح، كما ألاحظ كذلك أن أغلبية مخرجي الأفلام القصيرة، لا يفضلون استغلال أشرطتهم في المهرجانات سواء داخل الوطن أو خارجه، الاستغلال بالمعنى الثقافي للكلمة، فعند المشاركة في مهرجان بإسبانيا أو في أي دولة أخرى مثلا، يستفيد المشارك من الناحية التكوينية، سيكون هناك لقاء مع سينمائيين وسيجري النقاش معهم حول مستجدات العالم السينمائي، وبالتالي يكون هناك نوع من التكوين، سيعرف صاحب الشريط القصير كيف يتم تلقي عمله، في مختلف الثقافات. لا نصنع الأفلام بنفس الطريقة التطور التكنولوجي الذي لحق بالسينما، يعكس مسألة أساسية وهي أن العمق يظل كما هو، يمكن القول إننا لا نصنع الأفلام بنفس الطريقة، فعند التصوير بواسطة كاميرا 35 ملم، يتطلب العمل وقتا طويلا ومجهودا كبيرا، حاليا لم يعد هذا الخوف قائما، على اعتبار أن الحامل يتضمن بطاقة الذاكرة، مما يمكن من إنجاز العمل في وقت قصيرة، كما أن تجسيد بعض الأفكار صار ممكنا، على اعتبار أن أدوات العمل صارت أكثر خفة، فالتصوير الرقمي يمنح إمكانية وسائل تقنية خفيفة، وسرعة الإنجاز، من الممكن أن تحضرني فكرة وأحمل كاميرا صغيرة وأقوم بتصويرها، لقد تم تغيير طريقة التعامل مع الفيلم السينمائي، بالنظر إلى أن الوسائل التكنولوجية أصبحت أخف مما كانت عليه. أفراح صغيرة من أحدث أعمالي، فيلم سينمائي طويل بعنوان أفراح صغير، الذي حصل على دعم من طرف المركز السينمائي المغربي، تم تصويره بمدينة تطوان، هو عبارة عن كوميديا موسيقية، تستلهم الموسيقى الأندلسية النسوية لشمال المغرب، ويتم كذلك استعادة قصص العديد من الشخصيات النسائية التي طبعت الخمسينات من القرن الماضي.