دنيا بوطازوت .. «شعيبية» الجماهير رغم صغر سنها وقصر تجربتها الفنية، استطاعت الفنانة دنيا بوطازوت أن تحفر اسمها بحروف من ذهب في الساحة الفنية ببلادنا، وذلك بفضل شخصيتها الفريدة وأدائها المتميز الذي حاز إعجاب المغاربة، خاصة في دور «الشعيبية زوجة كبور» في سلسلة «الكوبل». السلسلة التي دخلت موسمها الثاني خلال هذا الشهر الفضيل، مازالت تحافظ على حظوتها لدى المشاهدين حيث حققت خلال الأيام الأولى من بثها أعلى نسب مشاهدة ضمن شبكة برامج القناة الثانية. ابنة الجنوب، وتحديدا مدينة ورزازات حيث ولدت ذات يوم من صيف 1981، أبت إلا أن تظل مرتبطة بجذورها الأمازيغية من خلال دخولها إلى الميدان الفني باسمها العائلي الحقيقي، بوطازوت، التي تعني «بو لكحل» أو (صاحب الكحل)، عوض أن تختار اسما فنيا مستعارا أكثر بساطة. وهو الأمر الذي استحسنه والدها عندما صرح مرة بفخر وبابتسامة تؤكد أن روح الدعابة متأصلة في عائلة بوطازوت «شيء جيد فعلا أن تساهم دنيا في (إشعاع) هذا الاسم وكذا المنطقة التي تنحدر منها عائلتنا». في سنة 2006، تخرجت دنيا من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وسجلت بداياتها الفنية على خشبة المسرح بمسرحية «Rouge + bleu = violet» كأول عرض لها بعد التخرج، ثم التحقت بعد ذلك بفرقة «تانسيفت» سنة 2008، وشاركت في مسرحية «كيف طوير طار»، ثم تألقت في مسرحية «ناكر لحسان». في سنة 2007، عملت مع «مسرح الميزان» من خلال عرض «مومو بوضرسة»، الذي تعتبره الفنانة فاتحة خير، لأنها حصلت من خلاله على أول جائزة وهي في بداية مسارها الفني. وذلك قبل أبن يقترح عليها المخرج حسن هموش الانضمام إلى «مسرح تانسيفت» حيث مازالت تواصل تألقها على الركح. بدايتها على الشاشة الصغيرة كانت في سنة 2005، من خلال لقائها الأول مع الفنان حسن الفذ في سلسلة «الشانيلي تي في». ثم توالت الأعمال رافعة تدريجيا أسهم الفنانة إلى النجومية التي استمتعت دنيا بمذاقها سنة 2011 مع سلسلة رمضانية أخرى هي «ياك حنا جيران» في دور «سعاد» زوجة «سيدي عزيز»، قبل أن تقرر المغامرة مجددا رفقة الفنان المتميز حسن الفذ في سلسلة «الكوبل» حيث فاق نجاح المغامرة كل التوقعات. فقد أصبحت سيرة «الشعيبية زوجة كبور» على كل لسان.. الجميع يثني على أدائها وتلقائيتها التي لا يضاهيها إلا تمكنها القوي من الدور وحضورها اللافت أمام الكاميرا. أداء وتميز كانت مكافأتهما حب الجمهور ووسام ملكي من درجة فارس وشحها به الملك محمد السادس بمناسبة عيد الشباب. علما أنها حائزة أيضا على عدة جوائز تقديرية عن أعمالها التلفزية والمسرحية، من بينها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بمصر، وجائزة أحسن ممثلة في مهرجان المسرح الاحترافي بمكناس. ورغم أن دنيا برزت من خلال أدوار كوميدية، فإن العارفين بقدراتها الفنية يؤكدون أنها ما تزال لتحتفظ في جعبتها بالكثير من الإمكانيات المخبوءة، حيث يقول عنها المخرج حسن هموش أنها بارعة في الأداء الجسدي وفي التحول من حال إلى حال، وفي أداء الدراما، إضافة إلى الاستعراض الغنائي بما أنها تملك صوتا غنائيا جميلا كذلك. والأكيد أن المهمة تقع هنا على منتجي ومخرجي الأعمال المسرحية والتلفزية من أجل منح دنيا بوطازوت أدوار جديدة ومتنوعة تفسح لها المجال لإظهار كفاءتها وصقل تجربتها الفنية، إذ أن بعض المتتبعين يتخوفون من أن تظل هذه الفنانة الموهوبة حبيسة شخصية «الشعيبية»، وهو ما لوحظ من خلال الدور الذي منح لها في السلسلة الفكاهية «كنزة فالدوار» المعروضة أيضا على القناة الثانية خلال شهر رمضان الحالي. كما يأمل الجمهور أيضا مشاهدة دنيا على الشاشة الكبيرة رغم أن الفنانة ترى ربما أنها ما تزال غير مستعدة لتجربة من هذا النوع، معتبرة أن «صورة المرأة المغربية والعربية لم تأخذ حقها في السينما» وأن الأعمال السينمائية «لم ترق لحد الآن بقيمة المرأة الحقيقية ودورها الأساسي في المجتمع». فالفنانة بوطازوت، الحاصلة أيضا على إجازة في الصحافة، لا تخفي اهتمامها بعدد من القضايا الاجتماعية مثل العنف ضد المرأة أو الاعتداءات على الأطفال، كما أنها تشارك في عدة تظاهرات اجتماعية وحملات تحسيسية حيث تسجل حضورها اللافت وشخصيتها المتواضعة والقريبة من كل الفئات. فالنجومية ليست مرادفا للتعالي بالنسبة إلى بوطازوت التي تعتبر الشهرة سلاحا ذا حدين، فبقدر ما قرَّبت الشهرة دنيا من الجماهير، بقدر ما كان لها أيضا بعض الآثار السلبية على حياتها الشخصية حيث تعرضت غير ما مرة للنصب والاحتيال والإشاعة المغرضة. ومن بين الإشاعات التي راجت حول دنيا بوطازوت، ما تم إعلانه غير ما مرة عن كونها دخلت القفص الذهبي مع فلان أو علان.. وكانت دنيا في كل مرة تسارع إلى تكذيب الإشاعة مؤكدة أنها لا ترفض الزواج ولكن تربيتها التقليدية تجعلها تربط الأمر بالأقدار والأرزاق. وقد راجت في بداية رمضان الحالي وبتزامن مع بث الحلقات الأولى من «الكوبل 2» أخبار جديدة عن زواج مرتقب لدنيا مع شاب من شمال المغرب. ويبدو أن الخبر أكيد هذه المرة وأن الفنانة دنيا بوطازوت قد قررت فعلا دخول القفص الذهبي ضمن كوبل حقيقي نتمنى أن يكون بنفس خفة دم «الكوبل 2» وأن يعمر طويلا مثله !