مرة أخرى الهمجية الصهيونية تكشف عن نفسها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وآلة الحرب الإسرائيلية تخرج آلاف الجنود والميليشيات، وتستخدم كل الأسلحة الفتاكة ضد الفلسطينيين... قوات الاحتلال تمطر غزة بأطنان من المتفجرات، وعشرات القتلى سقطوا لحد الآن، وسماء القطاع توشحت بالسواد، ومنازل أهلها هدمت... في غزة قتلى وجرحى، والمستوطنون فيها يلجأون إلى الخطف والاغتيال وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وكبار أركان الكيان الصهيوني حددوا قوائم بأسماء شخصيات سياسية فلسطينية بقصد اغتيالها، والعربدة الإسرائيلية تدوس على كل القوانين والقيم والحقوق، وتتحدى العالم برمته. المجتمع الدولي يواصل، رغم كل هذا، الركون إلى صمت مريب، ومثله أيضا الأنظمة العربية، ووحده الشعب الفلسطيني يواجه اليوم مأساته متسلحا بإصراره على حقوقه الوطنية والإنسانية، وعلى التطلع إلى تحرير أرضه المحتلة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. العدوان الهمجي الحالي في غزة والضفة تتحمل مسؤوليته إسرائيل، والعالم كله يجب أن يصرخ اليوم بهذا، ويدين الهمجية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ويضغط من أجل الوقف الفوري لجرائم جيش الاحتلال. الاحتلال الإسرائيلي اليوم لا يقود فقط المنطقة كي تبقى دائمة الاشتعال، وإنما هو يدفع الأوضاع برمتها إلى... الجدار، وإلى إنتاج التطرف والإرهاب حواليه أيضا، وبالتالي فالكيان الصهيوني اليوم هو المسؤول عن تهديد الأمن والسلم والاستقرار في كامل منطقة الشرق الأوسط، والمصلحة الإقليمية والدولية، فضلا عن الحق الفلسطيني المشروع، تفرض اليوم مواجهة هذا الاحتلال الدموي ووقف جرائمه ورعونته. كل القوى الوطنية الديمقراطية والهيئات السياسية والاجتماعية والشعبية ستنزل اليوم الجمعة في شوارع عدد من العواصم العربية لإدانة الجرائم الصهيونية في الضفة والقطاع، ولتجديد تضامن الشعوب العربية مع الشعب الفلسطيني. الانتصار لفلسطين هو انتصار لقيم الحرية والاستقلال والسلم والتحرر... التضامن مع فلسطين وشعبها هو تضامن مع الحق، وضد الإرهاب الذي تقترفه يوميا سلطات وجيش الاحتلال الصهيوني... نزول القوى الشعبية والمدنية العربية اليوم هو من أجل فضح الجرائم الإسرائيلية وشجب التصعيد الحالي في غزة والضفة، وأيضا للتحذير من عواقبه الوخيمة على المنطقة برمتها، ومن أجل مطالبة المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل مسؤولية هذا العدوان الهمجي وإجبارها على وقفه فورا، والوفاء بتعهداتها والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. الغاية اليوم هي أولا وقف العدوان الجاري ضد الفلسطينيين في غزة والضفة، ثم إعادة تجديد الوعي بأهمية جعل القضية الفلسطينية على رأس أجندة الديبلوماسية العربية ومواصلة حشد الدعم لها ضد كافة الممارسات الصهيونية، من تهويد واستيطان وحرص على محو المعالم الإسلامية والمسيحية وتغيير المعطيات الديموغرافية والمعمارية والدينية على الأرض، فضلا عن تشديد الحصار والتضييق الاقتصادي...، وأساسا حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس. عندما ينزل المغاربة للشارع انتصارا للقضية الفلسطينية، فهم ينزلون ضد كامل هذه المعاناة الفلسطينية، ومن أجل الحق الفلسطيني. اليوم أيضا يقف المغاربة تأييدا للنضال الوطني الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال، وضد الهمجية الصهيوينة.. من أجل فلسطين... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته