نورالدين عيوش ...أول مستشهر مغربي وأبرز فاعل في مجال القروض الصغرى هو أول وأبرز مستثمر مغربي في مجال الاشهار. لكنه اشتهر كثيرا بارتباط اسمه بجمعية «زاكورة» للقروض الصغرى جدا على اعتبار الشعبية التي يتميز بها هذا النوع من الجمعيات. انتقل نور الدين عيوش في مساره المهني من الاشتغال كأستاذ جامعي إلى أول مستثمر مغربي في ميدان الإشهار في بداية السبعينيات من القرن الماضي. يجمع بين كونه رجل أعمال وناشط جمعوي. فهو مؤسس ورئيس وكالة شمس للاشهار ، ورئيس جمعية زاكورة للقروض الصغرى، فضلا عن خلقه لعدد من المبادرات الجمعوية كتأسيسه ل»مؤسسة زاكورة للتربية» و مجموعة الديمقراطية والحداثة وغيرها. لم يكن ينقص هذا الشاب القادم من فرنسا سوى مكالمة هاتفية ليتحول مساره المهني من الجامعة إلى فضاء الأعمال والمجتمع المدني الرحب. عند نهاية مشواره الدراسي بفرنسا عاد نورالدين عيوش إلى المغرب للاشتغال أستاذا في الجامعة، في ذلك الحين اتصل به مسؤولون بمؤسسة «هافانا»، وكانت هي أول وكالة إشهارية في المغرب، كانوا يرغبون في إدماج مغاربة في قطاع الإشهار، قطاع كان يسيطر عليه الأجانب. لكن، وبعد أن اشتغل معهم لفترة من الزمن، استقال وعاد لميدان التدريس بالجامعة، إلا انه سرعان ما وظف تجربته تلك وأسس سنة 1972 ،وكالة للإشهار ، وهي المعروفة ب «وكالة شمس للإشهار «. يقول عيوش أن العمل الجمعوي ومساعدة الآخرين خاصية شربها من المحيط العائلي الذي ترعرع فيه. فقبل العودة إلى المغرب دأب على إعطاء دروس في محاربة الأمية لبعض العمال المغاربة المقيمين بباريس. لقد « عشت في جو عائلي كان له بالغ الأثر في تكويني، فوالدي كان يتكفل بالناس الفقراء، ومساعدة أبنائهم على متابعة دراستهم، ونفس الأمر بالنسبة لأمي التي أطلقت اسمها على جمعية» زاكورة». يقول عيوش عن نفسه أنه يساري ضد «الليبرالية المتوحشة» والعنصرية، وما زال يعتقد بصواب الفكر الماركسي.كما ينادي بسياسة جمعوية مناهضة للفوارق الاجتماعية. يعتبر عيوش أن إصلاح وضعية المغرب لن تتم ولن تحصل بجرعات صغيرة وإنما بجرعات قوية وموسعة. مشوار نورالدين عيوش في مجال النشاط الجمعوي انطلق بجريدة «كلمة»، التي كانت تعالج المشاكل الاجتماعية بالمغرب، وبعدها أسس مؤسسة زاكورة للتربية سنة 1997 بإطلاق أولى مدارس التعليم غير النظامي في الوسط القروي. واسم « زاكورة»، هو اسم والدته وهو اسم أمازيغي يهودي مغربي. احتلت هذه الجمعية مع الوقت المرتبة الأولى في التصنيف السنوي الذي يصنف أفضل مؤسسات القروض الصغرى في الدول النامية، الذي تصدره مؤسسة سوق تبادل معلومات التمويل الأصغر. من خلال هذه المؤسسة وضع عيوش رجلا داخل السوق التونسي، وحاول فتح وكالات إشهارية في بلدان عربية وإفريقية لكن واجهت محاولاته بعض المشاكل. أما وكالته للإشهار فبعد ان كانت الأولى في هذا المجال داخل المغرب، فإنها تحتل اليوم المرتبة الثانية أو الثالثة. يبرر عيوش هذا التراجع قائلا: إن «ما يهمني هو العمل الجمعوي والثقافي فجمعية «زاكورة» مثلا استنفدت وقتي ومالي، وحتى داخل «جمعية 2007 دابا» فقد كنت من بين الممولين الكبار». للتذكير فقد أسس نورالدين عيوش جمعية «2007 دابا» لإقناع الشباب بالمشاركة في انتخابات 2007. ومواجهة ظاهرة عزوف الشباب عن العمل السياسي وعن الانخراط في الأحزاب السياسية. منذ نوفمبر 2012 أطلقت «مؤسسة عيوش» ورشا في موضوع إصلاح التعليم، فعقدت لقاءات مع عدد من وزراء التربية الوطنية السابقين واستقبلت عددا من الخبراء في هذا المجال. كما قام عيوش بزيارات لدول متعددة للإطلاع على تجاربها في مجال التربية والتكوين. وفي نهاية الأسبوع الأول من أكتوبر 2013 انعقدت ندوة دولية نظمتها مؤسسة زاكورة أصدرت مجموعة من التوصيات رفعها عيوش في مذكرة إلى الملك. من بين توصيات المذكرة اعتماد الدارجة المغربية في التعليم الأولي والابتدائي بدلا من العربية الفصحى، بالإضافة إلى تقليص دور التعليم الديني في هذا المستوى، وضرورة مساهمة القطاع الخاص في التعليم. غير أن المذكرة أثارت زوبعة وموجة من الردود منها المؤيدة ومنها المعارضة التي شككت في مضامين المذكرة وفي أهدافها الحقيقية.