تزايد طلب السكان واحتجاجاتهم لفك العزلة عن المناطق النائية في الجنوب الغربي لإقليم أزيلال، تمتد جماعة واولى على مرتفعات الأطلس الكبير المتوسط، حيث يحدها شمالا جماعة تنانت و»تاكلاّ» وجنوبا سيدي بوخلف وأيت بلال، وأيت عباس وأيت أمحمد شرقا، وغربا جماعة أيت مجاطن، على مساحة تقدر بحوالي 264كلمترا مربعا، وبكثافة سكانية تقترب من 30 ألف نسمة. كغيرها من جماعات المغرب العميق، تعاني واولى من إكراهات حقيقية تعوق مسار الاشتغال الجماعاتي، والنهوض بمسار التنمية على أحسن وجه، ولعل أولها يعود بالأساس إلى طبيعة تضاريس المنطقة وشساعة المساحة، وتشتت الساكنة على 48 دوارا، إضافة وهذا هو الأهم، إلى ضعف مداخيل الجماعة نفسها، حيث لا تتعدى ميزانيتها في غالب الأحوال 120 مليون سنتيم (المبلغ الصافي للبرمجة)، والتي يتم تخصيص منها حوالي 30 مليون سنتيم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. الجماعة، وبالرغم من طبيعة هذه التضاريس، التي لا تساعد على تحقيق تنمية شمولية، سعت واعتمادا على قاعدة الأهداف المباشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى إيلاء الاهتمام للبنيات التحتية ومنح الأولويات لمتطلبات الساكنة التي تهم توسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء، وفك العزلة عن السكان، وإحداث القناطر، وتقوية قدرات الشباب عبر انجاز مرافق اجتماعية، ودور للنشء والشباب، وقبل هذا وذاك تحسين الخدمات وتوفير الجو الملائم للاشتغال بأروقة الإدارة. وفي هذا الإطار، تم توسيع مرافق الجماعة، وإحداث سكنيين وظيفيين بالقرب من مقرها في سنة 2010 بتكلفة مالية بلغت 281.987.28 درهما. وانكب اهتمام المسؤولين عن الشأن المحلي، بالبنية التحتية وسد الخصاص الذي يعاني منه السكان في ما يخص الماء الشروب والكهرباء، حيث تمّ في هذا الصدد وبذات السنة، حفر بئر بدوار»بوعنتر الجبل» بمشيخة تساوت بتكلفة مالية بلغت 226.002.24 درهما، وخلال سنة 2011 تمت تقوية «الشطر الأول»،من مسلك طرقي يربط بين أيت حمي ومركز أيت شواريت عبر دوار» المحدة» بتكلفة ناهزت 287.761.60 درهما، همّ أزيد من 800 نسمة. كما تم في ذات السنة بناء قنطرة على واد «تعنيت بدوار تغرت نوشن بمشيخة تشواريت بمبلغ مالي وصل إلى 298.200.00 درهما. وحفر ثقب مائي بدوار اكوردان ب257.160 درهما. وخلال سنة2012/2013، يقول رئيس الجماعة تزايدت طلبات السكان، وتعالت احتجاجات العديد من الدواوير،وكان المطلب الوحيد آنذاك، هو الاستمرار في سياسة فك العزلة عن المناطق النائية، ومد الدواوير بالماء الشروب، لدى يقول، كان لزاما علينا الانخراط في هذا الورش الإصلاحي المهم، حيث قمنا بإصلاح المسلك الطرقي الرابط بين دوار أيت أعمر وأيت عيسى عبر دوار اسمسيل نورمان، بتكلفة مالية بلغت 197.610.00 درهما، وهم أزيد من 600 نسمة. كما تم فتح مسلك طرقي بين دوار امزرود ودوار أيت «سواكت» عبر دوار «أغر نوعثمان» بمبلغ مالي وصل 169.200 درهم، فيما بلغت تكلفة إصلاح المسلك الرابط بين مركز واولى وأيت تشواريت عبر دوار الرقاد 495.000 درهم. وقد تم خلال الفترة نفسها حفر ثقب مائي بدوار «تغرت نوشن» بحوالي 140.000 درهم. أما مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتماشيا مع فلسفتها الرامية إلى النهوض بالعالم القروي، واستهداف المناطق الهشة، فقد ظلت هي الأخرى لصيقة بهموم الساكنة ولم تخرج بذلك على نطاق السياسة العامة للجماعة حيث أولت كل اهتمامها إلى فتح العديد من المسالك الطرقية، مثلما حدث بين واولى وتشواريت ودوار تساخت واساكا بتاغية، كما اهتمت بتوسيع شبكة الماء الشروب وبناء وتجهيز خزانات مائية، وتأهيل المنابع المائية، وبناء وحدات مدرسية، وإحداث أسوار لبعض المؤسسات التعليمية، واقتناء سيارة من النوع الممتاز للإسعاف وغيرها من المشاريع الهامة التي سنعود لها مستقبلا. وعموما، تبقى هذه الطفرة النوعية التي عرفتها الجماعة، والتي تحققت بفعل سياسة تدبيرية محكمة للجماعة، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رهان حقيقي لكل الشركاء المحليين والإقليميين يقتضي، يقول المعطي حيدان، وهو تقني بالجماعة، تضافر الجهود للنهوض بكل القطاعات. فجماعة واولى بالإضافة إلى احتياجاتها الكبيرة للطرق وشبكة الماء الشروب، هي أيضا في أمس الحاجة إلى مشاريع تنموية اجتماعية تهتم بالأساس بالرأسمال البشري وبالصيغ المختلفة لتنمية قدراته، وتلك يقول المتحدث ،اهتمامات حاضرة بقوة على أجندة سياسة الجماعة، لكنها تبقى بعيدة عن التحقق بحكم ما تعانيه ميزانية الجماعة من إكراهات حقيقية، بما أنها تعتمد فقط على مداخيل الوزارة الوصية، ومما زاد الطين بلة، يقول المعطي، شساعة مساحة جماعة واولى، وتواجدها بين أقطاب حضرية امتصت رواجها التجاري، فالثلث من مداخيلها يتمّ ترويجه بمركز أيت عباس، والثلث الآخر بدمنات، فيما تحتفظ الجماعة فقط بالثلث الأضعف في هذه الحلقة ،وهو الأمر نفسه الذي حدث مع السوق الأسبوعي للجماعة،الذي عرف ركودا قويا مباشرة بعد فتح سوق تنانت الذي يتزامن من حيث التوقيت مع سوق واولى، ويتواجد بالقرب من العديد من دواوير الجماعة. إن شساعة كل هذه المشاريع التنموية واحتضان الجماعة ل 48 دوار، وامتدادها على مساحة 264 كلمترامربعا، وتواجد نهرين بترابها، كلها أرقام دالة على أننا أمام معادلة صعبة، يمسي فيها الحديث عن مؤشرات تنموية حقيقية خطابا سياسويا مبالغا فيه، خصوصا إذا ما آخذنا بعين الاعتبار قيمة الفائض السنوي، يقول رئيس الجماعة، لهذا حققنا فعلا استجابة ملحوظة فيما يخص ربط الساكنة بالكهرباء، حيث بلغت النسبة المئوية 100%، وبلغنا حوالي 70% من الربط الفردي بالماء الشروب، لكننا لازلنا نعاني من نقص ملحوظ مثلا في قطاع الصحة والتعليم وملاعب القرب، ونحتاج إلى المزيد من المنشآت الاجتماعية التي تنمي قدرات الشباب والنساء، كدور الطالبة والطالب ودور الشباب، مثلما لازال لدينا إكراه حقيقي يهم ساكنة دواري تغرت نوشن وتسلّيوين اللذان يفتقدان بالكل للماء الشروب، ولازالا إلى حد الآن ينتظران وعود العمالة.