تعاني الجماعة القروية واولى بأزيلال من إكراهات حقيقية ، تعوق مسار الاشتغال الجماعاتي، والنهوض بمسار التنمية على أحسن وجه، وأولها يعود إلى طبيعة تضاريس المنطقة ، وشساعة المساحة ، وتوزُّع الساكنة على 48 دوار ، إضافة وهذا هو الأهم ، إلى ضعف مداخيل الجماعة نفسها، حيث لا تتعدى ميزانيتها 120 مليون سنتيم، /المبلغ الصافي للبرمجة/ ،والتي يتم تخصيص منها حوالي 30 مليون سنتيم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. الجماعة، وبالرغم من طبيعة هذه التضاريس ،التي لا تساعد على تحقيق تنمية شمولية، سعت ، إلى إيلاء الاهتمام للبنيات التحتية، ومنح الأولويات لمتطلبات الساكنة التي تهم توسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء، وفك العزلة عن السكان ، وإحداث القناطر ، وتقوية قدرات الشباب عبر انجاز مرافق اجتماعية، ودور للنشء والشباب، وقبل هذا وذاك تحسين الخدمات وتوفير الجو الملائم للاشتغال بأروقة الإدارة. وفي هذا الإطار، تم توسيع مرافق الجماعة وبناء ملحقات لها، وإحداث سكنيين وظيفيين بالقرب من مقرها في سنة 2010 بتكلفة مالية بلغت 281.987.28 درهم. وانكب اهتمام المسؤولين عن الشأن المحلي، بالبنية التحتية وسد الخصاص الذي يعاني منه السكان في ما يخص الماء الشروب والكهرباء، حيث تمّ في هذا الصدد وبذات السنة، حفر بئر بدوار "بوعنتر الجبل" بمشيخة تساوت بتكلفة مالية بلغت 226.002.24 درهم ،وخلال سنة 2011 تمت تقوية " الشطر الأول"،من مسلك طرقي يربط بين أيت حمي ومركز أيت شواريت عبر دوار" المحدة" بتكلفة ناهزت 287.761.60 درهم، همّ أزيد من 800 نسمة. كما تم في ذات السنة بناء قنطرة على واد "تعنيت بدوار تغرت نوشن بمشيخة تشواريت بملغ مالي وصل إلى 298.200.00 درهم. وحفر ثقب مائي بدوار اكوردان ب257.160 درهم. وخلال سنة 2012/2013 ، تزايدت طلبات السكان ،وتعالت احتجاجات العديد من الدواوير ،وكان المطلب الوحيد آنذاك، هو الاستمرار في سياسة فك العزلة عن المناطق النائية، ومد الدواوير بالماء الشروب،، فكان لزاما الانخراط في هذا الورش الإصلاحي المهم ،حيث تم إصلاح المسلك الطرقي الرابط بين دوار أيت أعمر وأيت عيسى عبر دوار اسمسيل نورمان، بتكلفة مالية بلغت 197.610.00 درهم ، وهمّ أزيد من 600 نسمة .كما تم فتح مسلك طرقي بين دوار امزرود ودوار أيت "سواكت" عبر دوار "أغر نوعثمان" بمبلغ مالي وصل 169.200 درهم ، فيما بلغت تكلفة إصلاح المسلك الرابط بين مركز واولى وأيت تشواريت عبر دوار الرقاد 495.000 درهم. وقد تم خلال الفترة نفسها حفر ثقب مائي بدوار "تغرت نوشن" بحوالي 140.000 درهم . أما مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، فقد ظلت هي الأخرى لصيقة بهموم الساكنة ،ولم تخرج بذلك على نطاق السياسة العامة للجماعة حيث أولت كل اهتمامها إلى فتح العديد من المسالك الطرقية، مثلما حدث بين واولى وتشواريت ودوار "تساخت واساكا" بتاغية ،كما اهتمت بتوسيع شبكة الماء الشروب وبناء وتجهيز خزانات مائية، وتأهيل المنابع المائية ،وبناء وحدات مدرسية، وإحداث أسوار لبعض المؤسسات التعليمية، واقتناء سيارة من النوع الممتاز للإسعاف وغيرها من المشاريع الهامة التي سنعود لها مستقبلا. وعموما، تبقى هذه الطفرة النوعية التي عرفتها الجماعة، والتي تحققت بفعل سياسة تدبيرية محكمة ، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رهان حقيقي لكل الشركاء المحليين والإقليميين يقتضي، بتضافر الجهود للنهوض بكل القطاعات .فجماعة واولى بالإضافة إلى احتياجاتها الكبيرة للطرق وشبكة الربط الفردي بالماء الشروب، هي أيضا في أمس الحاجة إلى مشاريع تنموية اجتماعية تهتم بالأساس بالرأسمال البشري وبالصيغ المختلفة لتنمية قدراته ، وتلك يقول المتحدث ،اهتمامات حاضرة بقوة على أجندة سياسة الجماعة، لكنها تبقى بعيدة عن التحقق بحكم ما تعانيه ميزانيتها من إكراهات حقيقية ،بما أنها تعتمد فقط على مداخيل الوزارة الوصية ، ومما زاد الطين بلة ،شساعة مساحة الجماعة وتواجدها بين أقطاب حضرية امتصت رواجها التجاري، فالثلث من مداخيلها يتمّ ترويجه بمركز أيت عباس ، والثلث الآخر بدمنات، فيما تحتفظ الجماعة فقط بالثلث الأضعف في هذه الحلقة ،وهو الأمر نفسه الذي حدث مع السوق الأسبوعي للجماعة ،الذي عرف ركودا قويا مباشرة بعد فتح سوق تنانت الذي يتزامن من حيث التوقيت مع سوق واولى ، ويتواجد بالقرب من العديد من دواويرها . إن شساعة كل هذه المشاريع التنموية وتنوعها ،لم يمنع احتضان الجماعة ل 48 دوار ،وامتدادها على مساحة 264 كلم مربع ،وتواجد نهرين بترابها ، كلها أرقام دالة على أننا أمام معادلة صعبة ، يمسي فيها الحديث عن مؤشرات تنموية حقيقية خطابا سياسويا مبالغا فيه، خصوصا إذا ما آخذنا بعين الاعتبار قيمة الفائض السنوي ، حيث تم ربط الساكنة بالكهرباء، بنسبة 100% ، و 70% من الربط الفردي بالماء الشروب ،لكنها مازالت تعاني من نقص في قطاع الصحة والتعليم وملاعب القرب، وإلى المزيد من المنشآت الاجتماعية التي تنمي قدرات الشباب والنساء، كدور الطالبة والطالب ودور الشباب ،مثلما لازال لدينا إكراه حقيقي يهم ساكنة دواري تغرت نوشن وتسلّيوين اللذان يفتقدان بالكل للماء الشروب ، ولازالا إلى حد الآن ينتظران وعود العمالة.