الكل ينتقد والكل يشاهد سخر نائب في البرلمان المغربي، قبل أيام، من البرامج التي تعرضها القنوات التلفزيونية المغربية خلال شهر رمضان، ووصفها بأنها سطحية وغثة تفسد على المغاربة صيامهم. ولم يكتف النائب، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، في سؤال موجه إلى وزير الإعلام مصطفى الخلفي المنتمي إلى الحزب ذاته، بهذا الانتقاد، بل تقدم باقتراح لا يقل غرابة وسخرية، وقال موجها كلامه للوزير: «أرجوكم.. إذا كانت ستعود نفس المسلسلات الكوميدية الرديئة التي تفسد على المغاربة شهرهم الفضيل، فإني أقترح أن تبث برامج إذاعة محمد السادس القرآن الكريم مرفقة بصور عن الطبيعة مأخوذة من أي برنامج وثائقي حتى تصبح مسموعة ومرئية». ورغم أن الوزير الخلفي طمأن النواب بأن برامج رمضان العام الحالي ستتلاءم مع انتظارات المغاربة، إلا أن كلامه لم يقنع النائب أبو زيد، فقال إن «هذه التطمينات سمعناها خلال شهر رمضان الماضي، لكن الواقع عكس نفس التسطيح والغثاثة، ونخاف أن يتكرر الأمر نفسه العام الحالي». حكاية المغاربة مع برامج شهر رمضان على قنواتهم التلفزيونية المحلية هي نفسها تتكرر كل عام، فهي تتعرض لانتقادات واسعة من قبل المشاهدين والنقاد على حد سواء، لا سيما المسلسلات الكوميدية وبرامج الكاميرا الخفية، التي تعرض مباشرة بعد الإفطار، لكن المفارقة هي أن هذه المسلسلات تحقق نسبة متابعة واسعة من منتقديها، وهو ما يجعل مسؤولي القنوات التلفزيونية في وضع مريح لا يعبأون مطلقا بهذه الانتقادات، ما دام ارتفاع نسبة المشاهدة يؤدي بالضرورة إلى زيادة مداخيل الإعلانات المصاحبة لهذه البرامج. وفي انتظار حل هذا «اللغز»، ستعود المسلسلات الكوميدية خلال شهر رمضان الحالي إلى الشاشات، ومنها سلسلة نجحت في تحقيق مشاهدة عالية العام الماضي، وكان حظها أقل من الانتقاد، رغم أن مدتها لا تتجاوز بضع دقائق وهي سلسلة «الكوبل» التي عرضتها القناة الثانية «دوزيم»، وتتحدث عن مواقف يتعرض لها زوجان، يؤدي دورهما الممثل حسن الفذ والممثلة دنيا بوتازوت، وأشارت إحصاءات إلى أن نسبة المغاربة الذين شاهدوا الجزء الأول من سلسلة «الكويل» تقدر ب82 في المائة، فضلا عن ملايين الأشخاص الذين أعادوا مشاهدتها عبر «اليوتيوب». كما ستعرض القناة الثانية حلقات من الكاميرا الخفية «جار ومجرور». ومسلسلات كوميدية أخرى مثل «مرا وكادة»، و«كنزة في الدوار». وتلقى المسلسلات الاجتماعية نسبة متابعة لا بأس بها وإن كانت أقل من الكوميديا، وستعرض القناة الثانية رمضان الحالي مسلسلا اجتماعيا جديدا بعنوان «زينة» يروي قصة فتاة تسعى لتصبح نجمة غناء، ومسلسلا آخر يحمل عنوان «الغالية»، بالإضافة إلى مسلسل من صنف إلى الفانتازيا الشعبية يحمل عنوان «زهر ومرشة» للمخرجة فاطمة بوبكدي التي تخصصت في هذا النوع من الأعمال التلفزيونية. وخصصت القناة الثانية للبرامج الدينية، من خلال عرض الدورة الحادية عشرة لمسابقة مواهب في تجويد القرآن الكريم التي تنظمها القناة بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى برنامج الفتاوى «الدين والناس». ونظرا للنجاح الذي حققته سلسلة «الكوبل» على القناة الثانية، أنتجت القناة الأولى سلسلة فكاهية مشابهة بعنوان «باركينغ»، مدة كل حلقة لا تتجاوز ثلاث دقائق ستعرض طيلة شهر رمضان، من إخراج يونس الركاب. وفي صنف المسلسلات الاجتماعية، ستعرض القناة الأولى مسلسلا بعنوان «شيب وشباب»، من إخراج عادل الفاضلي، مكونا من ثلاثين حلقة مدة كل حلقة 26 دقيقة، وسلسلة تحمل عنوان «سوبر ماركت» من إخراج أمين الرواني، كما ستعرض القناة الأولى مسلسلا بالأمازيغية بعنوان «سين» أي اثنين، من أربع حلقات، مدة الواحدة منها 52 دقيقة من إخراج محمد ميرات. ومسلسل آخر بعنوان «صدى الجدران» من إخراج سعيد آزار. وتحظى الأفلام التلفزيونية كذلك بمتابعة عالية، وستعرض القناة الأولى أربعة أفلام تلفزيونية مغربية جديدة خلال شهر رمضان بمعدل فيلم واحد في الأسبوع، وهي «خيوط العنكبوت» من إخراج شكيب بن عمر، والثاني بعنوان «لكماط» إخراج زكية الناصيري، والثالث اسمه «تسعة أشهر» من إخراج إدريس الروخ، ثم الفيلم الرابع «R+4» من إخراج داود ولاد السيد. أما قناة «ميدي إن تي في»، فأنتجت مسلسلا خصصت له موازنة كبيرة، بعنوان «ألف ليلة وليلة»، مقتبسا من الرواية الشهيرة التي تحمل العنوان ذاته، وذكرت القناة أنه جرى اعتماد تقنيات متطورة في تصوير حلقات المسلسل. وسيركز هذا العمل على التراث المغربي التقليدي في الديكور والملابس، وقد تكون محاولة لمنافسة المسلسل التركي الشهير «حريم السلطان».